أمل الحربي
في كل يوم بالحياة نقابل أناساً وطبعاً كل إنسان يختلف بطبعه وطريقة حياته، فشخصية الإنسان كالبصمة الوراثية لا تتشابه، وهذا الاختلاف بالتفكير والشخصيات والجينات الوراثية تختلف بين البشر، ولكن تبقى الروح هي من تتآلف مع شخص ما. ففي أحيان كثيرة تتقابل مع شخص لم تره قبل ذلك ولا تعرفه وتألفه وتحس من داخلك أنك رأيته قبل ذلك وترتاح له، وبعض الأحيان تنشأ صداقة طويلة وقوية بينكما وذلك لأن الأرواح تآلفت فيما بينها لأنك ظهرت بطبيعتك أمام هذا الشخص، ودائماً أكرر أن تكون على طبيعتك أفضل من التصنع فهذا ما يجذب الآخرين لك لأنهم يحسون أنك غير متصنع، فالروح تألف الأشخاص الذين على طبيعتهم دون تصنّع.
كن أنت لا غيرك لا شخص آخر، وعبر عما بداخلك كما هو، لا تتصنع الابتسامة ولا الكلمة الحلوة لا تتصنع حياةً غير حياتك ولا نمطاً معيشياً غير نمطك المادي، وطريقة حياة أخرى، بل اظهر أمام الآخرين كما أنت وكما هي شخصيتك، لا تتوجس من ألا يتقبلك الآخرون أو شخص معين، فمن لا يتقبلك كما أنت بكل عيوبك ومميزاتك لا يستحقك، فلا تخف من عدم تقبل شخص لك كما أنت كما هي شخصيتك وطباعك وتفكيرك، فهناك من يستقبلك ويتقبلك كما أنت.
بعض الأشخاص لكي يحبه أشخاص أو زملاؤه بالعمل أو جيرانه يتقمص شخصية غير شخصيته ويعيش نفس طريقتهم لكي يكون مثلهم ومنهم، وهذا غير صحيح، لأن الوضوح أفضل من تقمص شخصية غير شخصيتك وطبع غير طبعك ولبس غير لبسك وطريقة حياة غير حياتك، لأن كل شخص تميزه شخصيته وطباعة، فليس هناك اثنان نفس الطبيعة والتركيبة، والأهم أيضاً احترامك لنفسك وللآخرين وللمجتمع وقيمه وتقاليده ومبادئه، وأيضاً أن تمارس حريتك ولكن دون التعرض لحرية الآخرين والتدخل بحياتهم وفرض آرائك عليهم، لأن كل شخص مسؤول عن أفكاره وحياته وعن قراراته ويتحمّل مسؤوليتها كاملة.
والطفولة هي من تحدد شخصياتنا لاحقاً لأن كل ما عاشه الإنسان بطفولته يتخزن بالعقل اللاواعي ويؤثر لاحقاً على طبيعة حياته، فمن يعاني من العنف بصغره ستكون شخصيته مذبذبة لاحقاً عند كبره، وأيضاً كثرة المشاكل العائلية تؤثر على الأطفال لاحقاً عندما تصبح لديهم حياة منفصلة، وهذا يجعل لديهم بعض العقد النفسية التي يجب أن يحلها الإنسان لكي لا تتراكم مع السنوات ويبدأ بالتشافي من الداخل أولاً ثم خارجياً ويسعد نفسه بنفسه أولاً، فالسعادة والراحة تنبع من داخل الإنسان وروحه.
أعزائي، كونوا أنتم كما أنتم لا غيركم، وتصالحوا مع أنفسكم وأسعدوا أنفسكم بأنفسكم، لا تنتظروا الآخرين لكي يسعدوكم وتشافوا من الداخل أولاً.