قال أمين عام المجلس الإسلامي العربي العلامة محمد الحسيني، إن نظام ولاية الفقيه في إيران يواصل دعايته الهدامة بالدول المتنوعة مذهبياً، ليجعل من الشيعة العرب "حصان طروادة" تفكيكياً وتخريبياً، لافتاً إلى أن الشيعة العرب ينبذون أية مشروعات خارجية تريدهم أذلاء بعد عزة.وأضاف الحسيني في بيان، أن البلاد العربية تتعرض منذ سنوات لهجمات خارجية متعددة لعل أخطرها ما يتخذ من التحريض المذهبي وسيلة للنفاذ لداخل المجتمعات، مستغلة بعض الأوضاع المضطربة فيها.واستشهد بأمثلة دموية مأساوية في اليمن والعراق وسوريا ولبنان والبحرين وعدداً من دول الخليج العربي، حيث يركز التدخل الخارجي المتمثل بنظام ولاية الفقيه في إيران دعايته الهدامة على التنوع المذهبي في هذه الدول، ليجعل منه حصان طروادة تفكيكياً تخريبياً، ويحوله إلى نقمة وفتنة، على عكس ما هو عليه، عاداً التعدد المذهبي في الإسلام دليل حيوية وغنى للأمة وحياتها الفكرية والثقافية.وأكد أن الشيعة العرب يتعرضون لمحنة كبيرة من خلال استغلالهم وتضليلهم ووضعهم بمواجهة مع حكامهم ودولهم وأبناء جلدتهم، بذريعة الحقوق وبحجة التمايز عن سائر مكونات المجتمع.وذكر أن الشيعة هم جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي لهذه الدول، وساهموا في نهضتها ورفعتها وعزتها، وهم على استعداد لبذل الغالي والرخيص من أجل حفظ منعتها وكرامتها.وأوضح أن مشروع المجلس الإسلامي العربي يستمد من هذا الواقع الشيعي العربي الرافض أن يكون وقوداً لأي مشروع خارجي مهما كانت مسمياته، وخصوصاً إذا حمل الراية المذهبية كما يفعل الولي الفقيه في إيران لاستجلاب الفتنة.وأكد وقوف المجلس وثباته في التصدي للبدع الفكرية والسياسية التي تريد سلخ الشيعة العرب من بيئتهم، ليبقى رأس حربة الدفاع عن وحدة المسلمين والمجتمعات العربية واستقرارها.ووجه الحسيني رسالة إلى الشيعة العرب بأن يثبتوا على ولائهم لأوطانهم ولعروبتهم وللمعاني الحقيقية للتشيع، بما هي مبادئ نصرة الحق والابتعاد عن الضلال، وأن يحفظوا أمن واستقرار أوطانهم.ووصف موقف الشيعة العرب في هذه المرحلة الخطيرة من حياة الأمة بـ"الحيوي والمصيري" لاستمرارها موحدة عزيزة وقوية.وأعرب عن ثقته أن الشيعة في الدول المعرضة لخطر التقسيم والتفتيت لن يكونوا إلا عامل وحدة وتقارب، وسينبذون أية مشروعات خارجية تريدهم رعايا تابعين أذلاء، وهم في بلادهم أشراف أعزاء.وأكد أن مصلحة الشيعة العرب تتمثل في استقرار دولهم وازدهارها، وليس في خرابها لمصلحة دول بالإقليم تريدها ولايات خاضعة لإمبراطوريتها.وجدد العهد للشعوب العربية والإسلامية بأن المجلس هو ضمان الوحدة الإسلامية، وسيبقى المرجع الصالح للشيعة العرب في حياتهم المشتركة مع نظرائهم من المذاهب الإسلامية الأخرى في مجتمعات آمنة ومستقرة وأبية.وقال إن الذكرى السنوية التاسعة لولادة المجلس الإسلامي العربي في لبنان، تحل في مرحلة حرجة من تاريخ الأمة العربية والإسلامية، إذ تتعرض لمخاطر التفتيت والفتن المذهبية في عدد من الدول.وأضاف أن المجلس تأسس قبل تسع سنوات على أمل الإسهام في توحيد الصف الشعبي العربي، وتحصين الأمن القومي العربي، من خلال العودة إلى حقيقة الإسلام، وإلى المعاني العظيمة للعروبة، مصداقاً لقوله تعالى "أن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون".