أعلنت وكالات ومواقع إيرانية مقتل 11 شخصاً هم ضابط من الحرس الثوري الإيراني برتبة عقيد، و8 من الميليشيات الأفغانية في "فيلق فاطميون" و2 من الميليشيات الباكستانية في "لواء زينبيون"، بمعارك مختلفة في سوريا وتم دفنهم في مدن إيرانية مختلفة، فيما حقق جيش الرئيس بشار الأسد بغطاء جوي روسي تقدماً في ريف حماة الشمالي في إطار العملية البرية الواسعة التي بدأها منذ أيام، بينما أكدت موسكو تكثيف ضرباتها الجوية على معارضي الأسد، باستهداف 55 هدفاً للمتطرفين خلال 24 ساعة. ووفقاً للوكالات الإيرانية، قتل العقيد علي رضا قنواتي، السبت الماضي، إثر إصابته بقذيفة هاون، وتم تشييعه بحضور مسؤولين كبار وقادة عسكريين بمدينة برديس، بمحافظة البرز.كما قتل كل من سيد ساجد حسين وعلي داد، من ميليشيات "زينبيون" الباكستانية، برفقة رضا رحيمي من ميليشيات "فاطميون" الأفغانية ودفنا أمس بمدنية قم. ويأتي مقتل العقيد قنواتي غداة مقتل كبير مستشاري الحرس الثوري الجنرال حسين همداني في معارك بريف حلب الشرقي.وفي اليوم الحادي عشر للتدخل الروسي الجوي، سيطر الجيش السوري على قريتي أم حارتين وعطشان وتل سكيك في ريف حماة الشمالي.وقال مصدر عسكري سوري إن "الجيش السوري يسيطر على تل سكيك الإستراتيجي في ريف حماة الشمالي تحت تغطية ضربات سلاح الجو الروسي".ومن شأن سيطرة الجيش السوري على تل سكيك أن تفتح الطريق أمامه إلى خان شيخون جنوب محافظة إدلب شمال غرب البلاد، والتي تسيطر عليها فصائل إسلامية منذ مايو 2014 وتقع على الطريق الدولية بين دمشق وحلب.وفي وقت سابق أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان سيطرة الجيش السوري على قرية عطشان في ريف حماة الشمالي وقرية أم حارتين إلى الشرق منها إثر معارك عنيفة مع فصائل إسلامية بينها جبهة النصرة.وأكد التلفزيون الرسمي السوري نقلاً عن مصدر عسكري "إحكام السيطرة على عطشان".وفي إطار العملية البرية ذاتها، تتواصل المعارك العنيفة للسيطرة على التلال في ريف اللاذقية الشمالي بين الجيش السوري و"حزب الله" الشيعي اللبناني من جهة و"جيش الفتح" وهو تحالف لفصائل إسلامية تضم جبهة النصرة من جهة أخرى.وبحسب المرصد "تقدمت قوات النظام في منطقة كفردلبة وسيطرت على نقاط فيها في الريف الشمالي الشرقي للاذقية"، مشيراً إلى أن "الاشتباكات ترافقت خلال الساعات الماضية مع قصف مكثف للطائرات الحربية الروسية على عدة مناطق في ريفي اللاذقية الشمالي والشمالي الشرقي".كذلك نقل المرصد مقتل "6 مواطنين من عائلة واحدة، هم رجل وزوجته وابناهما وابنتهما إضافة لطفلهما، جراء قصف من الطيران المروحي السوري بالبراميل المتفجرة على مناطق في بلدة التمانعة في ريف إدلب الجنوبي".وتزامنت الاشتباكات مع إعلان موسكو أن طائراتها "ضربت 55 هدفاً لتنظيم الدولة "داعش" في سوريا"، مشيرة إلى أنها دمرت أيضاً 29 معسكراً لتدريب "الإرهابيين" و23 موقعاً دفاعياً ومركزي قيادة ومخزناً للذخيرة.ووفق وزارة الدفاع الروسية فإن الغارات استهدفت محافظات دمشق وحلب وحماة وإدلب والرقة.وبدأ الجيش السوري قبل يومين، مدعوماً للمرة الأولى بغطاء جوي من الطائرات الروسية، عملية برية واسعة في مناطق وسط وشمال غرب البلاد لا وجود فيها لتنظيم الدولة.وفي ريف حلب الشمالي، شنت فصائل مقاتلة هجوماً مضاداً على "داعش" لاستعادة بلدات خسرتها خلال اليومين الماضيين فيما تستمر الاشتباكات بين الطرفين في تلك المنطقة من شمال سوريا.وأكد المرصد السوري سيطرة "داعش" مجدداً على بلدة تل سوسين التي كانت حركة أحرار الشام استعادتها منه ليلاً.وحقق "داعش" تقدماً في ريف حلب الشمالي ولم يعد يبعد سوى 10 كيلومترات من الأطراف الشمالية لمدينة حلب و3 كيلومترات من مواقع القوات النظامية في منطقة الشيخ نجار الصناعية خارجها.وبحسب المرصد فإن التنظيم المتطرف "يستغل التشتت في صفوف الفصائل المقاتلة التي تستهدفها الغارات الروسية في محافظات عدة".وتشهد مدينة حلب معارك مستمرة بين قوات النظام والفصائل منذ صيف 2012. وتسيطر قوات النظام على غرب المدينة في حين تسيطر فصائل بينها جبهة النصرة ذراع القاعدة في سوريا وأخرى إسلامية وغيرها على الأحياء الأخرى.ودخل النزاع السوري المتشعب الأطراف منعطفاً جديداً مع بدء روسيا شن ضربات جوية قالت إنها تستهدف "المجموعات الإرهابية"، في حين تعتبر دول غربية أن هدفها الفعلي دعم قوات النظام في ضوء الخسائر الميدانية التي منيت بها في الأشهر الأخيرة.وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن موسكو وواشنطن على استعداد لاستئناف مباحثاتهما تفادياً لأي احتكاك جوي في الأجواء السورية حيث تنفذ الدولتان غارات منفصلة.وظهرت إشكالية تأمين المجال الجوي السوري مع دخول روسيا عسكرياً النزاع في سوريا في 30 سبتمبر الماضي، في حين تقود الولايات المتحدة تحالفاً ينفذ غارات في سوريا منذ سبتمبر 2014 ضد المتطرفين.وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك إن "وزارة الدفاع الأمريكية تلقت رداً رسمياً من وزارة الدفاع الروسية بشأن اقتراح لضمان أمن العمليات الجوية في سوريا"، مشيراً إلى أن المفاوضات قد تبدأ الأسبوع الحالي.وغداة بدء الغارات الروسية، أجرى مسؤولون كبار مدنيون وعسكريون من الجانبين مباحثات بشأن سبل تفادي وقوع حوادث بين سلاحي جو البلدين في الأجواء السورية.وتشهد سوريا نزاعاً بدأ منتصف مارس 2011 بحركة احتجاج سلمية قبل أن يتحول إلى حرب دامية متعددة الأطراف، تسببت بمقتل أكثر من 240 ألف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية بالإضافة إلى نزوح ملايين من السكان داخل البلاد وخارجها.