تحتفي مملكة البحرين بالذكرى الحادية والخمسين لليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، الذي يصادف يوم 2 ديسمبر من كل عام، وهي المناسبة الوطنية يحتفل فيه الأشقاء بذكرى تأسيس الاتحاد عام 1971، والإعلان رسمياً عن قيام دولة اتحادية مستقلة ذات سيادة.
ترتبط مملكة البحرين مع دولة الإمارات العربية المتحدة بعلاقات أخوة تاريخية ثابتة، تمتد جذورها لعقود طويلة، حيث تتمتع العلاقة البلدان بالخصوصية والتفرُّد في طبيعة، نظرا لما يجمعهما من صلات ووشائج قربى وعلاقات أخوية عميقة تربط قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين، على كافة المجالات والمستويات. وقد ساعد في نمو وتطور هذه الثوابت والرؤى المشتركة، ما يجمعهما من وحدة تاريخ ومصير مشترك، ولذلك؛ لم يكن مستغرباً أن يتبادل البلدان الدعم والشراكة وصولاً إلى تحقيق التكامل الشامل في جميع المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والدبلوماسية وإزاء مختلف القضايا والتحديات الإقليمية والدولية.
وتكتسب العلاقات الثنائية بين البحرين والإمارات أهمية كبيرة في ظل ما يحظى به البلدان من ثقل سياسي وموقع جغرافي واستراتيجي مميز إقليمياً ودولياً، إضافة إلى تبنّي البلدين سياسة خارجية عقلانية ومتوازنة ودبلوماسية حكيمة، كونهما من النماذج الرائدة على مستوى المنطقة في مجالات تكريس أسس الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان والحريات، وانتهاج سياسات تنموية طموحة للتطوير والتحديث وتكريس دولة المؤسسات والقانون وتحقيق الرخاء والاستقرار لشعبيهما.
ورغم تعدد وتنوع مجالات العلاقات الإماراتية البحرينية بشكل عام، إلا أن البُعدين السياسي والاقتصادي يحظيان بمكانة هامة لدى قيادتي البلدين، لذلك جاء إنشاء "اللجنة الوزارية العليا المشتركة" بين البلدين الشقيقين بهدف تأطير آليات العمل والمشروعات المشتركة وتفعيل الاتفاقيات والتفاهمات بما يحقق التكامل الثنائي المنشود.
وشهدت العلاقات الثنائية الفريدة بين البلدين عشرات الزيارات المتبادلة على مستوى القادة وكبار المسؤولين منذ القدم، ما يعكس مدى التناغم بين الأشقاء والتطابق في مختلف الرؤى تجاه القضايا والملفات الاستراتيجية ذات الاهتمام المشترك.
وتأتي المواقف السياسية للبلدين ممثلةً في الدبلوماسية الخارجية لكل منهما، متطابقة إزاء القضايا الإقليمية والدولية ومجمل التحديات المحيطة بالمنطقة، حيث يحرص البلدان على دعم ونصرة القضايا الخليجية والعربية والإسلامية استناداً إلى عضويتهما ودورهما الفاعل في مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومنظمة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإقليمية المؤثرة، إضافة إلى انتهاجهما مبدأ التوازن والحكمة والجنوح إلى السلم، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وفي العقد الأخير من هذا القرن؛ لعبت كل من مملكة البحرين وشقيقتها دولة الإمارات دوراً محورياً في الدعوة إلى إحلال السلام ونشر ثقافة التعايش، واستثمار الشراكات بين الحضارات والثقافات المتباينة في خدمة الإنسانية، وفي هذا الإطار جاءت الزيارة التاريخية الأولى لقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إلى مملكة البحرين بدعوة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله، ورعاه مطلع نوفمبر المنصرم، وانعقاد ملتقى البحرين للحوار بالتزامن مع زيارة البابا فرنسيس، بمشاركة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين ، تتويجاً للجهود الكبيرة التي يبذلها البلدان في مجال التسامح والتعايش، والحوار بين قادة الأديان والطوائف، وترسيخ قيم الإخوة الإنسانية عبر توقيع وثيقة "الأخوة الإنسانية للعيش المشترك" في مدينة أبو ظبي عام 2019 بين بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر، لتأتي منسجمة في مسارها مع بنود "إعلان مملكة البحرين للتعايش"، الذي تم تدشينه عام 2017م في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية.
وعلى صعيد التعاون والشراكة الاقتصادية؛ ترتبط مملكة البحرين مع دولة الإمارات بروابط اقتصادية وتجارية قوية، تستمد مقوماتها من عوامل التقارب الجغرافي والحضاري والثقافي بين البلدين، حيث تشهد العلاقات الاقتصادية تطوراً ملحوظاً ونمواً مضطرداً في مجالات التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الجانبين بشكل ملحوظ عام 2021، وهو ما يعد إنجازاً كبيراً ودفعة نحو مزيد من التقدم على صعيد الشراكات والاستثمارات البينية بين القطاع الحكومي والخاص في كلا البلدين.
وانعكاساً للتوجيهات المحفزة من قيادتي البلدين الشقيقين وكثمرة لتبادل الزيارات الرسمية على أعلى المستويات؛ نجحت مملكة البحرين وشقيقتها دولة الإمارات في توقيع عدد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم الثنائية، كان أحدثها ما تم توقيعه من برنامج تنفيذي ومذكرات تفاهم في 9 نوفمبر 2021 في أبوظبي، أمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله، بهدف وضع إطار لترسيخ وتطوير التعاون الثنائي بما يحقق أهداف التنمية المستدامة، ويدفع بمزيد من التعاون في القطاعات الحيوية كالطاقة النظيفة والمتجددة، وقطاع التكنولوجيا، والاقتصاد الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والأمن الغذائي، والصحة، والتعليم والسياحة والإعلام وغيرها من المجالات التنموية وقطاعات تمكين المرأة والشباب وتنشئة الأجيال القادمة وإعداد قادة المستقبل.
كما تم التوافق على صعيد آخر متصل، خلال أعمال الدورة العاشرة من اللجنة العليا المشتركة للبلدين التي عقدت في 23 أكتوبر الماضي 2022 في المنامة برئاسة وزيريّ خارجية البلدين، على تعزيز وتطوير مخرجات الاجتماعات السابقة للجنة العليا من تفاهمات واتفاقيات.
يمثل التعاون العسكري والأمني بين البحرين والإمارات أحد المرتكزات الوثيقة القائمة في علاقات الشراكة والتكامل بين البلدين على أسس من المبادئ والاحترام لقيم العقيدة العسكرية الوطنية الراسخة، والتي تهدف إلى الدفاع عن أمن واستقرار البلدين، والتصدي لأية أخطار تهدد أمن الإقليم وعلى رأسها مكافحة الإرهاب.
وفي هذا الخصوص؛ ترتبط كل من قوة دفاع البحرين ووزارة الدفاع الإماراتية بجميع وحداتهما العسكرية، بالعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم العسكرية المشتركة تتعلق بالتعاون بين الجانبين في مجالات تبادل الخبرات العسكرية، والتدريب والالتزام بإجراء سلسلة من التمارين التعبوية المشتركة بصورة سنوية لتعزيز القدرات الدفاعية القتالية والتقنية ورفع الاستعدادات اللوجستية للقوات العسكرية في كلا البلدين، إضافة إلى إجراء التمارين التدريبية المختلفة في إطار العمل المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية والتعاون العسكري مع الدول الصديقة.
ولعل أحدث التمارين الهامة التي اشترك فيها البلدان، التمرين العسكري المشترك لمكافحة الإرهاب (جلمود 3) الذي استضافته البحرين منتصف نوفمبر الماضي وحضر ختام فعالياته حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظهما الله، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ونجح التمرين الذي شاركت فيه قوات من الحرس الملكي، وأسلحة ووحدات قوة دفاع البحرين، ووزارة الداخلية، وجهاز المخابرات الوطني، وقوات حرس الرئاسة والقوات المسلحة بدولة الإمارات في إظهار الجاهزية والكفاءة القتالية الميدانية والقدرة على العمل وفق فرضيات وسيناريوهات واقعية في حال وجود تهديد إرهابي يهدد مصالح الدولتين في أي منهما، بحيث أوجد التمرين ومذكرة التفاهم التي تم توقيعها في ختامه تعاوناً مشتركاً يُمكّن تنفيذ عمليات للتدخل مباشرة على الأرض.
ومثّل نجاح تمرين "جلمود 3" انتقالاً استراتيجياً نوعياً في طبيعة التكامل العسكري والأمن السيبراني والاستخباراتي بين البلدين ورفع مستوى التنسيق في تنفيذ التدريبات المشتركة لعمليات مكافحة الإرهاب والتصدي للجريمة المنظمة العابرة للحدود، عبر تعاون جميع المؤسسات والأجهزة الأمنية المرتبطة بها.
وفي مجال علوم الفضاء؛ حقق البلدان إنجازاً علمياً وتكنولوجياً وريادة في قطاع الفضاء بإطلاق أول قمر صناعي بحريني إماراتي مشترك، يحمل اسم "ضوء- 1"، مطلع العام الماضي 2021م ، كما التقت جهود البلدين كذلك في الدفع برؤى وحلول تنموية في مجالات الحفاظ على البيئة، واللجوء إلى مصادر الطاقة النظيفة المتجددة، والاستثمار في المدن الخضراء، والمساهمة في الجهود الدولية للتصدي لأزمة التغيرات المناخية وتقديم الخطط والمقترحات للوصول إلى الحياد الكربوني صفر بحلول عام 2050 بحسب الاستراتيجية الأممية للتنمية المستدامة وتوصيات القمة المناخية الأخيرة للدول الأطراف حول المناخ (COP-27)، والتي استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية نوفمبر الماضي وشاركت في أعمالها كل من مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وتوثيقاً لاستثنائية العلاقات البحرينية الإماراتية؛ حرص مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" وبالتعاون مع مؤسسة وطني الإمارات، على إصدار كتاب يوثق هذه العلاقة الفريدة بين البلدين بعنوان: "الشراكة الاستراتيجية البحرينية الإماراتية، إرث الماضي.. تحديات الحاضر.. آفاق المُستقبل"، وذلك على هامش معرض "إكسبو دبي 2020"، الذي استضافته مدينة دبي العام الماضي 2021. حيث تناول الكتاب العلاقات الأخوية الوطيدة التي تربط البلدين، وأرسى دعائمها الصلبة، وأركانها الراسخة، الأجداد والآباء، وتقديم رسالة بأن البلدين في ظل قيادتيهما الحكيمة، يتجهان معًا بخطى واثقة نحو المستقبل لاستكمال مسيرة فريدة وممتدة من الأخوة تقدم الكثير من الدروس والعبر والنجاحات المُلهمة للأجيال والدول الأخرى بكل الفخر والاعتزاز.
إن القواسم التاريخية، والرؤى المستقبلية المشتركة بين البلدين الشقيقين، تمثل حجر الأساس في إرساء تعاون إقليمي يضيف الكثير إلى العلاقات الثنائية البحرينية الإماراتية، ويصب في تعزيز تكامل العمل الخليجي والعربي المشترك بما يحفظ أمن واستقرار المنطقة ويحقق الرخاء والتقدم للشعبين الشقيقين في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك المعظم، وأخيه صاحب السمو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
ترتبط مملكة البحرين مع دولة الإمارات العربية المتحدة بعلاقات أخوة تاريخية ثابتة، تمتد جذورها لعقود طويلة، حيث تتمتع العلاقة البلدان بالخصوصية والتفرُّد في طبيعة، نظرا لما يجمعهما من صلات ووشائج قربى وعلاقات أخوية عميقة تربط قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين، على كافة المجالات والمستويات. وقد ساعد في نمو وتطور هذه الثوابت والرؤى المشتركة، ما يجمعهما من وحدة تاريخ ومصير مشترك، ولذلك؛ لم يكن مستغرباً أن يتبادل البلدان الدعم والشراكة وصولاً إلى تحقيق التكامل الشامل في جميع المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والدبلوماسية وإزاء مختلف القضايا والتحديات الإقليمية والدولية.
وتكتسب العلاقات الثنائية بين البحرين والإمارات أهمية كبيرة في ظل ما يحظى به البلدان من ثقل سياسي وموقع جغرافي واستراتيجي مميز إقليمياً ودولياً، إضافة إلى تبنّي البلدين سياسة خارجية عقلانية ومتوازنة ودبلوماسية حكيمة، كونهما من النماذج الرائدة على مستوى المنطقة في مجالات تكريس أسس الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان والحريات، وانتهاج سياسات تنموية طموحة للتطوير والتحديث وتكريس دولة المؤسسات والقانون وتحقيق الرخاء والاستقرار لشعبيهما.
ورغم تعدد وتنوع مجالات العلاقات الإماراتية البحرينية بشكل عام، إلا أن البُعدين السياسي والاقتصادي يحظيان بمكانة هامة لدى قيادتي البلدين، لذلك جاء إنشاء "اللجنة الوزارية العليا المشتركة" بين البلدين الشقيقين بهدف تأطير آليات العمل والمشروعات المشتركة وتفعيل الاتفاقيات والتفاهمات بما يحقق التكامل الثنائي المنشود.
وشهدت العلاقات الثنائية الفريدة بين البلدين عشرات الزيارات المتبادلة على مستوى القادة وكبار المسؤولين منذ القدم، ما يعكس مدى التناغم بين الأشقاء والتطابق في مختلف الرؤى تجاه القضايا والملفات الاستراتيجية ذات الاهتمام المشترك.
وتأتي المواقف السياسية للبلدين ممثلةً في الدبلوماسية الخارجية لكل منهما، متطابقة إزاء القضايا الإقليمية والدولية ومجمل التحديات المحيطة بالمنطقة، حيث يحرص البلدان على دعم ونصرة القضايا الخليجية والعربية والإسلامية استناداً إلى عضويتهما ودورهما الفاعل في مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومنظمة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإقليمية المؤثرة، إضافة إلى انتهاجهما مبدأ التوازن والحكمة والجنوح إلى السلم، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وفي العقد الأخير من هذا القرن؛ لعبت كل من مملكة البحرين وشقيقتها دولة الإمارات دوراً محورياً في الدعوة إلى إحلال السلام ونشر ثقافة التعايش، واستثمار الشراكات بين الحضارات والثقافات المتباينة في خدمة الإنسانية، وفي هذا الإطار جاءت الزيارة التاريخية الأولى لقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إلى مملكة البحرين بدعوة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله، ورعاه مطلع نوفمبر المنصرم، وانعقاد ملتقى البحرين للحوار بالتزامن مع زيارة البابا فرنسيس، بمشاركة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين ، تتويجاً للجهود الكبيرة التي يبذلها البلدان في مجال التسامح والتعايش، والحوار بين قادة الأديان والطوائف، وترسيخ قيم الإخوة الإنسانية عبر توقيع وثيقة "الأخوة الإنسانية للعيش المشترك" في مدينة أبو ظبي عام 2019 بين بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر، لتأتي منسجمة في مسارها مع بنود "إعلان مملكة البحرين للتعايش"، الذي تم تدشينه عام 2017م في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية.
وعلى صعيد التعاون والشراكة الاقتصادية؛ ترتبط مملكة البحرين مع دولة الإمارات بروابط اقتصادية وتجارية قوية، تستمد مقوماتها من عوامل التقارب الجغرافي والحضاري والثقافي بين البلدين، حيث تشهد العلاقات الاقتصادية تطوراً ملحوظاً ونمواً مضطرداً في مجالات التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الجانبين بشكل ملحوظ عام 2021، وهو ما يعد إنجازاً كبيراً ودفعة نحو مزيد من التقدم على صعيد الشراكات والاستثمارات البينية بين القطاع الحكومي والخاص في كلا البلدين.
وانعكاساً للتوجيهات المحفزة من قيادتي البلدين الشقيقين وكثمرة لتبادل الزيارات الرسمية على أعلى المستويات؛ نجحت مملكة البحرين وشقيقتها دولة الإمارات في توقيع عدد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم الثنائية، كان أحدثها ما تم توقيعه من برنامج تنفيذي ومذكرات تفاهم في 9 نوفمبر 2021 في أبوظبي، أمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله، بهدف وضع إطار لترسيخ وتطوير التعاون الثنائي بما يحقق أهداف التنمية المستدامة، ويدفع بمزيد من التعاون في القطاعات الحيوية كالطاقة النظيفة والمتجددة، وقطاع التكنولوجيا، والاقتصاد الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والأمن الغذائي، والصحة، والتعليم والسياحة والإعلام وغيرها من المجالات التنموية وقطاعات تمكين المرأة والشباب وتنشئة الأجيال القادمة وإعداد قادة المستقبل.
كما تم التوافق على صعيد آخر متصل، خلال أعمال الدورة العاشرة من اللجنة العليا المشتركة للبلدين التي عقدت في 23 أكتوبر الماضي 2022 في المنامة برئاسة وزيريّ خارجية البلدين، على تعزيز وتطوير مخرجات الاجتماعات السابقة للجنة العليا من تفاهمات واتفاقيات.
يمثل التعاون العسكري والأمني بين البحرين والإمارات أحد المرتكزات الوثيقة القائمة في علاقات الشراكة والتكامل بين البلدين على أسس من المبادئ والاحترام لقيم العقيدة العسكرية الوطنية الراسخة، والتي تهدف إلى الدفاع عن أمن واستقرار البلدين، والتصدي لأية أخطار تهدد أمن الإقليم وعلى رأسها مكافحة الإرهاب.
وفي هذا الخصوص؛ ترتبط كل من قوة دفاع البحرين ووزارة الدفاع الإماراتية بجميع وحداتهما العسكرية، بالعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم العسكرية المشتركة تتعلق بالتعاون بين الجانبين في مجالات تبادل الخبرات العسكرية، والتدريب والالتزام بإجراء سلسلة من التمارين التعبوية المشتركة بصورة سنوية لتعزيز القدرات الدفاعية القتالية والتقنية ورفع الاستعدادات اللوجستية للقوات العسكرية في كلا البلدين، إضافة إلى إجراء التمارين التدريبية المختلفة في إطار العمل المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية والتعاون العسكري مع الدول الصديقة.
ولعل أحدث التمارين الهامة التي اشترك فيها البلدان، التمرين العسكري المشترك لمكافحة الإرهاب (جلمود 3) الذي استضافته البحرين منتصف نوفمبر الماضي وحضر ختام فعالياته حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظهما الله، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ونجح التمرين الذي شاركت فيه قوات من الحرس الملكي، وأسلحة ووحدات قوة دفاع البحرين، ووزارة الداخلية، وجهاز المخابرات الوطني، وقوات حرس الرئاسة والقوات المسلحة بدولة الإمارات في إظهار الجاهزية والكفاءة القتالية الميدانية والقدرة على العمل وفق فرضيات وسيناريوهات واقعية في حال وجود تهديد إرهابي يهدد مصالح الدولتين في أي منهما، بحيث أوجد التمرين ومذكرة التفاهم التي تم توقيعها في ختامه تعاوناً مشتركاً يُمكّن تنفيذ عمليات للتدخل مباشرة على الأرض.
ومثّل نجاح تمرين "جلمود 3" انتقالاً استراتيجياً نوعياً في طبيعة التكامل العسكري والأمن السيبراني والاستخباراتي بين البلدين ورفع مستوى التنسيق في تنفيذ التدريبات المشتركة لعمليات مكافحة الإرهاب والتصدي للجريمة المنظمة العابرة للحدود، عبر تعاون جميع المؤسسات والأجهزة الأمنية المرتبطة بها.
وفي مجال علوم الفضاء؛ حقق البلدان إنجازاً علمياً وتكنولوجياً وريادة في قطاع الفضاء بإطلاق أول قمر صناعي بحريني إماراتي مشترك، يحمل اسم "ضوء- 1"، مطلع العام الماضي 2021م ، كما التقت جهود البلدين كذلك في الدفع برؤى وحلول تنموية في مجالات الحفاظ على البيئة، واللجوء إلى مصادر الطاقة النظيفة المتجددة، والاستثمار في المدن الخضراء، والمساهمة في الجهود الدولية للتصدي لأزمة التغيرات المناخية وتقديم الخطط والمقترحات للوصول إلى الحياد الكربوني صفر بحلول عام 2050 بحسب الاستراتيجية الأممية للتنمية المستدامة وتوصيات القمة المناخية الأخيرة للدول الأطراف حول المناخ (COP-27)، والتي استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية نوفمبر الماضي وشاركت في أعمالها كل من مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وتوثيقاً لاستثنائية العلاقات البحرينية الإماراتية؛ حرص مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" وبالتعاون مع مؤسسة وطني الإمارات، على إصدار كتاب يوثق هذه العلاقة الفريدة بين البلدين بعنوان: "الشراكة الاستراتيجية البحرينية الإماراتية، إرث الماضي.. تحديات الحاضر.. آفاق المُستقبل"، وذلك على هامش معرض "إكسبو دبي 2020"، الذي استضافته مدينة دبي العام الماضي 2021. حيث تناول الكتاب العلاقات الأخوية الوطيدة التي تربط البلدين، وأرسى دعائمها الصلبة، وأركانها الراسخة، الأجداد والآباء، وتقديم رسالة بأن البلدين في ظل قيادتيهما الحكيمة، يتجهان معًا بخطى واثقة نحو المستقبل لاستكمال مسيرة فريدة وممتدة من الأخوة تقدم الكثير من الدروس والعبر والنجاحات المُلهمة للأجيال والدول الأخرى بكل الفخر والاعتزاز.
إن القواسم التاريخية، والرؤى المستقبلية المشتركة بين البلدين الشقيقين، تمثل حجر الأساس في إرساء تعاون إقليمي يضيف الكثير إلى العلاقات الثنائية البحرينية الإماراتية، ويصب في تعزيز تكامل العمل الخليجي والعربي المشترك بما يحفظ أمن واستقرار المنطقة ويحقق الرخاء والتقدم للشعبين الشقيقين في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك المعظم، وأخيه صاحب السمو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.