أقرت إيران بمقتل 200 شخص في الاحتجاجات التي اندلعت من سبتمبر/أيلول الماضي احتجاجا على مقتل الشابة الكردية مهسا أميني.

وقال مجلس الأمن القومي الإيراني، اليوم السبت، إن 200 شخص فقدوا حياتهم في أعمال الشغب الأخيرة (الاحتجاجات).

وكانت احتجاجات واسعة قد اندلعت في مدن إيران على خلفية مقتل الشابة العشرينية "مهسا أميني" على أيدي الشرطة في طهران لعدم التزامها بقوانين الحجاب.

وبعد صمت طويل استمر ثلاثة أشهر من تلك الاحتجاجات وفي ظل الأرقام المتضاربة عن الضحايا، خرج المجلس الذي يعد أعلى مؤسسة أمنية في صنع القرار الإيراني ببيان عن تلك الاحتجاجات وضحايا.

وقال البيان الذي نشرته الوكالة الرسمية الإيرانية "إيرنا"، إن "200 شخص لقوا مصرعهم في الأحداث الأخيرة"، مضيفاً أن "الاحتجاجات السلمية سرعان ما تحولت إلى عمليات غير قانونية وأعمال شغب في الشوارع مع الجو السلبي لوسائل الإعلام الإرهابية بي بي سي وقناة إيران انترناشيونال"، على حد زعم البيان.

وتتهم إيران قوى خارجية بتأجيج الاحتجاجات في البلاد في محاولة للضغط على السلطات للعودة إلى الاتفاق النووي.

وزعم البيان تعرض عدد من المراكز الأمنية والعسكرية إلى هجوم من قبل من وصفهم بـ"مثيري الشغب"، مبيناً إن "عدد من قوات الشرطة قتلوا في تلك الاحتجاجات كما تم تدمير المراكز الطبية وسيارات الإسعاف وتدمير واسع النطاق للأماكن العامة مثل وسيارات الإطفاء والمساجد والمصارف والممتلكات الخاصة للناس".

وجاء في البيان أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية حاولت التعامل مع أقصى درجات التسامح الأمني ووضع تدابير سياسية لتحقيق أقصى قدر من ضبط النفس".

وختم البيان قوله إنه "بالإضافة إلى الخسائر البشرية كانت هناك خسار تصل إلى آلاف المليارات من التومان في المراكز الحكومية والعامة والخاصة".

وجاء هذا البيان مع استمرار الاحتجاجات الشعبية المناهضة لنظام المرشد علي خامنئي، والتي حظيت بدعم شعبي داخل ودولي في الخارج.

الأرقام الجديدة لعدد الضحايا تتنافى مع ما أعلن قائد القوة الجوية للحرس الثوري الإيراني، العميد أمير علي حاجي زاده، مساء السبت الماضي (28 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي)، عن مقتل أكثر من 300 شخص خلال الاحتجاجات.

وقال حاجي زاده، في اجتماعه مع طلاب جامعة رجائي بالعاصمة طهران، "لقد فقدنا في الأحداث الأخيرة على خلفية وفاة مهسا أميني أكثر من 300 شخص".

كما أن هذه الأرقام تتضارب مع تقارير المنظمات الحقوقية الإيرانية، وقدرت منظمة "هرانا"، وهي منظمة لنشطاء حقوق الإنسان في إيران، اليوم السبت، عدد ضحايا الاحتجاجات بـ 469 شخصًا حتى يوم أمس الجمعة.