لم يكن اليمن يوماً سعيداً كما وصف، لكنه لم يكن أتعس كما هو الآن، مذ قرر التمرد الحوثي والمخلوع صالح التحالف لضرب الشرعية ومعها الشعب، فتحولت مآسي اليمنيين إلى قصص مؤثرة ثم إلى أرقام.وتشير آخر الإحصاءات التي رصدتها منظمات دولية ويمنية إلى 1.4 مليون يمني نازح هرباً من جحيم الحرب في بلد كان للأمس القريب واحداً من أكثر البلدان استضافة للاجئين، وفق التقارير الدولية الأخيرة.وكلفت حركة النزوح الكبيرة اليمن خسائر كبيرة على اقتصاد البلاد، لتبلغ نسبة البطالة، بحسب أرقام شبه رسمية، 45% من إجمالي عدد السكان.بدورهم، وقع أطفال اليمن هم أيضاً بين خيارات كلها مميتة، إذ أكد تقرير للمرصد الوطني لحقوق الإنسان في اليمن أن التمرد الحوثي يسلح بالترهيب، وربما بالترغيب، الأطفال الذين أضحوا يشكلون أكثر من 30% من تعداد مقاتلي ميليشياته.ومن لم يحمل منهم السلاح وقع ضحية له، إذ قتل أكثر من 500 طفل على الأقل، وجرح المئات منذ اندلاع الأزمة، بينما يعاني مليون و800 ألف طفل من سوء التغذية، وفق الرصد.كما أن أقل من هذا الرقم بقليل هم تعداد الأطفال الذين اضطرتهم الأزمة لترك مقاعد الدراسة، إن بقيت في البلاد مقاعد وأقسام.فقد قضت ضربات الميليشيات على قوام البنية التحتية في البلاد من مدارس ومستشفيات.كذلك ذكرت منظمات إغاثية أن القطاع الصحي أضحى على شفا الانهيار، حيث إن أكثر من 15 مليون شخص يمني محرومون من العناية الطبية الأساسية.