تزايد الطلب على شراء الشموع في فرنسا منذ بداية ديسمبر/كانون الأول الجاري في ظل تصاعد المخاوف من انقطاع التيار الكهربائي في البلاد.
ويخشى الفرنسيون نقص إمدادات الوقود خلال فصل الشتاء جراء الحرب في أوكرانيا.
وقال فرانسيس كليمنت ديفينو، الرئيس التنفيذي لمجموعة "ديفينو" الفرنسية لصناعة الشموع، إن الطلب على مادة الشموع ارتفع منذ بداية الشهر الجاري بنسبة بلغت 26 بالمئة.
وأوضح ديفينو لموقع "يورونيوز" الإخباري، أن صناعة الشموع استفادت من مخاوف انقطاع التيار الكهربائي والتي تساور قسماً كبيراً من الفرنسيين. وتابع: "نشهد إقبالاً على العلب التي تحتوي على 10 شموع بيضاء كلاسيكية، لأن هذا النوع من الشموع أثبت فاعلياته حين كان التيار الكهربائي يشهد انقطاعاً في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي".
من جهتها، تقول مسؤولة المبيعات في أحد المتاجر إن رفوف عرض مادة شمع الإنارة في المحال التجارية تكاد تكون خالية بالنظر إلى إقبال الفرنسيين على تخزين هذه المادة في منازلهم.
ويتخوف سكّان فرنسا ودول أوروبية أخرى من أن يشهد الأسبوع الجاري انقطاعاً في التيار الكهربائي نظراً لارتفاع معدّل الاستهلاك بسبب عاصفة البرد التي تجتاح مناطق واسعة من أوروبا.
وتعتقد مراكز الأرصاد الجوية في القارة الأوروبية أن هذه العاصفة ستستمر لأسابيع مقبلة مع انخفاض شديد في درجات الحرارة، ما سيشكل اختباراً لإمدادات الطاقة المضطربة بفعل الحرب في أوكرانيا.
ورغم تلك المخاوف، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مواطنيه قبل أيام إلى عدم الذعر إذا ما حدثت انقطاعات متكررة للكهرباء.
وقال إنه ما من سبب يدعو للقلق من انقطاعات محتملة للتيار الكهربائي هذا الشتاء، لكنه دعا المواطنين إلى تقليل استهلاك الطاقة.
كما دعا ماكرون شركة كهرباء فرنسا الحكومية إلى إعادة تشغيل المفاعلات النووية لمنع الانقطاعات في حالة الطقس البارد.
وأضاف "بادئ ذي بدء، دعونا نكن واضحين: لا داعي للذعر! من المنطقي أن تستعد الحكومة للظروف الأصعب التي قد تعني قطع الكهرباء لبضع ساعات يوميا إذا لم يكن لدينا ما يكفي من الطاقة".
من جانبه صرح رئيس هيئة تنظيم قطاع الطاقة (آر.تي.إي) مؤخرا بأن فرنسا قد تواجه انقطاعات للتيار الكهربائي "لبعض الأيام" هذا الشتاء، وأن الحكومة بدأت إخطار السلطات المحلية بسبل إدارة الموقف في حالة حدوث ذلك.
وواجهت شركة كهرباء فرنسا عددا غير مسبوق من انقطاعات الكهرباء في مفاعلاتها النووية، ما أدى إلى خفض إنتاج المحطات النووية إلى أدنى مستوى في 30 عاما.