حسن الستري وعائشة الزائد وزينب العلوي - تصوير: نايف صالح
لا أخجل من الاعتراف بتربية والدتي القاسية
«تكافل» أول شركة بالعالم تحصل على تصنيف ممتاز
ترأست الاتحاد العالمي لشركة تكافل
زوجتي وضعت مولودها وأنا في رحلة عمل بالسودان
«لطف الله أنقذني من أحداث 11 سبتمبر».. بهذه الجملة بدأ الرئيس التنفيذي السابق لشركة التكافل الدولية يونس جمال مسيرته، حيث أشار إلى أنه كان من المفترض أن يسافر للعمل في نيويورك عندما كان في شركة أريج، وبعد أن استقال وانضم إلى التكافل الدولية، ألغى السفر ولم يسافر أحد.
ويروي جمال مسيرة حياته لـ«الوطن» بقوله: «لو بقيت في شركة أريج لكنت من الأشخاص الذين ذهبوا ضحايا أحداث 11 سبتمبر، وهذا من لطف الله»، مشيراً إلى أن شركة «أريج» كانت مدرسة بالنسبة لي وتعلمت منها الكثير.
جمال، يؤكد اعتزازه بتربية والدته «القاسية» في فريج بن هندي، قبل أن يتحدث عن مرحلة دراسته بالكويت، وعمله بديوان الخدمة المدنية، ليختار مجال التأمين بدءاً بشركة أريج ومروراً بشركة التكافل، قبل أن يعمل في حكومة دبي لمدة عامين، ليعود خاتماً حياته بشركة التكافل.. وفي ما يلي نص اللقاء:
حدثنا عن نشأتك؟
- بدأت حياتي في المحرق بفريج بن هندي، ودرست في مدرسة عمر بن الخطاب، وبعدها انتقلت إلى مدرسة الهداية الخليفية، وأنا من مواليد 17 مايو 1957، متزوج ولدي ولدان وبنتان.
ماذا كان يعمل الوالد؟
- الوالد كان يعمل عند أحد الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة، ووالدتي ربة منزل، لدي إخوة وأخوات، وجميعنا تربينا في فريج بن هندي، وكانت حياة ممتعة أن نتحدث فيها عن فترة الشباب.
كيف كانت تربية الوالدين لكم؟
- لم يقصرا معنا، على الرغم من أنهما لم يكونا يعرفان القراءة والكتابة، ولكنهما ربيانا تربية حسنة، ووجهانا للدراسة وتابعانا، والآن الوضع يختلف فهناك المدارس الأفضل والجامعات الأفضل، وسابقا لا يوجد إلا التعليم الحكومي.
هل كانا قاسيين معكم؟
- الوالدة كانت شديدة معنا، ولو لم يشدا معنا لم نترب تربية جيدة، فالزمن كان قاسياً، ولا نخجل من التربية القاسية.
حدثنا عن دراستك الجامعية؟
- أنهيت الثانوية العامة، والتحقت بجامعة الكويت ودرست إدارة أعمال بجامعة الكويت لمدة 4 سنوات.
لماذا اخترت الكويت وهذا التخصص؟
- اخترت الكويت لأن «ربعي» اختاروا الكويت، وذلك لكي لا أشعر بالغربة، وهناك أعطونا 3 خيارات للدراسة، الأول في مجال إدارة الأعمال والثاني في الاقتصاد والثالث في مجال الخدمة الاجتماعية، والدراسة كانت على حسابي.
وكيف كانت الدراسة بالكويت؟
- كنا شباباً ولم نكن نحس بالغربة، تواصلنا مع زملائنا وزميلاتنا، وكانت أياماً حلوة، نجتمع بين وقت وآخر، وكونا فرقاً وكنا نلعب الكرة، ونسافر في فترة الإجازة للعراق، وخصوصا البصرة.
كيف بدأت حياتك المهنية؟
- رجعت من الكويت عام 1979 وانضممت إلى ديوان الخدمة المدنية وعملت لمدة سنتين، وكانت طبيعة عملي عمل الهياكل التنظيمية للوزارات والأوصاف الوظيفية لكل عمل.
عملت مع أمريكان وبحرينيين، كانوا يأخذوننا معهم، تعلمنا الثقة بالنفس وكنا نقابل مسؤولين ونحن للتو متخرجون من الجامعة، والمجال الوظيفي صعب، وبعض الأمور فنية، سلموني الوزارات الصعبة مثل التربية والتعليم والصحة.
ما هي الصعوبات التي واجهتك في عملك؟
- كانت الأمور الفنية في الوظيفة، ونحن لا نريد أن نظلم الشخص، بل نريد أن ننصفه، تعلمنا أموراً كثيرة في الديوان، لم أستمر في الديوان كثيرا لأنني شعرت أن الوظيفة الحكومية لها سقف بالنهاية.
وكيف كانت بدايتك مع التأمين؟
- انتقلت بعدها إلى شركة أريج، وكانت مدرسة علمتنا، وتم ابتعاثنا إلى كلية التعليم بنيويورك في «كورس» مدته 5 أشهر، وكان الكورس مكثفاً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساء، وكانت الإدارة تهتم بالتدريب، وكان هناك تأمين الحرائق والسيارات والبحري وتأمين الطيران، بعدها تم تحويلي إلى شركة ألمانية لإعادة التأمين في العالم والتحقت بالشركة الأهلية للتأمين لمدة 3 أشهر.
لماذا اخترت مجال التأمين؟
- لم أكن أحب مادة التأمين بالجامعة، ولكنني وجدت في شركة أريج مجالاً للتطور، استفدت كثيراً منها، فتم تدريبي لمدة 3 أشهر في الشركة وبعدها طلبوا مني اختيار الدائرة التي أرغب بالعمل بها، واخترت التأمين على الطيران، وعملت مع شباب بحرينيين وكانت ترأسنا بنت يومها.
كان تخصصاً صعباً، عملت في شركة بريطانية فترة وتوجهت إلى سياتل، لأن مجال التأمين على الطيران كان محدوداً.
ولأن 40% من الأقساط تأتينا من السوق الأمريكي، كنت أسافر باستمرار لأمريكا لتقوية العلاقات بالسوق الأمريكي، وبدأت أرتب العلاقات مع شركات كبيرة، وبدؤوا يعطوننا عملاً بالبحرين، وكنت أسافر للسوق الأوروبي، فشركة أريج علمتنا وأوقفتنا على أرجلنا وبدأت آخذ دور القيادة.
وكيف انتقلت إلى شركة تكافل بالمرة الأولى؟
- بعدها انضممت إلى شركة تكافل، وقالوا لي إنهم بحاجة لشخصية بحرينية تتولى زمام الشركة، وعينوني مساعد مدير عام في عام 2000، وعملت مع أشخاص من مختلف الجنسيات، وكان جو العمل يختلف عن أريج، وعملت بها أقل من سنتين.
وكان من المفترض أن أسافر للعمل في نيويورك لو بقيت في أريج، وبحكم أنني استقلت وانضممت إلى التكافل، ألغيت سفري ولم يأخذها أحد، ولو بقيت في «أريج» لكنت من الأشخاص الذين ذهبوا ضحايا أحداث 11 سبتمبر، وهذا من لطف الله.
وكيف كان العمل بشركة تكافل؟
- بدأت في شركة التكافل وتعلمت روح الفريق الموجود، وكنت قادما من مجال إعادة التأمين، والآن تأمين مباشر، وكان جو العمل مختلفا، وجاءتنا مجموعة من 4 أشخاص من مركز دبي المالي، وجلسنا معهم، وبعدها بشهر اتصلوا بي وقالوا إنهم بصدد تأسيس مركز مالي، فهل ترغب بالعمل معنا، ذهبت وقابلوني وعدت إلى البحرين.
وبعد أسبوعين اتصلوا بي وذكروا أنه وقع الاختيار على كوني أتحدث العربية والإنجليزية ولدي علاقات بالشرق الأوسط والسوق الأوروبية والأمريكية وعرضوا علي ترؤس القطاع الخاص بالتأمين وإعادة التأمين، فقدمت استقالتي من تكافل وعملت هناك، وكان يرأسني في عملي سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وعملت معهم سنتين وأعطوني الصلاحيات كاملة.
ولماذا عدت إلى البحرين؟
- اتصل بي سامي البدر وكان يرأس المجموعة التي تملك تكافل، وطلب مقابلتي، وقابلته، حيث دعاني إلى العودة لتكافل وأطلب ما بخاطري فتوليت زمام «التكافل» وكانت أقساطها التأمينية 3.7 مليون دينار وكانت تحتاج إصلاحاً كبيراً، ووصلت أقساطها إلى 24 مليون دينار خلال 3 أعوام واعتبروني الرجل الأول بالشركة وأعطيت لي جميع الصلاحيات ولقيت دعماً كبيراً.
عملت على برنامج إعادة التأمين لديهم، وعملت على حماية المخاطر، وركزت على الشركات الضخمة التي تأخذ إعادة التأمين، وكان رأس مال الشركة متآكلا وبحاجة إلى إصلاح جذري، والبحرينيون كانوا يرفضون العمل بها.
عملت على خطة عمل وقدمتها لمجلس الإدارة وبدأت بتوظيف بحرينيين لهم اسمهم في السوق، وصرفت من الشركة على دراستهم، وأصبحت من أكبر شركات التأمين في السوق البحريني.
لا بد من أن أشيد بالدعم من مجلس الإدارة ومن الموظفين، بسبب اختياري البيئة الصحية في العمل، وهي مكونة من رئيس مباشر وجو عمل وشركة جيدة تهتم بالتدريب والعائد المالي، فهذه العناصر الأربعة حين تتوفر في شركة التأمين يكون الشخص غير راغب في ترك العمل، وأستطيع القول «إن كل رئيس دائرة لدي بالتكافل يساوي رئيس تنفيذي في الشركات الأخرى».
كانت الشركة أول شركة تكافل في العالم تحصل على تصنيف الشركات الممتازة، وكان لدينا مبنى بسيط في شارع المعارض، وقمنا بشراء مبنى في منطقة السيف بـ2.9 مليون، ووصل إلى 6 ملايين دينار خلال 6 أشهر، قدمت ما أستطيع تقديمه في تكافل، إلى أن تقاعدت عام 2018.
ما هي المعوقات التي واجهتكم أثناء عملكم؟
- لا اعتبرها معوقات وإنما تحديات، فتغيير التصنيف لشركة إعادة التأمين لم يكن سهلاً، خصوصا أن تأمين السيارات كان 86% من محفظة تكافل و75% منها طرف ثالث، ولهذا واجهنا صعوبة في إعادة التأمين، وأدخلنا الحريق والتأمين البحري وأمّنا على الكهرباء وكان من أصعب المشاريع، إذ دخلت في منافسة مع شركات أخرى.
كان التحدي الأبرز، إقناع الموظفين البحرينيين بالعمل لديك، لا من بد أن تقدم الأشياء التي تغريهم للعمل لديك، وظفنا بحرينيا يدير تقنية المعلومات، وكانت تكافل أول شركة أدخلت طريقة التأمين عن الهواتف الذكية.
أبرز الداعمين لك؟
- زوجتي أبرز الداعمين لي، فقد وقفت معي في أمور كثيرة، مررنا في ظروف صعبة وصبرت، تخيل أنها كانت تضع مولودها وأنا في رحلة عمل بالسودان؟!، ومع ذلك لم أسمع منها إلا كلمات التشجيع.
كيف تطور قطاع التأمين بالبحرين؟
- قطاع التأمين في البداية كانت تشرف عليه وزارة الصناعة والتجارة ولم تكن تدخل في التفاصيل، وبعدها تم نقلها إلى مصرف البحرين المركزي، و كان الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة محافظاً لمصرف البحرين المركزي، وكان يحمسني ويعطينا الدعم، فتقارير مصرف البحرين المركزي كانت تفيدنا في تحسين أداء الشركة، وأصلحنا أموراً كثيرة بسبب التقرير الدوري الذي كان يصدره «المركزي».
والآن، أصبح كل شي «أونلاين»، فقد بدأنا بوضع إطار للنظام التكافلي في مصرف البحرين المركزي، مع هيئات الرقابة الشرعية، وكانت البحرين تريد أن تصبح مركزاً مالياً للشركات الإسلامية.
وهل كنتم تتعاونون مع الجهات الأخرى؟
- كل شركات التأمين تخضع لإشراف مصرف البحرين المركزي، ووزارة الصناعة والتجارة تحضر معنا وكذلك غرفة تجارة وصناعة البحرين، وكنا نتواصل مع المرور ضمن لجنة الطريق بحكم أننا كنا نؤمن على السيارات، وتواصلنا مع المستشفيات بعد تطوير منظومة التأمين الصحي، فجهات حكومية كثيرة تتعاون معنا.
حدثنا عن مرحلة جمعية التأمين البحرينية؟
- توليت جمعية التأمين 4 سنوات، رشحت نفسي وحصلت على دعم من السوق، وكان دورنا حل مشاكل التأمين والبحث عن الدعم، عملنا شخصية تأمينية «أمنة»، ونظمنا أسبوع التأمين السنوي، لنشر الوعي ووضع إعلانات لها علاقة بالتأمين، وكنا نكثف المقابلات التلفزيونية في هذا الأسبوع، وينتهي بعمل تجمع بدعوة جميع شركات التأمين ويحضره محافظ مصرف البحرين المركزي ونائبه.
ألفنا كتاباً عن تاريخ التأمين في البحرين، وأخرجناه في صورة جيدة، ولو استمررت لأخرجنا جزءًا آخر منه، فهو كتاب خدم السوق وطلبته الجامعات، إنجازات كثيرة حدثت على مستوى الجمعية، وكنا نعقد اجتماعات كل 3 أشهر مع المحافظ، وخرجت من الجمعية بمجرد تقاعدي من شركة تكافل، لأنني لم أعد أمثل أي جهة.
وخلال عملي كنت رئيس مجلس إدارة لشركة تكافل الكويت، ورأست الاتحاد العالمي لشركة تكافل ومقره السودان، وكنت عضواً بالاتحاد العربي لشركات التأمين ومقره مصر وعضو اللجنة التنفيذية، كما كنت أمثل حصة الشيخ صالح كامل في بيت التأمين المصري السعودي.
وماذا فعلت بعد التقاعد؟
- خاطبتني شركة «ويليس»، ومجالها وساطة التأمين ومقرها بريطانيا ولها فرع بالبحرين، وانضممت لهم كرئيس مجلس إدارة، لم أتعب معهم، لأنها شركة منظمة تخضع للنظام البريطاني، وقدمت لها خلاصة تجربتي بعد أن أخذت التأمين من كل الزوايا.
لا أخجل من الاعتراف بتربية والدتي القاسية
«تكافل» أول شركة بالعالم تحصل على تصنيف ممتاز
ترأست الاتحاد العالمي لشركة تكافل
زوجتي وضعت مولودها وأنا في رحلة عمل بالسودان
«لطف الله أنقذني من أحداث 11 سبتمبر».. بهذه الجملة بدأ الرئيس التنفيذي السابق لشركة التكافل الدولية يونس جمال مسيرته، حيث أشار إلى أنه كان من المفترض أن يسافر للعمل في نيويورك عندما كان في شركة أريج، وبعد أن استقال وانضم إلى التكافل الدولية، ألغى السفر ولم يسافر أحد.
ويروي جمال مسيرة حياته لـ«الوطن» بقوله: «لو بقيت في شركة أريج لكنت من الأشخاص الذين ذهبوا ضحايا أحداث 11 سبتمبر، وهذا من لطف الله»، مشيراً إلى أن شركة «أريج» كانت مدرسة بالنسبة لي وتعلمت منها الكثير.
جمال، يؤكد اعتزازه بتربية والدته «القاسية» في فريج بن هندي، قبل أن يتحدث عن مرحلة دراسته بالكويت، وعمله بديوان الخدمة المدنية، ليختار مجال التأمين بدءاً بشركة أريج ومروراً بشركة التكافل، قبل أن يعمل في حكومة دبي لمدة عامين، ليعود خاتماً حياته بشركة التكافل.. وفي ما يلي نص اللقاء:
حدثنا عن نشأتك؟
- بدأت حياتي في المحرق بفريج بن هندي، ودرست في مدرسة عمر بن الخطاب، وبعدها انتقلت إلى مدرسة الهداية الخليفية، وأنا من مواليد 17 مايو 1957، متزوج ولدي ولدان وبنتان.
ماذا كان يعمل الوالد؟
- الوالد كان يعمل عند أحد الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة، ووالدتي ربة منزل، لدي إخوة وأخوات، وجميعنا تربينا في فريج بن هندي، وكانت حياة ممتعة أن نتحدث فيها عن فترة الشباب.
كيف كانت تربية الوالدين لكم؟
- لم يقصرا معنا، على الرغم من أنهما لم يكونا يعرفان القراءة والكتابة، ولكنهما ربيانا تربية حسنة، ووجهانا للدراسة وتابعانا، والآن الوضع يختلف فهناك المدارس الأفضل والجامعات الأفضل، وسابقا لا يوجد إلا التعليم الحكومي.
هل كانا قاسيين معكم؟
- الوالدة كانت شديدة معنا، ولو لم يشدا معنا لم نترب تربية جيدة، فالزمن كان قاسياً، ولا نخجل من التربية القاسية.
حدثنا عن دراستك الجامعية؟
- أنهيت الثانوية العامة، والتحقت بجامعة الكويت ودرست إدارة أعمال بجامعة الكويت لمدة 4 سنوات.
لماذا اخترت الكويت وهذا التخصص؟
- اخترت الكويت لأن «ربعي» اختاروا الكويت، وذلك لكي لا أشعر بالغربة، وهناك أعطونا 3 خيارات للدراسة، الأول في مجال إدارة الأعمال والثاني في الاقتصاد والثالث في مجال الخدمة الاجتماعية، والدراسة كانت على حسابي.
وكيف كانت الدراسة بالكويت؟
- كنا شباباً ولم نكن نحس بالغربة، تواصلنا مع زملائنا وزميلاتنا، وكانت أياماً حلوة، نجتمع بين وقت وآخر، وكونا فرقاً وكنا نلعب الكرة، ونسافر في فترة الإجازة للعراق، وخصوصا البصرة.
كيف بدأت حياتك المهنية؟
- رجعت من الكويت عام 1979 وانضممت إلى ديوان الخدمة المدنية وعملت لمدة سنتين، وكانت طبيعة عملي عمل الهياكل التنظيمية للوزارات والأوصاف الوظيفية لكل عمل.
عملت مع أمريكان وبحرينيين، كانوا يأخذوننا معهم، تعلمنا الثقة بالنفس وكنا نقابل مسؤولين ونحن للتو متخرجون من الجامعة، والمجال الوظيفي صعب، وبعض الأمور فنية، سلموني الوزارات الصعبة مثل التربية والتعليم والصحة.
ما هي الصعوبات التي واجهتك في عملك؟
- كانت الأمور الفنية في الوظيفة، ونحن لا نريد أن نظلم الشخص، بل نريد أن ننصفه، تعلمنا أموراً كثيرة في الديوان، لم أستمر في الديوان كثيرا لأنني شعرت أن الوظيفة الحكومية لها سقف بالنهاية.
وكيف كانت بدايتك مع التأمين؟
- انتقلت بعدها إلى شركة أريج، وكانت مدرسة علمتنا، وتم ابتعاثنا إلى كلية التعليم بنيويورك في «كورس» مدته 5 أشهر، وكان الكورس مكثفاً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساء، وكانت الإدارة تهتم بالتدريب، وكان هناك تأمين الحرائق والسيارات والبحري وتأمين الطيران، بعدها تم تحويلي إلى شركة ألمانية لإعادة التأمين في العالم والتحقت بالشركة الأهلية للتأمين لمدة 3 أشهر.
لماذا اخترت مجال التأمين؟
- لم أكن أحب مادة التأمين بالجامعة، ولكنني وجدت في شركة أريج مجالاً للتطور، استفدت كثيراً منها، فتم تدريبي لمدة 3 أشهر في الشركة وبعدها طلبوا مني اختيار الدائرة التي أرغب بالعمل بها، واخترت التأمين على الطيران، وعملت مع شباب بحرينيين وكانت ترأسنا بنت يومها.
كان تخصصاً صعباً، عملت في شركة بريطانية فترة وتوجهت إلى سياتل، لأن مجال التأمين على الطيران كان محدوداً.
ولأن 40% من الأقساط تأتينا من السوق الأمريكي، كنت أسافر باستمرار لأمريكا لتقوية العلاقات بالسوق الأمريكي، وبدأت أرتب العلاقات مع شركات كبيرة، وبدؤوا يعطوننا عملاً بالبحرين، وكنت أسافر للسوق الأوروبي، فشركة أريج علمتنا وأوقفتنا على أرجلنا وبدأت آخذ دور القيادة.
وكيف انتقلت إلى شركة تكافل بالمرة الأولى؟
- بعدها انضممت إلى شركة تكافل، وقالوا لي إنهم بحاجة لشخصية بحرينية تتولى زمام الشركة، وعينوني مساعد مدير عام في عام 2000، وعملت مع أشخاص من مختلف الجنسيات، وكان جو العمل يختلف عن أريج، وعملت بها أقل من سنتين.
وكان من المفترض أن أسافر للعمل في نيويورك لو بقيت في أريج، وبحكم أنني استقلت وانضممت إلى التكافل، ألغيت سفري ولم يأخذها أحد، ولو بقيت في «أريج» لكنت من الأشخاص الذين ذهبوا ضحايا أحداث 11 سبتمبر، وهذا من لطف الله.
وكيف كان العمل بشركة تكافل؟
- بدأت في شركة التكافل وتعلمت روح الفريق الموجود، وكنت قادما من مجال إعادة التأمين، والآن تأمين مباشر، وكان جو العمل مختلفا، وجاءتنا مجموعة من 4 أشخاص من مركز دبي المالي، وجلسنا معهم، وبعدها بشهر اتصلوا بي وقالوا إنهم بصدد تأسيس مركز مالي، فهل ترغب بالعمل معنا، ذهبت وقابلوني وعدت إلى البحرين.
وبعد أسبوعين اتصلوا بي وذكروا أنه وقع الاختيار على كوني أتحدث العربية والإنجليزية ولدي علاقات بالشرق الأوسط والسوق الأوروبية والأمريكية وعرضوا علي ترؤس القطاع الخاص بالتأمين وإعادة التأمين، فقدمت استقالتي من تكافل وعملت هناك، وكان يرأسني في عملي سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وعملت معهم سنتين وأعطوني الصلاحيات كاملة.
ولماذا عدت إلى البحرين؟
- اتصل بي سامي البدر وكان يرأس المجموعة التي تملك تكافل، وطلب مقابلتي، وقابلته، حيث دعاني إلى العودة لتكافل وأطلب ما بخاطري فتوليت زمام «التكافل» وكانت أقساطها التأمينية 3.7 مليون دينار وكانت تحتاج إصلاحاً كبيراً، ووصلت أقساطها إلى 24 مليون دينار خلال 3 أعوام واعتبروني الرجل الأول بالشركة وأعطيت لي جميع الصلاحيات ولقيت دعماً كبيراً.
عملت على برنامج إعادة التأمين لديهم، وعملت على حماية المخاطر، وركزت على الشركات الضخمة التي تأخذ إعادة التأمين، وكان رأس مال الشركة متآكلا وبحاجة إلى إصلاح جذري، والبحرينيون كانوا يرفضون العمل بها.
عملت على خطة عمل وقدمتها لمجلس الإدارة وبدأت بتوظيف بحرينيين لهم اسمهم في السوق، وصرفت من الشركة على دراستهم، وأصبحت من أكبر شركات التأمين في السوق البحريني.
لا بد من أن أشيد بالدعم من مجلس الإدارة ومن الموظفين، بسبب اختياري البيئة الصحية في العمل، وهي مكونة من رئيس مباشر وجو عمل وشركة جيدة تهتم بالتدريب والعائد المالي، فهذه العناصر الأربعة حين تتوفر في شركة التأمين يكون الشخص غير راغب في ترك العمل، وأستطيع القول «إن كل رئيس دائرة لدي بالتكافل يساوي رئيس تنفيذي في الشركات الأخرى».
كانت الشركة أول شركة تكافل في العالم تحصل على تصنيف الشركات الممتازة، وكان لدينا مبنى بسيط في شارع المعارض، وقمنا بشراء مبنى في منطقة السيف بـ2.9 مليون، ووصل إلى 6 ملايين دينار خلال 6 أشهر، قدمت ما أستطيع تقديمه في تكافل، إلى أن تقاعدت عام 2018.
ما هي المعوقات التي واجهتكم أثناء عملكم؟
- لا اعتبرها معوقات وإنما تحديات، فتغيير التصنيف لشركة إعادة التأمين لم يكن سهلاً، خصوصا أن تأمين السيارات كان 86% من محفظة تكافل و75% منها طرف ثالث، ولهذا واجهنا صعوبة في إعادة التأمين، وأدخلنا الحريق والتأمين البحري وأمّنا على الكهرباء وكان من أصعب المشاريع، إذ دخلت في منافسة مع شركات أخرى.
كان التحدي الأبرز، إقناع الموظفين البحرينيين بالعمل لديك، لا من بد أن تقدم الأشياء التي تغريهم للعمل لديك، وظفنا بحرينيا يدير تقنية المعلومات، وكانت تكافل أول شركة أدخلت طريقة التأمين عن الهواتف الذكية.
أبرز الداعمين لك؟
- زوجتي أبرز الداعمين لي، فقد وقفت معي في أمور كثيرة، مررنا في ظروف صعبة وصبرت، تخيل أنها كانت تضع مولودها وأنا في رحلة عمل بالسودان؟!، ومع ذلك لم أسمع منها إلا كلمات التشجيع.
كيف تطور قطاع التأمين بالبحرين؟
- قطاع التأمين في البداية كانت تشرف عليه وزارة الصناعة والتجارة ولم تكن تدخل في التفاصيل، وبعدها تم نقلها إلى مصرف البحرين المركزي، و كان الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة محافظاً لمصرف البحرين المركزي، وكان يحمسني ويعطينا الدعم، فتقارير مصرف البحرين المركزي كانت تفيدنا في تحسين أداء الشركة، وأصلحنا أموراً كثيرة بسبب التقرير الدوري الذي كان يصدره «المركزي».
والآن، أصبح كل شي «أونلاين»، فقد بدأنا بوضع إطار للنظام التكافلي في مصرف البحرين المركزي، مع هيئات الرقابة الشرعية، وكانت البحرين تريد أن تصبح مركزاً مالياً للشركات الإسلامية.
وهل كنتم تتعاونون مع الجهات الأخرى؟
- كل شركات التأمين تخضع لإشراف مصرف البحرين المركزي، ووزارة الصناعة والتجارة تحضر معنا وكذلك غرفة تجارة وصناعة البحرين، وكنا نتواصل مع المرور ضمن لجنة الطريق بحكم أننا كنا نؤمن على السيارات، وتواصلنا مع المستشفيات بعد تطوير منظومة التأمين الصحي، فجهات حكومية كثيرة تتعاون معنا.
حدثنا عن مرحلة جمعية التأمين البحرينية؟
- توليت جمعية التأمين 4 سنوات، رشحت نفسي وحصلت على دعم من السوق، وكان دورنا حل مشاكل التأمين والبحث عن الدعم، عملنا شخصية تأمينية «أمنة»، ونظمنا أسبوع التأمين السنوي، لنشر الوعي ووضع إعلانات لها علاقة بالتأمين، وكنا نكثف المقابلات التلفزيونية في هذا الأسبوع، وينتهي بعمل تجمع بدعوة جميع شركات التأمين ويحضره محافظ مصرف البحرين المركزي ونائبه.
ألفنا كتاباً عن تاريخ التأمين في البحرين، وأخرجناه في صورة جيدة، ولو استمررت لأخرجنا جزءًا آخر منه، فهو كتاب خدم السوق وطلبته الجامعات، إنجازات كثيرة حدثت على مستوى الجمعية، وكنا نعقد اجتماعات كل 3 أشهر مع المحافظ، وخرجت من الجمعية بمجرد تقاعدي من شركة تكافل، لأنني لم أعد أمثل أي جهة.
وخلال عملي كنت رئيس مجلس إدارة لشركة تكافل الكويت، ورأست الاتحاد العالمي لشركة تكافل ومقره السودان، وكنت عضواً بالاتحاد العربي لشركات التأمين ومقره مصر وعضو اللجنة التنفيذية، كما كنت أمثل حصة الشيخ صالح كامل في بيت التأمين المصري السعودي.
وماذا فعلت بعد التقاعد؟
- خاطبتني شركة «ويليس»، ومجالها وساطة التأمين ومقرها بريطانيا ولها فرع بالبحرين، وانضممت لهم كرئيس مجلس إدارة، لم أتعب معهم، لأنها شركة منظمة تخضع للنظام البريطاني، وقدمت لها خلاصة تجربتي بعد أن أخذت التأمين من كل الزوايا.