كان لزيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة نائب جلالة الملك ولي العهد إلى مجلس النواب وقع خاص ودلالة مهمة والتي كانت مع جميع الوزراء لتقديم وعرض برنامج عمل الحكومة للسنوات الأربع المقبلة، هذه الزيارة هي تأكيد على مدى حرص سموه على تعزيز التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية ليكون المواطنون هم المحور الرئيس في هذا البرنامج من خلال خلق الفرص النوعية لهم في الحاضر والمستقبل والعزم على مواصلة الاستثمار في الكفاءات الوطنية بما يعود بالخير والنماء على الجميع، هذا ما أكد عليه سموه خلال لقائه بأعضاء السلطة التشريعية والذي دائماً ما يشدد على أن العمل بروح الفريق الواحد هو النهج الراسخ الذي يجسد مسار العمل الوطني والتي تنبثق من رؤى وتطلعات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم.

برنامج عمل الحكومة الذي يحمل شعار «من التعافي إلى النمو المستدام» يركز في أولوياته الثلاث على أولوية الأمن والاستقرار والعدالة، وأولوية التعافي الاقتصادي والتنمية المستدامة، وأولوية الخدمة الحكومية ذات الجودة والتنافسية، وبجانب هذه الأولويات الرئيسة هناك عشرة أهداف وخمسة محاور رئيسة كلها ترتكز في منهجية العمل الحكومي على ترسيخ مبادئ الاستدامة والتنافسية والعدالة من أجل تعزيز مكانة مملكة البحرين في كافة المجالات وعلى مختلف الأصعدة ضمن عمل فريق البحرين الذي يقوده صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الذي جعل من شعار «حب التحدي وعشق الإنجاز» وتحقيق أهداف المسيرة التنموية الشاملة للمملكة.

برنامج عمل الحكومة يعتبر خارطة طريق للسنوات الأربع القادمة والذي أكدت فيه بأن عملها سيركز على الدفع بعجلة التنمية الشاملة وتحسين جودة الخدمات وفق أعلى المعايير والتي تقع ضمن أولوياته ومحاوره، هذا البرنامج الآن بين يدي النواب الذي سيرد على هذا البرنامج وفق تطلعات المواطنين وبالتالي يجب النظر له بتمعن ودراسة كافية من النواب وعدم الاستعجال لأنه سيكون العمل الذي ستسير عليه البحرين في المرحلة القادمة ومن بعده سوف تأتي الميزانية العامة للدولة، ومن هنا يجب أن تتقاسم الحكومة ومعها النواب هذه المسؤولية من أجل مصلحة الوطن والمواطن لما فيه الخير لمسيرة التنمية في البلاد خصوصاً أن هناك الكثير من التحديات على مختلف المجالات.

همسة

الكرة في ملعب النواب ليثبتوا للشعب قدرتهم على دراسة وتمحيص برنامج عمل الحكومة بكل دقة متناهية والرد على الحكومة سواءً بالقبول أو الرفض لبرنامج عملها، وعليهم أن يضعوا مصلحة المواطن فوق كل اعتبار، وهذا هو المحك للنواب ليثبتوا بوعودهم للناخبين بأنهم سيكونون أفضل من سابقيهم، والأيام كفيلة بأن تثبت ذلك!