جميلٌ أن يختم العام بشهر لطالما يترقبه قلب كل بحريني، بلهفة واشتياق مجدداً حبه وانتمائه لهذا الوطن المعطاء.

وحين يبزغ فجر شهر ديسمبر من كل عام، تتوالى المناسبات واﻷفراح الوطنية احتفاء بتجديد الوﻻء وتكريماً لمنجزات قدمها أبناء الوطن لرفعته شأنه.

ويستهل في1ديسمبر الذي يحمل وسم يوم المرأة البحرينية، بشعار «قرأت - تعلمت - شاركت»، مؤكداً على حقوقها الذي كفلها ميثاق العمل الوطني، وتخليداً لبصماتها التي ساهمت بعطائها جنباً إلى جنب مع الرجل في مسيرة التنمية محققة مستويات رفيعة في مختلف المجالات.

وما إن ينتصف الشهر، إلا ويطل علينا يوم الشرطة البحرينية الموافق 14 ديسمبر، إذ يحتفى بالعيون الساهرة على أمن الوطن ومكتسباته، من رجال الشرطة المخلصين الذين عاهدوا الله على الحفاظ على سلامة واستقرار الوطن.

وتليها في 16 ديسمبر اليوم الوطني المجيد، وذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم مقاليد الحكم، وذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح كدولة عربية مسلمة عام 1783.

ومن ثم عيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، ويوم الشهيد في 17 ديسمبر، وذلك وفاء وعرفانا لما بذلوه أبطال الوطن البواسل من تضحيات وتفانٍ بالغالي والنفيس للذود عن حياض الوطن، مقدمين أراوحهم فداء ﻷرض البلد. فجميل أن يحظى الجميع من أبناء الوطن بفرصة الاحتفال في هذه المناسبات تعبيراً عن حبهم لوطنهم وتعزيزاً لقيم الولاء والانتماء إليه.

وتسعى المؤسسات الحكومية والخاصة جاهدة، إلى الاحتفاء بكل ما يحمله هذا الشهر من مسرات وطنية، حيث تزدان المدارس والجامعات والوزارات والشركات الخاصة وغيرها، باﻷعلام وارتداء اﻷوشحة الحمراء وزهرة يوم الشهيد وغيرها من المراسم المؤداة في اﻷنشطة والبرامج.

كما للمراكز الخاصة دور يشار إليه بالبنان في إعطاء منتسبيهم من أبناء ذوي العزيمة حقهم في المشاركة في احتفاﻻت شهر ديسمبر، والتعبير عن فرحتهم بحب الوطن.

فقد أقام الاتحاد الملكي للفروسية وسباقات القدرة، كرنفاﻻً في إطار حرصه على مشاركة أطفال التوحد في احتفالات العيد الوطني المجيد، حيث نظم برامج متنوعة كالمسابقات وركوب الخيل وتوزيع الجوائز التي أضفت أجواء البهجة لدى أطفال التوحد.

كما نظم مركز تفاؤل للتربية الخاصة مسابقة «أجمل عمل فني في حب الوطن»، التي أبرزت التنافس الإبداعي الفني لطلبة المركز، مما عكس مدى حبهم للوطن.

وأيضاً قدم مركز الحد للتأهيل، أجمل الفقرات الفنية والمعبرة عن الفرحة الغامرة التي ﻻمست الطلبة، وذلك من خلال حرصهم على المشاركة في احتفالية العيد الوطني عبر تزيين صفوف المركز وجدرانه الخارجية، ورفع العلم مع ترديد اﻷهازيج البحرينية الوطنية.

وغيرها من الجهات التربوية الخاصة التي لم تألُ جهداً في المساهمة بأفراح الوطن لتعزيز قيم الوﻻء واﻻنتماء لدى أبنائها الطلبة بمختلف حاﻻتهم الذهنية والجسدية.

فجميع مؤسسات المملكة الحكومية والخاصة تستعد للحضور في عرس ديسمبر عبر مشاركاتها في تنظيم اﻻحتفالات وإقامة البرامج والفعاليات المتنوعة، لتعم الفرحة بين كل مواطن ومقيم على أرض هذا البلد المعطاء، مترقبين عودة هذا العرس الوطني البهيج في اﻷعوام القادمة.