صبا العصفور - جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية


تحت شعار «قرأت- تعّلمت- شاركت» يتم الاحتفال بيوم المرأة البحرينية في الأول من ديسمبر منذ العام 2008 وإلى الآن، حيث يتم تسليط الضوء على ما حققته نساء البحرين من إنجازات على كافة التخصصات المهنية والأكاديمية، وهي نجاحات تدعو للفخر للأجيال الصاعدة حين يرون المسيرة التعليمية لأمهاتهم وما وصلنَّ إليه من تقدّم ورقي وازدهار.

التعليم من أهم ضروريات الحياة للمرأة، فمن خلاله تستطيع أن ترسم لنفسها طريقاً، للنجوم ومن خلاله أيضاً تتسلح بالآليات والوسائل التي تساعدها على تحقيقه.

لكن ماذا عن المرأة التي لم تحصل على التعليم أو إلّا على النزر اليسير منه؟ ألا تستحق التكريم؟

فأمهاتنا من الزمن الجميل كنّ في الغالب أميّات، ولكنهنَّ استطعن تربية أجيال من النساء والرجال الطموحين يتصفون بالجدّية والانضباط، وأحرزوا مناصب قيادية وساهموا في تطور ونهضة هذا البلد الحبيب.

نساء كثيرات لم يستطعن الالتحاق بالمدارس أو مواصلة التعليم، ولكن بصماتهنَّ واضحة في الأعمال التطوعيّة لمساعدة ودعم من مرّت بنفس ظروفها لتخطي العقبات وتجاوز المعوقات.

ونرى شابات يافعات افترشن جانب الطريق في الأسواق المتنقلة متشحات برداء الوقار والاحترام لبيع ما تيسر لهنَّ من بضاعة لحفظ ماء وجوههن من التسول لإعالة أنفسهنّ وعيالهنّ.

وفتيات ينتجن ألذ الأطباق وأشهى المأكولات من مطبخهنَّ، ويروجن لها من خلال وسائل التواصل لا لإشباع بطوننا أو تغذية ذائقتنا فقط، بل لتلهمنا بأن إبداعاتهنَّ ليس لها حد.

ومنهن من أكملن تعليمهنَّ العالي ولكنهن اخترن أن يكنّ ربات بيوت والتفرّغ لرعاية الأسرة لشعورهنَّ وإيمانهن بِعِظم هذه المسؤولية لمساعدة أبنائهن في مواجهة تحديات الحياة الجديدة ومخاطرها.

وأخريات يعشن في الظل للقيام بأدوار لا تتناسب مع أحلامهن وآمالهن، وذلك بأداء مسؤوليات تفوق طاقاتهن كرعاية أب وأخ وأم ويتيم للمحافظة على استمرار دورة الحياة وتوازن العائلة الممتدة واستقرار المجتمع. بالإضافة إلى من يزاولن عشرات المهن التي تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في رفد عجلة التنمية، كمدرسات رياض الأطفال وموظفات المؤسسات الصغيرة وعاملات صالونات التجميل ومهارات الحرف اليدوية وغيرها.

فالبحرين تفخر بالمرأة البحرينية ليست تلك المتمكنة التي تتصدر صورها الصحف والأخبار فقط، بل أيضا المرأة الأخرى التي تساعد الأولى في الوصول إلى هذا المنصب والمقام، فهناك من تعد طعامها وتيسّر طريقها وترعى صغارها وتدعو لها.

كل «بحرينية» تستحق التكريم والتقدير والامتنان في يومها السنوي الأول من ديسمبر، فكلهنَّ مجتمعات يكملن الصورة المشرقة والمتلألئة لا لنساء البحرين فحسب بل لرجالاتها أيضاً.