مع تخطي احتجاجات إيران عتبة الـ100 يوم، ووسط استمرار استخدام النظام الإعدام وسيلة لـ"إرهاب" المتظاهرين، بدأ الانشقاق يتسرب إلى عائلته.
ذلك الانشقاق الذي تسرب إلى عائلة المرشد الإيراني علي خامنئي، من بوابة شقيقته بدرية حسيني، قبل أيام برسائل تبرؤ وبدعوات لقوات الأمن بالانقلاب على النظام، دخل منعطفًا جديدًا.
فبينما يلجأ النظام إلى التصعيد ضد المحتجين لـ"وأد" الاحتجاجات في مهدها، كانت عائلة خامنئي تستخدم نفس الأسلوب لكن ضد النظام نفسه؛ فبعد الرسائل الأولية، دقت ساعة الصفر، بإعلان الناشطة الحقوقية والسياسية الإيرانية فريدة مراد خاني، مساء الأحد، الدخول في إضراب عن الطعام في سجن قرجك الذي يقع جنوب طهران والمخصص للنساء.
وفريدة مراد خاني ابنة بدرية حسيني شقيقة المرشد الإيراني علي خامنئي من أمه وأبيه. وللمرشد البالغ من العمر 82 عاما، ثلاثة أشقاء وأخت واحدة، وثلاث أخوات غير شقيقات.
إضراب واحتجاز
وقال محمود مراد خاني شقيق الناشطة الحقوقية في تغريدة عبر حسابه الشخصي بـ"تويتر"، إن شقيقته فريدة المتواجدة في سجن قرجك في مدينة ورامين جنوب طهران، أضربت عن الطعام احتجاجاً على مكان احتجازها، مشيرًا إلى أنه كان من المقرر أن يتم نقلها إلى سجن إيفين شمال طهران.
ويعد سجن قرجك المخصص للنساء جنوب طهران أحد أخطر السجون الإيرانية بسبب عمليات التعذيب النفسي والجسدي للمعتقلات.
وكانت محكمة خاصة برجال الدين في العاصمة طهران، قضت في 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بالسجن 3 سنوات ضد فريدة مراد خاني ابنة شقيقة المرشد علي خامنئي، على خلفية مهاجمة خالها والدعوة لإسقاط النظام.
محاكمات "جائرة"
إلا أن محامي الناشطة الحقوقية، محمد حسين أغاسي، قال عبر حسابه بـ"تويتر"، إن "فريدة مراد خاني حوكمت في المحكمة الخاصة برجال الدين التي ليس لها صلاحية النظر في الاتهامات الموجهة إليها"، مشيرا إلى أنه "حكم عليها بالسجن 15 عاماً".
المحامي أغاسي أضاف أنه "لم يتم قبول تمثيلي لها في المحكمة لأنني لست رجل دين، بينما المتهم ليس رجل دين"، مشيراً إلى أنه "تم قبول الاستئناف الذي قدمته بتوقيع موكلتي وتأكيد تخفيف الحكم بالسجن لمدة 3 سنوات".
وجرى اعتقال فريدة في 27 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد خروجها في مقطع فيديو أكدت فيه أن "الشعب الإيراني سوف يسقط النظام ولن يطلب دعماً في هذا الصدد".
وخاطبت فريدة مراد خاني المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، قائلة: "إلى متى يستمر هذا الصمت حيال جرائم النظام ضد النساء والرجال الإيرانيين، ألم تكن تجربة احتجاجات نوفمبر/تشرين الثاني لعام 2019 وغيرها من الاحتجاجات كافية وشاهد على قتل الآلاف من الإيرانيين".
رسالة "ثورية"
وطالبت "الحرس الثوري الإيراني والباسيج العودة إلى رشدهم قبل فوات الأوان والانضمام إلى صفوف الشعب"، موجهة رسائل للمنظمات الحقوقية الدولية، قائلة: "لا تتركوا الشعب الإيراني وشأنه ولا تكتفوا بإصدارات البيانات والاستنكار بل يجب اتخاذ خطوات عملية ضد النظام القائم الذي يقوده علي خامنئي".
وكانت فريدة مراد خاني اعتقلت في يناير/كانون الثاني الماضي، عقب مشاركتها في حفل أقيم عبر الإنترنت بمناسبة الذكرى السنوية لولادة الملكة "فرج بهلوي" زوجة شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي.
انتقاد فريدة خاني لم يكن الانشقاق الأول في عائلة المرشد، بل إن بدري حسيني، شقيقة المرشد علي خامنئي وجهت قبل أيام، رسالة تبرأت فيها من شقيقها، داعية الشعب الإيراني إلى مواصلة طريق الاحتجاجات حتى إسقاط النظام.
ووجهت بدري حسيني خطابًا إلى الأجهزة الأمنية واصفة إياهم بـ"مرتزقة خامنئي وآكلي أموال وقوت الشعب"، مطالبة إياهم بضرورة إلى الانضمام إلى المتظاهرين قبل فوات الأوان.