تبذل الإدارة الأميركية جهوداً واسعة النطاق للحد من قدرة إيران على إنتاج وتسليم الطائرات المسيرة إلى روسيا، مع وجود خطة بديلة "إذا فشلت المحاولات كلها" تقضي بتزويد الأوكرانيين بالدفاعات اللازمة لتدميرها، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وذكر مسؤولون في المخابرات والجيش والأمن القومي للصحيفة، أن هناك برنامجاً أميركياً موسعاً يهدف إلى التضييق على قدرة إيران على تصنيع "المسيرات"، مما يصعب على الروس تنفيذ هجمات باستخدامها، وقالوا إنه في حال فشل ذلك فسيتم تزويد الأوكرانيين بالدفاعات اللازمة لإسقاطها.

وأوضحت الصحيفة أنه بات جلياً اتساع هذه الجهود في الأسابيع الأخيرة، حيث سرَّعت الإدارة من تحركاتها لحرمان إيران من المكونات غربية الصنع اللازمة لتصنيع الطائرات بدون طيار التي تبيعها لروسيا، بعد أن تبين من فحص حطام الطائرات التي تم اعتراضها أنها مزودة بتقنية أميركية الصنع.

مساعدة إسرائيلية

ولفتت الصحيفة إلى وجود تعاون بين الإدارة الأميركية وإسرائيل لمحاولة وقف هجمات الطائرات بدون طيار، مشيرة إلى اجتماع عبر الفيديو، الخميس، بين جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي ومسؤولين عسكريين إسرائيليين، لمناقشة "العلاقة العسكرية الإيرانية المتنامية مع روسيا، بما في ذلك نقل الأسلحة".

واتهمت أوكرانيا والغرب، إيران بإرسال طائرات مسيّرة إيرانية الصنع إلى روسيا تستخدمها القوات الروسية في ضربات مدمرة تستهدف البنية التحتية الأوكرانية. وهو الاتهام الذي تنفيه طهران دوماً.

وفي مطلع نوفمبر الماضي، أقر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بأن بلاده باعت طائرات مسيَّرة إلى روسيا، مشيراً إلى أن ذلك تم "قبل عدة أشهر من اندلاع الحرب في أوكرانيا، وهو أول اعتراف بشحنات أسلحة.

وطلب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أكتوبر الماضي، من نظيره الإيراني خلال اتصال هاتفي، بأن توقف طهران إرسال أسلحة إلى موسكو. وقال عبر "تويتر": "طلبت من إيران أن توقف فورا تدفق الأسلحة إلى روسيا، والتي تُستخدم لقتل المدنيين وتدمير البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا".

وفي نهاية أكتوبر، صرّح المتحدث باسم سلاح الجو الأوكراني يوري إهنات في إفادة صحافية، بأن أوكرانيا أسقطت أكثر من 300 طائرة مسيرة إيرانية من طراز "شاهد-136"، مضيفاً أن روسيا تُركز صواريخها على استهداف منشآت الطاقة.

وفرَّض الاتحاد الأوروبي، منتصف ديسمبر الجاري، عقوبات على إيران بسبب "تسليم الطائرات المسيرة إلى روسيا"، وذكر أن "هذه الأسلحة التي قدمتها طهران تستخدمها موسكو عشوائيا ضد السكان المدنيين والبنية التحتية في أوكرانيا، ما تسبب في دمار مروع ومعاناة إنسانية".

وقالت القوى الغربية أيضاً، إن إيران لا تزال تزود روسيا بالطائرات المسيرة، مشيرةً إلى أنها تعتقد أن طهران ستزود موسكو قريباً بصواريخ باليستية.