تعهد الجيش في باكستان بالعمل ضد "الإرهابيين" والقضاء على "الخطر"، في إشارة إلى عملية عسكرية ضد حركة "طالبان باكستان"، ما قد يزيد الإضطرابات السياسية والاقتصادية التي تشهدها الدولة الواقعة جنوب آسيا، حسبما ذكرت "بلومبرغ".

واجتمع كبار قادة الجيش لمدة يومين في بلدة روالبندي، الأربعاء، لمراجعة العمليات. وقال الجناح الإعلامي للجيش الباكستاني، في بيان صحافي عقب انتهاء الاجتماع: "لدينا تصميم على محاربة الإرهابيين بلا أي تمييز، والقضاء على هذا الخطر".

وتشهد باكستان تزايداً ملحوظاً في الهجمات التي تتبناها "طالبان - باكستان"، بالتزامن مع أزمة سياسية يقودها رئيس الوزراء السابق عمران خان الذي يطالب بإجراء انتخابات مبكرة، وأزمة اقتصادية تحاول الحكومة حلها عبر اللجوء إلى قرض إنقاذ من صندوق النقد الدولي.

تحذيرات أميركية

وانهار اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه حكومة "طالبان" في أفغانستان، بين الحكومة و"طالبان باكستان"، وزادت الحركة الباكستانية من الهجمات في شمال وجنوب غربي البلاد.

وأعلنت حركة "طالبان" الباكستانية مسؤوليتها عن تفجير انتحاري، الأسبوع الماضي، أودى بحياة شرطي وإصابة 5 أشخاص على الأقل في إسلام أباد، وهو الحادث الأول من نوعه في المدينة منذ أكثر من 8 سنوات، وجاء بعد أقل من شهر من إنهاء الحركة اتفاق وقف إطلاق نار لمدة 6 أشهر مع الحكومة.

كما عاشت البلاد حالة توتر بعد تحذير السفارة الأميركية من هجوم محتمل على الأميركيين في فندق "ماريوت" في العاصمة إسلام أباد خلال عطلة عيد الميلاد.

وقالت "بلومبرغ" إن زيادة الهجمات، وتفجير إسلام أباد يوضحان أن "المسلحين أصبحوا أكثر جرأة، ويمكن أن يشرعوا في استهداف المزيد من المدن".

ونفت الحركة في بيان صحافي، الأربعاء، أنها تستهدف الأجانب في هجماتها، متهمة الحكومة بمحاولة تأليب عدة دول ضد الجماعة.

وأضافت الحركة في بيان صحافي: "نقاتل المؤسسات الأمنية القاسية والمحتلة (...) هذا واضح للجميع أنه ليس لدينا أي أجندة تتجاوز الحدود الإقليمية".

ونفذت باكستان عدة عمليات ضد الحركة في العقدين الماضيين، لكنها لم تنجح على ما يبدو في القضاء عليها، التي انتعشت أيضاً بعد سيطرة "طالبان" على أفغانستان في أعقاب الانسحاب الأميركي الفوضوي في أغسطس من العام الماضي، بحسب "بلومبرغ".