حذيفة إبراهيم
محرّك V6 ذو بنية هجينة جديدة قادر على إنتاج طاقة تصل إلى 830 حصاناً

سيارة فيراري برلينيتا الرياضية الجديدة «296 GTB» بمحرك وسطي خلفي

نظام هجين يعزّز سهولة الاستخدام ومتعة القيادة لسيارة «296 GTB»

«296 GTB» تتوفر أيضاً مجهّزة بحزمة أسيتو فيورانو عالية الأداء


باهرة، رائعة، ولافتة، بهذه الكلمات يمكن وصف سيارة فيراري بيرلينيتا 296 GTB، السيارة الهجينة من الصانع الإيطالي، والتي تتكون من مقعدين، وتناقض عجيب بين الهدوء حينما يعمل المحرك الهجين، وهدير المحرك الرائع حينما يعمل محرك البنزين.

«الوطن» حظيت بفرصة لتجربة هذه السيارة الرائعة، بدعوة من فيراري الشرق الأوسط، والسيارات الأوروبية، حيث كان يوماً مميزاً، نظير ما تتمتع به هذه السيارة من تقنيات كبيرة، وأداء عال وسرعة خيالية، بالإضافة إلى كونها سيارة لافتة للنظر، وحديثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

في البداية، لم أكن متقبلاً سيارة رياضية بمحرك هجين، إلا أن التجربة أثبتت العكس، حيث تنطلق السيارة بسرعة فائقة جداً، وبقدرة حصانية عالية، كما أن الانتقال من المحرك الكهربائي إلى المحرك الاعتيادي بكل سلاسة، وكل ما يثبت أنك انتقلت من هذا المحرك إلى الآخر هو صوت هدير المحركات الذي يسمعه كل من يقف إلى جانب السيارة.

السيارة ثابتة جداً على المنعطفات، حتى في السرعات العالية، كما أنها مريحة بالنسبة إلى السيارات الرياضية التي عادة ما تكون ذات طابع رياضي غير مريح، وداخليتها الفخمة البسيطة التي أعادت ابتكار الداخليات الرياضية في السيارات.

المعلومات التقنية حول السيارة تؤكد القوة التي تتمتع بها، بالإضافة إلى كونها سيارة مميزة جداً، حتى عند قيادتها في الشارع. وسيارة فيراري 296 GTB، هي سيارة بيرلينيتا ذات محرّك وسطي أعادت تعريف مفهوم متعة القيادة بشكل كامل ضامنة أنقى الأحاسيس والمشاعر خلال الاستخدام اليومي وليس فقط عند دفع السيارة إلى أقصى الحدود.

وتمثّل 296 GTB بداية عصر جديد لفيراري مع طرح محرّك جديد يُضاف إلى المحرّكين V8 وV12 الحائزين جوائز عديدة، وهو محرّك V6 الذي ينتج قوّة تبلغ 663 حصاناً مع محرّك كهربائي قادر على إنتاج 122 كيلوواط (167 حصاناً) إضافياً.

ويُشكّل هذا أوّل محرك سداسي الأسطوانات يتم تركيبه على سيارة مخصّصة للطريق يحمل شارة الحصان الجامح: إنّه يطلق العنان لقوّته الهائلة من الطاقة البالغة 830 حصاناً لتقديم مستويات أداء لم يكن من الممكن تصوّرها سابقاً مع صوت جهير فريد ومبتكر.

اسم السيارة يجمع ما بين إزاحة إجمالية تبلغ 2.992 ليتر وعدد أسطوانات غران توريزمو بيرلينيتا بأرقى أساليب فيراري، من أجل التأكيد على أهمية هذا المحرّك الجديد في إحداث تغيير ضخم بالنسبة للحقبة الجديدة التي تشهدها مارانيلو. فهذا القلب النابض الجديد لسيارة 296 GTB يعلن عصراً جديداً لمحرّك V6 المتجذّر في إرث فيراري العريق وخبرتها التي لا منازع لها الممتدّة على 70 سنة في رياضة السيارات. وتميّز أوّل محرّك فيراري V6 ببنية بزاوية 65 درجة وتمّ طرحه عام 1957 على طراز 1500 cc Dino 156 F2 ذات المقعد الواحد.

تُعدّ 296 GTB أوّل سيارة من فيراري مصمّمة للاستخدام على الطرقات مجهّزة بمحرّك V6 تيربو مؤّلف من ستّ أسطوانات على شكل حرف V مع زاوية بدرجة 120 بين بنوك الأسطوانة، إضافة إلى محرّك كهربائي يُشحن بقابس. وقد عمل مهندسو فيراري على تصميم محرّك V6 الجديد وهندسته من الصفر خصيصاً لهذه السيارة وهو أوّل محرّك لفيراري يتميّز بتوربينات مثبّتة داخل المنحنى الذي يتّخذ شكل حرف V. وبالإضافة إلى أنّ ذلك يحقق مزايا كبيرة من حيث الشكل مع خفض مركز الثقل وتقليص حجم المحرّك، تساعد هذه البنية الخاصّة على توفير مستويات قصوى من القوّة. أمّا النتيجة فهي أنّ فيراري V6 الجديدة قد سجلت رقماً قياسياً جديداً في إنتاج الطاقة مع 221 حصاناً لكلّ ليتر من الإزاحة.

بفضل قوّة تبلغ 663 حصاناً وإزاحة تبلغ 221 حصاناً لكلّ ليتر، يحقق محرّك 296 GTB الذي يعمل بالاحتراق الداخلي رقماً قياسياً من مخرجات الطاقة لسيارة تجارية مصمّمة للطرقات. ومن الأمور الأساسية لتحقيق هذه النتيجة طرح محرّك V مع زاوية 120 درجة مع عمليات إشعال متساوية التباعد بالإضافة إلى وضع التوربينات داخل المنحنى V ما يمنح المحرّك مزيداً من الإحكام مع كتل موزعة على النحو الأمثل.

محرك كهربائي

هذه أول سيارة فيراري على الإطلاق بدفع خلفي حصراً بتصميم PHEV (عربة كهربائية هجينة تشحن بقابس) يكون فيها المحرك بالاحتراق الداخلي مدمجاً بالمحرك الكهربائي الخلفي الذي يولد حتى 122 كيلوواط (167 حصاناً). وقد استوحيت هذه التقنية من سيارات الفورمولا 1 التي ترث عنها السيارة أيضاً اسم MGU-K (وحدة المولد المحرك، حركية). ويتواصل المحرك الكهربائي مع المحرك بالاحتراق الداخلي بواسطة مشغّل إدارة الانتقال (TMA) الذي يسمح باستخدام المحركين معاً من أجل العمل بقوة تبلغ 830 حصاناً، أو بالفصل بينهما ليسمح للمحرك الكهربائي بالعمل منفرداً.

وعلاوة على المحرك بست أسطوانات بشكل V V6 مع توربو وناقل الحركة ثماني السرعات بقابض مزدوج المعتمدَين في سيارات «إس إف 90 سترادالي» وفيراري «روما» و«بورتوفينو إم» و»إس إف 90 سبايدر»، يعتمد تصميم مجموعة الدفع على وضع المحرك الكهربائي MGU-K بين المحرك وعلبة التروس وعلى مشغل إدارة الانتقال لفصل المحرك الكهربائي عن المحرك بالاحتراق الداخلي وعلى بطارية عالية الجهد بطاقة 7.45 كيلوواط ساعة والمبدّل الذي يتحكم بالمحركات الكهربائية.

تتميز 296 GTB ضمن فئة سيارات بيرلينيتا الرياضية ذات المحرك بوضعية وسطية بفضل مجموعة من الحلول الجذرية والإبداعية. فقد تم تركيب التيربو بين مجموعتي الأسطوانات في وضعية تعرف باسم «هوت في» hot-V. ويعني ذلك أن كل المكونات المهمة لتوليد الحرارة مجمّعة في الحيّز الوسطي العلوي لحوض المحرك، وهذا بدوره يمنح إدارة حرارة أكثر فاعلية لحوض المحرك بحد ذاته وللمكونات الكهربائية على حد سواء. ويبرز هذا الابتعاد عن الأساليب المعتمدة في الماضي أكثر فأكثر من خلال الخيارات الديناميكية الهوائية التي قلبت مفاهيم الديناميكيات الهوائية النشطة المطروحة في سيارات فيراري ابتداءً من طراز «458 سبيسالي» رأساً على عقب.

ففي 296 GTB، وللمرة الأولى، يتم استخدام جهاز ناشط لا يكون الهدف منه إدارة الجرّ، بل توليد مزيد من القوة الضاغطة نزولاً. ويسمح الجانح النشط المستوحى من طراز «لا فيراري» والمدمج في المصدّ الخلفي لسيارة 296 GTB بتوليد مستوى مرتفع من القوة الضاغطة نزولاً (المثبطة) عند الطلب: ما يوازي حداً أقصى قدره 360 كيلوغراماً عند سرعة 250 كيلومتراً في الساعة في إعداد «القوة المثبطة العالية» High Downforce مع مجموعة تجهيزات «أسيتو فيورانو» Assetto Fiorano.

وتم تطوير نظام المكابح بناءً على كماشات Aero التي تم طرحها للمرة الأولى في طرازات «إس إف 90 سترادالي» وفيها تكون قنوات التبريد مدمجة في قالب الكماشات. ويتطلب مفهوم تبريد المكابح هذا قناة مخصصة لتوجيه الهواء البارد الداخل بشكل صحيح عبر فتحات الهواء في المصد الأمامي من خلال قوس العجلات. وفي حالة 296 GTB، تم دمج فتحة الهواء في تصميم المصابيح الأمامية من خلال قناة تمر بشكل متوازٍ مع دعامة الهيكل، فتؤمن بذلك الهواء البارد للمكابح.

وقد سمح هذا الأمر بالوصول في تصميم قسم السيارة السفلي إلى مستويات غير معهودة، فزادت قدرة هذا القسم على التبريد من دون الحاجة إلى اللجوء إلى أي آليات هوائية أمامية نشطة. والعنصر الديناميكي الهوائي المميّز في مقدمة سيارة 296 GTB هو «صينية الشاي». فتوزيع مجموعة المشعاع على جانبَي السيارة يحرر حيزاً وسطياً تم وضع صينية الشاي فيه ويحيط بها الجسر الذي يدمجها بطريقة ممتازة في هندسة المصد الأمامي وتصميمه. وتلجأ هذه الأداة الهوائية إلى مفهوم مطبّق بشكل شائع في السيارات ذات المقعد الواحد: فتعمل المساحة الخلفية من المصد بالتناغم مع القسم العلوي من صينية الشاي لتوليد حقل من الضغط الزائد المرتفع الذي يعوّض عن الحقل الهابط الذي يتسم به القسم السفلي.

أما من ناحية الهيكل، فقاعدة العجلات أقصر بـ50 ملم مقارنة بسيارات فيراري بيرلينيتا ذات المحرك بوضعية وسطية فانعكس ذلك لصالح رشاقة السيارات الديناميكية. ومن بين الحلول الأخرى التي تحسن سير السيارة والأداء نظام تشغيل المكابح بالأسلاك وكماشات المكابح Aero ومؤازرة عجلة القيادة الكهربائي والجهاز الهوائي الخلفي النشط ومخمدات نظام التحكّم بالتعليق المغناطيسي الانسيابي SCM-Frs.

وأولى المهندسون انتباهاً شديداً للتخفيف من الوزن والحرص على توازن السيارة ودقة التحكم بها، فتم التعويض عن الإضافة في الوزن التي سببها النظام الهجين من خلال عدد من الحلول، من بينها محرك V6 الجديد الذي يزن أقل بعشرين كليوغراماً عن محرك V8 المستخدم في سيارات بيرلينيتا السابقة، والاستخدام المكثف للمواد خفيفة الوزن. وكانت النتيجة وزناً فارغاً يبلغ 1470 كلغ فقط، وهو رائد في فئته من ناحية نسبة الوزن إلى القوة الإجمالية مع 1.77 كلغ/ حصان. وتم تخفيض الوزن أيضاً عبر تجهيز 296 GTB بمحرك كهربائي فردي يدفع العجلتين الخلفيتين فقط. ولأن قاعدة العجلات أقصر والتعقيدات أقل مقارنة بتقنية الدفع الرباعي كان بالإمكان التخفيف إلى أقصى حد من كتلة السيارة.

وبالنسبة إلى وظائف الشحن الأساسية، تضم السيارة تقنية الكبح المتجدّد في القسم الخلفي في حالات الكبح العادية، بالإضافة إلى الشحن عند تدخل جهاز منع انغلاق المكابح والكبح الزائد على المحور الخلفي عند الارتفاع عن الأرض وشحن البطارية من خلال الإدارة المجمّعة للمحرك بالاحتراق الداخلي والمحرك الكهربائي.

ويعتبر الانتقال بين النمطين الكهربائي والهجين أساسياً لمواصفات السيارة الرياضية التي تتسم بها 296 GTB، بالإضافة إلى الطريقة التي تدير بها مجموعة الدفع الطاقة المتاحة.

وكلاهما يؤديان دوراً جوهرياً في الاندماج بوظائف السيارة الديناميكية: لهذا السبب تم اللجوء إلى جهاز اختيار لإدارة الطاقة (eManettino) بالإضافة إلى جهاز مانيتينو التقليدي.

ولجهاز eManettino أربع وضعيات:

- eDrive: حيث لا يعمل المحرك الاعتيادي ويكون الدفع إلى العجلتين الخلفيتين كهربائياً حصراً، ومع بطارية مشحونة شحناً كاملاً باستطاعة السيارة السير مسافة 25 كليومتراً عند سرعة قصوى تبلغ 135 كيلومتراً/ ساعة.

- هجين Hybrid: هذا هو النمط الافتراضي عند تشغيل السيارة. تتم إدارة تدفقات الطاقة بشكل يؤمن أعلى درجة من الفاعلية، ويحدد منطق التحكم تدخل المحرك بالاحتراق الداخلي. وعند تشغيل المحرك تولد السيارة قوتها القصوى وأداءها الأعلى. وعلى عكس الأنظمة السابقة، يستطيع السائق في هذا النمط اختيار وظيفة إعادة الشحن الهجينة Hybrid Recharge باستخدام مفتاح تجاوز يدوي في قائمة النظام المعروضة على الشاشة: فيشحن النظام عندئذ البطارية وكأن جهاز eManettino في وضعية Qualify، لكنه يحرص على أن يكون الدفع بالطاقة الكهربائية حصراً متاحاً عند سرعات أدنى من 20 كيلومتراً/ ساعة

- الأداء Performance: يكون المحرك بالاحتراق الداخلي شغالاً باستمرار ويساعد على المحافظة على فاعلية البطارية للحرص على تأمين الطاقة الكاملة في الأوقات كافة. هذه الوضعية الأنسب للقيادة المثابرة.

- التأهيل Qualify: تمنح الأداء الأقصى لكن إعادة شحن البطارية تكون في مستوى أدنى.

تصميم الشكل الخارجي

أتى تصميم 296 GTB نتيجة رغبة مركز «فيراري ستايلينغ» Ferrari Styling Centre في إعادة تحديد هوية سيارة البيرلينيتا بمقعدين ومحرك بوضعية وسطية خلفية عبر منحها خطاً مدمجاً للغاية مع شكل جديد وعصري. وبفضل قاعدة العجلات القصيرة والبنية المتناغمة المنحوتة، باتت 296 GTB بالفعل سيارة بيرلينيتا الأكثر دمجاً التي تخرج من مصنع مارانيلو في العقد المنصرم. وقد تم التغاضي عن شكل بيرلينيتا التقليدي مع قسم خلفي مائل (فاستباك) واللجوء إلى شكل مقصورة يبدو من الناحية البصرية أنه متداخل ضمن حجم ضخم، وذلك نتيجة التأثير الذي يولده المزج بين قاعدة العجلات القصيرة وتركيبة العناصر، على غرار الجانبين قويي المظهر والزجاج الأمامي الذي يشبه قبال الخوذة والفتحتين العموديتين الناتئتين البارزتين وحاجز خلفي عمودي جديد. وتولد هذه الأشكال شكلاً جانبياً جديداً للمقصورة يطغى على مظهر السيارة الإجمالي.

توزيع الوزن 40.5% في الأمام، و59.5% في الخلف

سرعة دوران المحرك القصوى 8,500 دورة في الدقيقة

سعة المحرك الإجمالية 2,992 سم مكعب

سعة خزّان الوقود 65 ليتراً

الطول 4,565 ملم

العرض 1,9 58 ملم

العرض بين العجلتين الأماميتين 1,665 ملم

العرض بين العجلتين الخلفيتين 1,632 ملم

العزم الأقصى 740 نيوتن متر عند 6,250 دورة في الدقيقة

ووزن السيارة فارغة 1,470 كلغم.