أمل الحربي


كل عام يبدأ، تبدأ معه البدايات الجديدة على المستوى الشخصي فيبدأ كل شخص يفكر كيف سيبدأ العام الجديد ويخطط خطة لحياته وأهدافاً جديدة، وهذا جميل فالبدايات الجديدة تنجح إذا كان هناك إصرار واستمرار.

البعض يخطط ويضع أهدافاً وقرارات لكنها غير مدروسة ويفاجأ بأنه لم ينفذ أحدها أو جميعها والسبب يعود لعدم التخطيط وفقاً لاستطاعة الشخص ودراسة ذاته لأن الإنسان كل 10 أعوام تتغير أفكاره وخبرته تزيد لأنه يكبربالعمر وطبعاً تتسع رؤيته لما حوله فيعرف قدراته ويعمل على تحقيق الأهداف وأيضاً القرارات، ولكن إن لم تكن مدروسة لن تتحقق أو لن يفعلها الشخص ويتقاعص ويؤجلها للعام القادم، وهكذا وتتوالى الأعوام دون تحقيق أي من قراراته وأهدافه وطموحاته لأن البعض يصيبه الإحباط أو الإحساس بالفشل أو عدم القدرة لضبط إرادته، لأنه إما من أول خطوة فشل أو فشل بخطوة واحدة أو لم يتحقق جميع ما يأمله، ولكن هذا خطأ، فيجب على الإنسان أن يحاول، فإذا أغلق باب يبحث عن باب آخر، فليست الأبواب جميعها مغلقة في الحياة ولكن تحتاج من الشخص التفكير بروية، وحتماً سيجد الباب والمفتاح له.

بداية العام، يفضل أن يضع الشخص إيجابيات وسلبيات العام الماضي بحياته وقراراته ثم يطلع على القائمة وسيجد الخلل أين، وحينها سيستطيع الابتعاد عن السلبيات وتطويرالايجابيات، أيضاً يضع قائمة بالأشخاص الذين أضافوا له شيئاً جميلاً بحياته على جميع المستويات ويجعلهم بحياته وينمي صداقته فيهم وتكون الخبرات متبادلة، والأشخاص السلبيون يجب أن يبتعد عنهم لأنهم سيزيدونه إحباطاً وتأخراً بحياته.

هناك الكثير من الأشخاص ممن لديهم مواهب، لكنه إما يخجل أن يظهرها أو لديه عدم الثقة بنفسه وبموهبته وقدراته ويتمسك بالأشخاص السلبيين الذين يقنعونه أنه غير موهوب ويؤخرونه، وكثير من الموهوبين بالمجالات جميعهن لا يجدون من يدعمهم ويساعدهم إما غيرة منهم أو عدم ثقة بموهبة الشخص، والبعض يحاربونهم لأنهم يتخوفون من أن يتطوروا أكثر منهم، لكن نسوا أن الله هو من يقسّم الأرزاق والفرص، لذلك من يؤمن بموهبته سيساعد الشخص الموهوب ويعطيه فرصة، لأنه واثق بذاته أولاً وأن لكل شخص على حسب تركيبته يقسم الله الأرزاق بجميع أشكالها، فمثلاً الترقية بالعمل أو نجاح تجارة أو عمل هو مكتوب منذ ولادته من رب العالمين، وطبعاً مع السعي للوصول لمبتغاه وتحقيق أهدافه وطموحاته ستتحقق بإذن الله.

فمثلاً، ينجح شخص بتجارة دون آخر ويكونان بنفس المجال، وذلك أولاً يكون توفيقاً من رب العالمين، ثم لأنه وضع الخطط والأهداف ودرسها جيداً، ثانياً سعي الشخص والاستمرار وعدم التوقف.

لهذا العام، دعونا نصنع كتاباً نسميه «تحقيق ذاتنا»، وفي كل صفحة نقسمها نبدأ بمراجعة ما حصل معنا من أحداث العام الماضي على جميع المستويات، ثم صفحة لقرارات العام الماضي وما نجح وما لم ينجح أو يتحقق، ثم صفحة السلبيات والإيجابيات، ثم صفحة للأهداف والقرارات الحالية هذا العام ويدرسها وينفذها، وعندما يحقق خطوة ولو بسيطة يضع عليها علامة نجاح، وهكذا سيكون الشخص منظماً ويستطيع بسهولة تحقيق مبتغاه.

وبإذن الله سأكتب كتاباً مجهزاً بكل ما ذكرت وسيكون متاحاً قريباً ليسهل على الشخص تدوين ما ذكرت سابقاً.

وبنهاية مقالي، كل عام وأنتم بخير أعزائي القراء، وابدؤوا الآن أعزائي بتدوين أهدافكم وطموحاتكم ولا تتوقفوا عن تحقيقها بسبل فيها وعي وإصرار وإرادة قوية.