بدأت الولايات المتحدة رسميا الاحد الاعداد لتعليق العقوبات المفروضة على ايران، في اول ترجمة ملموسة للاتفاق النووي التاريخي الذي وقع في 14 تموز/يوليو بين طهران والقوى الكبرى.والاحد، تنتهي مهلة التسعين يوما التي اعقبت تبني مجلس الامن قرارا يوافق فيه على الاتفاق. وعلى ايران ان تبدأ بتفكيك قسم كبير من بناها النووية، وهي عملية تستغرق اشهرا عدة يمكن في ختامها رفع العقوبات الغربية فعليا.وامر الرئيس باراك اوباما الاحد ادارته بالاستعداد، وخصوصا عبر نشر نصوص تعليق مختلف العقوبات التي تم تبنيها بحق ايران بهدف منع الشركات الاجنبية من شراء النفط الايراني او حظر التعامل مع المصارف الايرانية.وسيعلن الاتحاد الاوروبي الاحد تدابير مماثلة.وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في بيان "ان هذا اليوم مهم لنا جميعا ومرحلة اولى حاسمة في العملية الهادفة للتأكد من ان البرنامج النووي الايراني سلمي بحت".من جهته، صرح وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الذي يزور طهران "السؤال الان هو: +هل ستظهر ايران انها تفي بالتزاماتها؟+".وقال مسؤول اميركي السبت طالبا عدم كشف اسمه ان تعليمات الرئيس اوباما تنشر "لكي يدرك الناس ما سيعلق" من العقوبات.لكن مسؤولا اميركيا اخر حذر الشركات التي قد تقرر ممارسة انشطة مع طهران منذ الان وقال "ان اي عقوبات لم ترفع الاحد".واوضحت اوساط في واشنطن ان موعد التعليق الفعلي للعقوبات يبقى رهنا بوتيرة التزام الايرانيين بما يعنيهم من الاتفاق. وقال مسؤول ثالث "لا نتصور ان ذلك قد يأخذ اقل من شهرين"، مضيفا "بالنسبة الينا من المهم القيام به بشكل جيد بدلا من القيام به سريعا".الا ان المعروف ان من مصلحة الايرانيين الاسراع في تنفيذ هذه العملية لاستعادة عشرات مليارات الدولارات من الاموال المجمدة في مصارف اجنبية وتغذية الاقتصاد الايراني الذي يعاني من تعثر مزمن.وابلغت ايران الاحد الوكالة الدولية للطاقة الذرية انها ستطبق البروتوكول الاضافي في معاهدة حظر الانتشار النووي، احدى مراحل تطبيق الاتفاق التاريخي.وفي طهران، اعلن رئيس الوكالة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي للتلفزيون الرسمي ان ايران مستعدة للوفاء بالتزاماتها.وقال صالحي "سنبدأ بالتحرك حين نتلقى الامر من الرئيس (حسن روحاني). نحن جاهزون. علينا ان نفكك عددا معينا من اجهزة الطرد المركزي لنبلغ عددا يناهز ستة الاف". واضاف "نامل بان نبدأ هذا الاسبوع او الاسبوع المقبل"، موضحا ان الخطوات التي على ايران القيام بها لتقليص برنامجها النووي ستستغرق نحو "شهرين".ومنذ توقيع الاتفاق في فيينا، حرص جميع الاطراف على الوفاء بالتزاماتهم. فنجح اوباما في منع الكونغرس الاميركي ذي الغالبية الجمهورية من نسف الاتفاق. ووافق عليه مجلس الشورى الايراني الثلاثاء ثم مجلس خبراء قانونيين ودينيين الاربعاء رغم اعتراض المحافظين. واعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية انها حصلت من دون تاخير على المعلومات التي تحتاج اليها لاعداد تقريرها حول البعد العسكري المحتمل للبرنامج النووي الايراني.ورغم ان اختبار صاروخ ايراني في 11 تشرين الاول/اكتوبر اثار استياء الاميركيين، فان واشنطن لم تر في ذلك انتهاكا للاتفاق النووي، بل لاحد قرارات مجلس الامن.وينتظر الايرانيين عمل كثير، وخصوصا ان عليهم الاستغناء عن ثلثي اجهزة الطرد المركزي.وينبغي اعادة بناء مفاعل المياه الثقيلة في اراك بحيث لا يعود قادرا على انتاج البلوتونيوم للاستخدام العسكري. وستضطلع الصين بدور رئيسي في هذا الامر بحسب "اعلان نيات" يفترض ان تعلنه واشنطن وطهران وبكين الاحد.كذلك، على ايران ان تقلص الى 300 كلغ ولفترة 15 عاما مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب والبالغ حاليا عشرة اطنان، وذلك عبر بيع قسم من وقودها الى روسيا.وتتجلى مرحلة مهمة اخرى في اصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية في منتصف كانون الاول/ديسمبر تقريرها حول البعد العسكري المحتمل للانشطة النووية الايرانية السابقة. لكن مصدرا اميركيا نبه الى ان الرفع النهائي للعقوبات ليس مرتبطا بهذا التقرير.ولتنسيق هذا المسار الطويل، ستجتمع لجنة مشتركة تضم ممثلين للدول الموقعة، ايران والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا، الاثنين في فيينا.واوضح كيري ان الولايات المتحدة ستكون ممثلة بتوم شانون مستشار وزير الخارجية وستيف مول منسق عملية تنفيذ الاتفاق.