الرأي

لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً

آية مريحة في القرآن الكريم تبعث رسائل الأمل والانشراح، في قول الله تعالى، «لَا تَدرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً» في سورة الطلاق، جاءت في قضية الطلاق، وبقاء المطلقة في منزل الزوجية أثناء العدة، عسى أن ترجع الأمور كما كانت ويندم الطرفان على الطلاق، ومن ثم يعودان معاً، زوجاً وزوجة، ففي هذه الآية الكريمة أمل جميل ودعوة للتريث وموازنة الأمور، وهذه الآية تنطبق أيضاً على كثير من الأمور التي نتعرض لها لقضايا قد تكون عظيمة وشديدة القسوة، ولكن عندما نردد هذه الآية يأتينا اليقين بأن الله عز وجل هو المدبر وهو القدير والقائم على أمورنا والقادر على تذليل الصعاب لذلك يحدث بعد ذلك أمر وهذا الأمر إما تعديل اعوجاج وإما تغيير مسار وفي كلا الأمرين هناك حكمة نجهلها، ولكن نعلم يقينا أن الخير فيما اختاره الله.

أمثلة كثيرة تنطبق عليها هذه الآية وآيات متنوعة تبعث الأمل وخاصة عند الشدائد كبلسم يمسح بها مكان الجرح ويهدئ من ألمها وكثيراً ما نحتاج إلى جرعات الأمل حتى نستمر في العمل والعطاء ولا نقف عند منعطف قد يهوي بنا إلى قاع لا يعرف له قرار، لذلك الآيات القرآنية الكريمة شفاءً ودواءً وأملاً وحياة.

لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً هي زاد المرء وقوته. مواقف كثيرة مرت علينا وأدركنا المعاني الجميلة لقوله تعالى «لَا تَدرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً» في علاقاتنا وفي صميم وظائفنا وفي أمور ملحة في خواطرنا ولكن أبعدتنا الأقدار وسارت بنا في منعطف آخر لندرك جمال الاختيار الرباني وجمال التغيير. ما يزعجنا ليس الأقدار وإنما التغيير ومداره والتعود عليه وهذا ما يجعلنا نخاف ونخشى ونجهل تدافع الأقدار في نسج حياتنا وندرك بعد حين أنها المناسبة لنا في الزواج أو الطلاق في العمل والتقاعد في عثراتنا وفي كل أمورنا هي حكمة وأمر كان مفعولاً ويشاء الله عز وجل بعدها كل ما هو جميل.