فقدت ميليشيات "حزب الله" الشيعي اللبناني قيادياً جديداً في المعارك الدائرة بسوريا، بعد أيام قليلة من مقتل القيادي العسكري، أبو محمد الإقليم. ونعت الميليشيات محمد حسن صفا، الملقب بـ "أبو حسندون"، وهو قريب المسؤول الأمني في "حزب الله"، وفيق صفا، ومن بلدته ميفدون قرب مدينة النبطية الجنوبية. ويعتبر "حزب الله" من أبرز حلفاء نظام الرئيس بشار الأسد المشارك في المعارك ضد المعارضة السورية، حيث يشارك بأكثر من 5 آلاف مقاتل، قتل منهم نحو 900، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. من ناحية أخرى، قال مقاتلو المعارضة الذين يحاربون جيش الأسد وحلفاءه قرب حلب شمال البلاد إنهم حصلوا على إمدادات جديدة من الصواريخ الأمريكية الصنع المضادة للدبابات من دول تعارض النظام منذ بدأت القوات الحكومية هجوماً كبيراً الأسبوع الماضي.وقال مقاتلون من 3 جماعات تابعة للجيش السوري الحر إن إمدادات جديدة وصلت منذ بدء هجوم الجيش المدعوم من هجمات جوية إيرانية وعلى الأرض من مقاتلين إيرانيين ومن "حزب الله".ويبدو تسليم هذه الشحنات من صواريخ "تاو" الأمريكية الصنع إلى المعارضة في حلب ومناطق أخرى من سوريا رداً أولياً على التدخل الروسي الإيراني الجديد. وبين الدول التي تساند المعارضة السعودية وتركيا وقطر.ويجري تزويد عدد من جماعات المعارضة التي تدربها دول معارضة للأسد بالأسلحة عبر تركيا في إطار برنامج تدعمه الولايات المتحدة والذي تضمن في بعض الحالات تدريباً عسكرياً قدمته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.وقال عيسى التركماني، وهو قائد عسكري في مجموعة سلطان مراد المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر وتقاتل في منطقة حلب، "وصلتنا إمدادات ذخيرة بكميات أكبر من السابق منها هاونات وراجمات صواريخ ومضادات دروع واستخدمنا بعضها في تلة الوضيحي، دفعة من الشباب الذي تدرب التحقوا معنا على مواقع الرباط ووعدنا ببشائر أخرى".وصواريخ تاو هي أقوى أسلحة في ترسانة المعارضة. وتستخدم أيضا جماعات تعمل تحت راية الجيش السوري الحر هذا النوع من الصواريخ ضد القوات الحكومية لصد هجوم آخر في محافظة حماة إلى الجنوب الغربي من حلب. وقالت المعارضة إنها حصلت على إمدادات وفيرة من الصواريخ.ومنذ بدأت الغارات الجوية الروسية ضربت الهجمات البرية التي شنها الجيش السوري وحلفاؤه -في الأغلب- مناطق تسيطر عليها جماعات مسلحة بخلاف تنظيم الدولة "داعش" في مناطق غرب سوريا ذات أهمية إستراتيجية لبقاء الأسد.ويستهدف هجوم حلب مناطق تبعد كيلومترات قليلة إلى الجنوب من المدينة قرب الطريق السريع المؤدي إلى دمشق. وسيطر الجيش وحلفاؤه على قرى عديدة. وقال التلفزيون الحكومي السوري إن الجيش سيطر على بلدة السابقية إلى الجنوب من حلب وقال إن مقاتلي المعارضة تكبدوا خسائر فادحة.وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن 3 آلاف عائلة فرت إلى أجزاء أخرى من محافظة حلب. وأعلنت حركة نور الدين الزنكي ومقرها حلب أن قائدها العسكري بين القتلى. وحركة الزنكي من بين المجموعات التي تتلقى مساعدات عسكرية يتم توصيلها عن طريق غرفة عمليات في تركيا ويجري أيضا تزويدها بصواريخ تاو.وقال قائد لواء صقور الجبل حسن الحاج علي "المعارك جارية بشكل كبير ومن عدة محاور، الثلاثة أيام الماضية كانت سيئة. البارحة استطاعت القوات المعارضة تشكيل غرفة عمليات وتوزيع قطاعات عمل".وتسعى القوات الحكومية وحلفاؤها للتقدم إلى شرق حلب قاصدين مطار كويرس العسكري لفك الحصار الذي يفرضه "داعش" على القاعدة.من ناحية أخرى، نقلت وكالة انترفاكس الروسية عن وزارة الدفاع قولها إن طائرات روسية نفذت 33 طلعة وأصابت 49 هدفا في سوريا خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة.وأضافت الوزارة أن الأهداف التي قصفت تقع في محافظات حلب ودمشق وإدلب واللاذقية وحماة. وتابعت أن مركز القيادة التابع لجبهة النصرة دمر في محافظة إدلب.في السياق ذاته، أفاد بيان أذيع امس ان قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة نفذت 17 ضربة جوية ضد "داعش" في العراق واستهدفت التنظيم في سوريا بضربة واحدة قرب بلدة منبج.من جانبه، اعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مدريد أن الولايات المتحدة ستجري مباحثات مع روسيا وحلفائها في المنطقة في محاولة لتجنب الدمار الشامل لسوريا.وقال كيري الذي اختتم في مدريد جولة أوروبية قصيرة "ساعود في الأيام المقبلة وسالتقي قادة روسيا وتركيا والسعودية والأردن لبحث الخيارات التي يمكن أن تتيح إطلاق عملية تفضي إلى انتقال في سوريا".وفي موسكو أعلنت وكالة ريا نوفوستي أن لقاء بين وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة والسعودية "يمكن أن يحصل في فيينا". من جهته، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن الطائرة دون طيار التي أسقطها الجيش التركي الجمعة الماضي في أجوائه قرب الحدود السورية "روسية الصنع"، موضحة أنها قد تكون عائدة إلى "ميليشيا" تقاتل في سوريا.وفي لبنان، أفادت مصادر أمنية بأن 8 أشخاص قتلوا وأصيب آخرون في إطلاق صاروخ استهدف مسلحين عند الحدود مع سوريا.