فوز كاسح لمؤيدي السيسي وهزيمة كبيرة وغير متوقعة للسلفيين وحزبهم "النور"، وقائمة "في حب مصر" تقترب من الحصول على الأغلبية في البرلمان القادم، وتكوين ائتلاف سياسي كبير قد يشكل الحكومة.. هذه هي العناوين الأبرز للنتائج شبه النهائية الخاصة بالمرحلة الأولى لانتخابت البرلمان المصري.قائمة "في حب مصر" التي تضم نواباً ووزراء سابقين ورجال أعمال، على بعد خطوات من حصد المقاعد الـ75 الأولى من إجمالي المقاعد الـ120 المخصصة للقوائم، والتي تمثل 4 قطاعات من الجولة الأولى، دون الحاجة إلى جولة إعادة. فقد اقتربت القائمة من حسم المقاعد الـ45 لقائمة الصعيد، والمقاعد الـ15 لقائمة الإسكندرية، بالإضافة إلى حسمها لمقاعد قطاع شرق الدلتا والتي ستجري عليها الانتخابات في المرحلة الثانية أيام 22 و23 من نوفمبر المقبل، بالتزكية، لعدم تقدم أي قوائم أخرى ضدها.أما على المقاعد الفردية، فقد تأكد وجود جولة للإعادة في أغلب الدوائر بمحافظات المرحلة الأولى، ويتنافس فيها ما لا يقل عن 45 مرشحاً ينتمون إلى حزب المصريين الأحرار الذي أسسه رجل الأعمال الملياردير نجيب ساويرس، إضافة إلى مرشحين مستقلين أغلبهم كان ينتمي إلى الحزب الوطني المنحل في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، فيما خرج مرشحو حزب النور السلفي بهزيمة غير متوقعة في معقل قوتهم بمحافظة الإسكندرية وبعض محافظات الدلتا، خاصة أن الحزب لم يحقق حتى الآن مقعدا على مستوى الفردي والمرشحين، فيما لم تحسم نتيجة القائمة في منطقة غرب الدلتا في ظل تصاعد المؤشرات للإعادة مع قائمة "في حب مصر".وأقر الحزب بهزيمته، سواء فيما يتعلق بالقوائم أو المقاعد الفردية، حيث وجه المهندس صلاح عبدالمعبود، عضو المجلس الرئاسي للحزب من خلال تدوينة له على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" خطابا لشباب النور قائلا: "يا شباب النور: ? تنزعجوا، فالله عنده الخير، ? تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا".وقال الإعلامي والكاتب الصحافي المصري مصطفي بكري، أحد الفائزين في الانتخابات ضمن قائمة "في حب مصر" لـ"العربية.نت"، إن "فوز قائمته في الانتخابات يرجع إلى وضوح برنامجها وأهدافها التي تلبي رغبة المصريين في الحفاظ على الدولة المصرية وحمايتها من الأخطار المحدقة بها وعلى رأسها الإرهاب"، مضيفا أن "القائمة لديها أجندة تشريعية كبيرة وحزمة قوانين تسعى إلى بناء الدولة المصرية والانطلاق بها نحو التنمية وتوفير فرص عمل حقيقية وتحسين الخدمات وإجراء إصلاحات اقتصادية كبيرة والنهوض بالصعيد وحل مشاكله".وأضاف أن الجبهة تسعى إلى تشكيل أغلبية كبيرة في البرلمان، حيث يمكن أن ينضم إليها عدد من المستقلين، وبالتالي يمكنها تكوين ائتلاف سياسي يكون قادرا على منح الثقة للحكومة الحالية، لو كان لديها برامج حقيقية بناءة تغير وجه الحياة للأحسن والأفضل على أرض مصر، أما إذا لم تطرح الحكومة برامج تلبي رغبات المصريين، فهنا سيكون للقائمة والتكتل موقف آخر قد يدفعنا إلى تشكيل حكومة جديدة".على الجانب الآخر، قال ناجي الشهابي، أحد قادة قائمة الجبهة المصرية وتيار الاستقلال لـ"العربية.نت"، إن الجبهة التي تضم عشرات الأحزاب تدرس الانحساب من الانتخابات بسبب الانتهاكات التي حدثت في المرحلة الأولى، وتشمل حرمان مرشحي الجبهة من الدعاية بسبب الطعون القضائية وعدم السماح لمرشحي الجبهة بالدعاية إلا قبل التصويت بـ3 أيام، فضلا عن حرمان بعض الناخبين من التصويت وهو مثبت بمحاضر رسمية، إضافة إلى توجيه التصويت لصالح قوائم أخرى منافسة.وأضاف أن "ضعف الإقبال على التصويت كان رسالة للدولة لعدم فرض مرشحين مرفوضين شعبيا، ولعدم تكرار التزوير الذي كان يحدث في عهود سابقة، وعاد للظهور بكثافة في انتخابات المرحلة الأولى، إضافة إلى الرشاوى الانتخابية"، مشيرا إلى أن "أي تدخل في الاستحقاقات المرتبطة بتحديد مصير الدولة سيؤدى إلى ارتفاع وتيرة الغضب الشعبي".في سياق متصل، قال الدكتور طارق زيدان، منسق قائمة "نداء مصر"، إن الحديث عن فوز قائمة بعينها في الوقت الحالي سابق لأوانه، خاصة أنه جار حصر الأرقام الخاصة باللجان الفرعية في المحافظات المختلفة، مؤكدا أن قائمته تفوقت في كل محافظات مصر، وإن لم تحصل على المركز الأول ستكون في جولة الإعادة مع قائمة "في حب مصر".وقال زيدان لـ"العربية.نت" إن بعض القوائم أعلنت فوزها بـ 80% من الأصوات على الرغم من عدم انتهاء اللجان العامة من تجميع النتائج، مشددا على ضرورة التزام الدولة للحياد والانتظار حتى تجميع النتائج النهائية للجان العامة.وأضاف أن قائمة "نداء مصر" استطاعت جذب عدد كبير من الشباب، نافيا الاتهام الموجه إلى القائمة بأن الإخوان يدعمونها ويقفون بجوار مرشحيها.