دعا المؤتمر الدولي الخامس للتعلم الإلكتروني إلى دراسة ميول الطلبة للمناهج الحديثة، وتطويرها، والعمل على إدخال عوامل الإثارة والمتعة والتشويق في التعلم الإلكتروني.وأوصى المشاركون في المؤتمر، الذي اختتم فعالياته مساء أمس (الثلاثاء)، بتطوير آلية التقويم الإلكتروني لمواءمة متطلبات التقنيات والمراكز والطلاب، وتشجيع الباحثين على تطوير آليات البحث والتعلم الإلكتروني في منطقة الخليج والوطن العربي. ورأوا أهمية تبادل المعلومات والتجارب الناجحة في مجال التعلم الإلكتروني، داعين رؤساء الجامعات العربية، ومتخذي القرارات فيها إلى تخصص نقل ما لا يقل عن 25% من المقررات إلى أسلوب التعلم الإلكتروني ضمن البرامج الأكاديمية والتعليمية في الجامعات والمدارس.واختتم المؤتمر الذي نظمته جامعة البحرين برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، أعماله يوم أمس حيث ناقش المشاركون نحو 40 ورقة علمية تناولت تجارب ودراسات في استخدام التعلم الإلكتروني.ورأى المتحدث الرئيسي في الجلسة الأولى رئيس مشروع التعليم الإلكتروني السابق في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب في دولة الكويت الدكتور جابر المنيفي، أن التطورات التكنولوجية المتسارعة التي أتاحت للفئات العمرية المختلفة سيلاً من المعارف والمعلومات، تمثل تحدياً أمام المنظومة التربوية في المنطقة والعالم.وقال د.المنيفي: "إن تعاطي الأطفال والشباب مع الهواتف والألواح الذكية جعل معادلة التغيير تختلف. ففي حين كانت المنظومة التعليمية سابقة للطلبة، والأساتذة يقدمون المعارف للطلبة والدارسين، بات الطلبة يحصلون على المعارف من وسائل أخرى تتميز بالتفاعلية والآنية، ولربما سبقوا الأساتذة في الوصول إليها والتفاعل معها"، مضيفاً: "ذلك جعل الأساتذة والمنظومة التعليمية ككل تواجه تحدي مجاراة التطورات التكنولوجية".وبحث د. المنيفي في ورقته التكنولوجيا وأثره على الأجيال والتعليم، من خلال ملاحظة التصنيفات المجتمعية للأفراد بحسب استخداماتهم للتقنية، نحو: جماعة هواتف النوكيا، وجماعة هواتف الآيفون، وجماعة هواتف الجلاسكي، وغيرهم.ولفت إلى أن نظرة الناس باتت مرتبطة في الكثير من الأحيان بالهاتف الذي يستخدمه الفرد، فمن يستخدم هاتف النوكيا يرجح الناس أنه لا يزال يقرأ الجريدة ورقياً، ويدفع الفواتير من خلال الطوابير.ومن جانب آخر، قال: "إن التلاميذ باتوا يتفقون على الأساتذة في استخدامات التكنولوجيا والحلول الذكية سواء في التعليم العام أو التعليم العالي ليس في المنطقة فحسب بل في الكثير من بلدان العالم".وأضاف: "لا يفتأ التلاميذ يتذمرون ويشعرون بالملل لأن الأساليب تقليدية لا تتناسب مع المستوى الذي وصلوا إليه في التعامل مع التقنية".ودعا مشروع التعليم الإلكتروني السابق إلى ضرورة أن يتنبه الأساتذة والقائمون على المنظومة التعليمية إلى أهمية الارتقاء بأنفسهم فيما يتعلق بالتعامل مع التقنية، وألا يترددوا في استخدام التكنولوجيا في الفصل بالطريقة المناسبة. وقدم الأكاديمي بقسم مناهج و طرائق التدريس في جامعة الموصل الدكتور محمود عيد، دراسة بحثية تضمنت أثر العصف الذهني الإلكتروني على مهارات التفكير الهندسي للطلبة في المرحلة الإعدادية. وأوضح د.عيد أن التفكير المنظومي ينمو من خلال العصف الذهني الإلكتروني مشيرا إلى فاعلية ذلك العصف في تدريس مقررات الحاسوب للطلبة.فيما قدم الأكاديمي بقسم إدارة الأعمال في جامعة ماليزيا الدكتور نبيل الفهيم، ورقة بحثية تضمنت شؤون الصيرفة الإلكترونيةفي المؤسسات الصغيرة في اليمن .وأشار د. الفهيم إلى أهمية استخدام خدمة الصيرفة الإلكتروني التي تسهم في رفع الوعي الإلكتروني لدى المؤسسات والشركات، مؤكدا أن عامل المنفعة، وسهولة استخدام التكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى الثقة المتبادلة بين المستخدمين تعد من أبرز النتائج التي توصلت إليها تلك الخدمة.وطرحت الأستاذة الدكتورة سامية عزب، من كلية طب الفم والأسنان بجامعة القاهرة ومديرة وحدة ضمان الجودة، ورقتي عمل في المؤتمر الخامس للتعليم الالكتروني، تضمنت الورقة الاولى الموسومة بعنوان: (الفصل المقلوب) أسلوباً جديداً يتم فيه استخدام التقنيات الحديثة وشبكة الانترنت في إعداد الدرس عن طريق الفيديو أو الوسائط المتعددة ومن خلالها يستطيع الطالب أن يطلع عليها في أي مكان يتواجد فيه.وقالت أ. د. عزب: "إن مفهوم الفصل المقلوب يعتمد على عمل فيديو يكون فيه شرح لدرس معين من قبل المعلم وإرساله الى طلبته قبل بدء الدرس حتى يتنسى للطالب أن يحضّر ويطلع على الدرس قبل حضوره للفصل، وذلك من شأنه أن يعزز من تفاعلية الطالب أثناء الفصل".وأضافت أ. د. عزب قائلة: "ورقة العمل الثانية تستعرض مزايا نظام إدارة التعلم الذي أتاحت جامعة النهضة في مصر للدارسين فيها"، مشيرة إلى أن "النظام يساعد على التواصل وتبادل المعلومات والمواد التعليمية المختلفة بين الطالب والمحاضر عن طريق الانترنت".وأشادت أ.د. عزب بالمؤتمر في الأبعاد التنظيمية والفنية، منوهة بالعمق الذي اتسمت به المحاضرات والبرامج المصاحبة.وعن المؤتمر ومحتواه قالت رئيسة قسم التعلم الالكتروني في كلية البحرين للمعلمين بجامعة البحرين فاطمة الشاعر: "بات المؤتمر أكثر تطوراٌ مقارنة بالنسخة الماضية، والمواضيع التي طرحت في المؤتمر كانت شيقة وهادفة"، مبدية إعجابها بالتطبيق الإلكتروني الذي طور خصيصاً للمؤتمر. وقالت الأكاديمية في كلية العلوم الإدارية بجامعة مصر أمينة دسوقي: "إن مناقشات المؤتمر الجادة بشأن مجالات التعلم الإلكتروني والتكنولوجيا الحديثة والتطور في مواكبة الأحداث المحلية والعالمية تعد من أبرز السمات التي أسهمت في إبراز المؤتمر على الساحة، بالإضافة إلى تعدد المشاركين من مختلف الجامعات المحلية والإقليمية". ويعد المؤتمر الدولي الخامس للتعلم الإلكتروني، أكبر مؤتمر علمي في البحرين، إذ شارك في الحدث نحو 400 من الخبراء الدوليين في التعليم الإلكتروني؛ بحثوا خلال أيامه الثلاثة جميع المحاور المؤثرة في تطور التعلم الإلكتروني فيما يتجاوز 100 ورقة علمية محكمة تم انتقاؤها من بين 150 ورقة علمية.