عائشة البوعينين
السعادة التي يشعر بها الوالدين عند سماع صوت طفلهما وهو ينطق كلماته الأولى، لا يمكن لأحد على وجه الأرض أن يصنعها لهم سوى ذلك الطفل الصغير الذي يسعى الجميع فيما بعد لتلقينه الكلمات والحروف، فسرعان ما يتحول ذلك البكاء والثرثرة غير المفهومة إلى حوار عذب وكأننا نسمع أطفالنا من قلوبنا وليس من آذاننا.

وعندما يمر الوقت ويتأخر الطفل في النطق، يصبح السؤال الأكثر إيلاماً لماذا لم يتكلم طفلك إلى الآن؟؟؟ وهنا يتحول شعورنا من الترقب إلى الخوف على طفلنا من أنه يعاني من مشاكل أخرى فنلجأ لمن يتابعه ويشخص لنا حالته، وبالطبع ليس هذا محور حديثي هنا فلهذا المجال مختصون يستطيعون تشخيص تلك المشكلات.

عتبي هنا على من يترك هذه الهبة الربانية دون الاهتمام بها من خلال تعليم الطفل قواعد الكلام والاحترام، فيفتقد الطفل أهم أصول السنع والذرابة في الحديث «باللهجة العامية تسمى الرد والبدل»، وهذه المهارة ينبغي أن يكتسبها أطفالنا منذ نعومة أظفارهم، وفي هذا المقال سأذكر أمثلة بسيطة على تلك القواعد:

1. لو أعطى أحد ما لأطفالي شيئاً ما لابد من تعليمهم أن يشكروه بصورة لبقة مثل: جزاك الله خيراً... أنعم الله عليك.

2. إذا عرف طفلي بنفسه أمام الآخرين فيقولون له «والنعم» لابد أن يتعلم الرد عليهم بعبارة «ما عليك زود».

3. إذا أراد أحد تشجيع أطفالنا وقال لهم «كفو»، لابد أن نعلمهم الرد عليه بعبارة «كفوك الطيب».

4. عندما يدخل أطفالنا على أحد ما في مكانه أو منزله فيقول لهم «نورتونا... تو ما نور المكان» لا بد أن نعلمهم الرد عليه بعبارة «منوّر بأهله».

وهناك الكثير من العبارات التي لا يتسع المقام لذكرها هنا، لكن الهدف هو أن تصل الفكرة بأن نبدأ تعليم أطفالنا إتيكيت الحديث منذ اللحظة الأولى التي ينطقون بها حيث يلعب سلوكنا دوراً رئيساً في تعليم أطفالنا آداب الحديث فالتربية بالقدوة هي أفضل الأساليب وأسهلها في التعامل مع أطفالنا.

همسة أس

دائماً القلوب تميل للشخص الذي يجيد الحوار وآداب الحديث، فكل أسرة تتمنى لأطفالها أن يحصلوا على هذا الحب والاحترام.. وللوصول لهذه النتيجة لابد أن تكون انطلاقة الطفل في إتيكيت الكلام من خلال والديه، فالطفل يتعلم من الأفعال أكثر مما يتعلم بالكلام.

* مدرب تربوي وكوتش أخصائي سعادة ومرشد أسري