العين الإخبارية
مضى على رحيل الفتى الأسمر، الفنان المصري أحمد زكي 18 عاما، ولا يزال تأثيره حاضرا، وكأنه يعيش بيننا، ويتنفس من نفس الهواء.
خلال الحلقة الثانية من برنامج "الدوم" في موسمه الثاني، تم عرض تقرير عن الفنان أحمد زكي، ضمن مجموعة تقارير عن أبناء محافظات الدلتا من المشاهير.
رصد التقرير معاناة "البرىء" في طفولته، عندما أقيم حفل في مدرسته حضرته كل الأمهات لكن غابت والدته لأنها كانت متوفية، وقتها ارتدى ملابس "سفرجي" ودار على أمهات زملائه ليسلم عليهن، وهي المرة الأولى التي شعر فيها أن التمثيل يعوضه عما يفقده.
لم يتعامل هذا الفنان الاستثنائي، الذي رحل عن عالمنا في 27 مارس/آذار 2005، مع الفن باعتباره وسيلة لكسب الرزق، لذا لم يقدم تنازلات طيلة حياته، وقدم أعمالا خالدة، ومهما مضت الأيام وتعاقبت السنوات لن تسقط أعماله من ذاكرة الجمهور.
في هذا التقرير ترصد "العين الإخبارية" الأسباب التي صنعت من أحمد زكي نجما حاضرا رغم الغياب، وجعلت أعماله أشبه ببصمات خالدة.
في البداية تحدث الناقد الفني المصري نادر ناشد لـ "العين الإخبارية" قائلا: "وصف أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي الفنان أحمد زكي بعد رحيله، بأنه ليس ممثلا جيدا ومقنعا وحسب، بل تخطى حدود العبقرية في الأداء، وقال إنه حالة نادرة في الفن المصري".
وأكد عكاشة في حديثه عن أحمد زكي أنه تأثر نفسيا كثيرا بسبب توحده مع الشخصيات إلى حد المرض، بصراحة شديدة رأي الدكتور أحمد عكاشة يلخص تكوين وطريقة تفكير أحمد زكي، فهذا يعني أنه كان شديد الإخلاص لفنه".
وواصل نادر ناشد حديثه قائلا: "لو تحدثت عن العوامل التي ساهمت في عبقرية أحمد زكي، سوف أقول بجانب كلام الدكتور عكاشة إنه كان فنانا مخلصا في عمله، وذكي جدا في اختيار النصوص، وأذكر أنه كان يعتمد على الشاعر صلاح جاهين، والكاتب على سالم في اختيار أعماله الفنية".
واستكمل الناقد نادر ناشد حديثه قائلا: "عندما نتأمل السجل الفني، للراحل أحمد زكي يتبين حجم التنوع في أعماله، والثراء في الشخصيات التي ارتدى ملابسها، ومن أهم أعماله "ناصر 56، أيام السادات، زوجة رجل مهم، البيه البواب، اضحك الصورة تطلع حلوة" وفاتني القول إن أحمد زكي كان شديد التواضع ومحب لزملائه، لإيمانه الكامل بأن الممثل الصغير إذا أخفق في القيام بدوره سيؤثر على العمل بشكل عام".
وفي السياق، تحدث الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين المصريين قائلا: "سيظل اسم وصورة أحمد زكي حاضران في وجدان الشعب المصري والعربي من المحيط للخليج، وأرى أن عبقريته تكمن في ثقته في موهبته، وإيمانه الكامل بأن الجمهور هو المؤشر الحقيقي للنجاح، فلم يهتم بجمع المال، ولكن اهتم فقط بالقضايا والمشكلات التي تحاصر المواطن، ومن الصعب أن تنسى دوره في فيلم "الحب فوق هضبة الهرم" والذي جسد خلاله شخصية الموظف الذي يعافر من أجل الدفاع عن حبه، وسط ظروف صعبة، ومفاهيم مقلوبة",
وأوضح أشرف زكي في حديثه عن عبقرية أحمد زكي في أعمال السيرة الذاتية قائلا: "تقمص الفتي الأسمر شخصيات مهمة منها عميد الأدب العربي طه حسين في مسلسل "الأيام" وحقق نجاحا كبيرا، وجسد شخصية السادات، وتقمص شخصية الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وبفضل أدائه الصادق، وتوحده مع الشخصيات استطاع العبور إلى وجدان الجمهور".
وعن سر توهج وبقاء تأثير أحمد زكي قال الناقد الفني أحمد سعدالدين لـ"العين الإخبارية": "عندما نتأمل مسيرة هذا الفنان الاستثنائي، نتأكد أنه عانى كثيرا، وبدأت رحلته من مدرسة الصنايع، وبسبب حبه للتمثيل، التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، واستطاع جذب الأنظار بمشهدين في مسرحية "هاللو شلبي" وبعدها مسرحية "مدرسة المشاغبين".
وواصل أحمد سعد الدين حديثه: "قبل سطوع نجم أحمد زكي، كانت هناك مواصفات خاصة للفتى الأول في السينما، منها مثلا أن يكون أبيض البشرة ويحمل قدرا كبيرا من الوسامة والقوة، ولذا رفض حسين الصباح وقوف أحمد زكي أمام سعاد حسني في فيلم "الكرنك" واستعان بالفنان نور الشريف.
لم يستسلم أحمد زكي، رغم كل التحديات التي واجهته، وظل يكافح ويعافر من أجل الوصول للجمهور.
من هو أحمد زكي؟
ولد في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1949 ولم يستسلم ليأس البدايات، وقرر أن يكافح أجل الوصول لحلمه الكبير.
في عام 1973 حصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية، وتم ترشيحه للمشاركة في عدد من الأعمال المسرحية منها "هاللو شلبي، مدرسة المشاغبين، العيال كبرت، أولادنا في لندن".
حققت هذه الأعمال نجاحا جماهيريا كبيرا، لكنها لم تشبع طموح أحمد زكي، صاحب الموهبة الاستثنائية، ولم يستمر عناد الحظ له كثيرا، إذ رشحه المخرج يحيى العلمي لتجسيد شخصية عميد الأدب العربي طه حسين في مسلسل "الأيام" إنتاج 1979، استثمر الفرصة جيدا وأعلن عن نفسه بشكل أبهر النقاد ودفع شركات الإنتاج للرهان عليه، وبعد ذلك بات نجما لامعا ولديه القدرة على الرفض والاختيار.
مضى على رحيل الفتى الأسمر، الفنان المصري أحمد زكي 18 عاما، ولا يزال تأثيره حاضرا، وكأنه يعيش بيننا، ويتنفس من نفس الهواء.
خلال الحلقة الثانية من برنامج "الدوم" في موسمه الثاني، تم عرض تقرير عن الفنان أحمد زكي، ضمن مجموعة تقارير عن أبناء محافظات الدلتا من المشاهير.
رصد التقرير معاناة "البرىء" في طفولته، عندما أقيم حفل في مدرسته حضرته كل الأمهات لكن غابت والدته لأنها كانت متوفية، وقتها ارتدى ملابس "سفرجي" ودار على أمهات زملائه ليسلم عليهن، وهي المرة الأولى التي شعر فيها أن التمثيل يعوضه عما يفقده.
لم يتعامل هذا الفنان الاستثنائي، الذي رحل عن عالمنا في 27 مارس/آذار 2005، مع الفن باعتباره وسيلة لكسب الرزق، لذا لم يقدم تنازلات طيلة حياته، وقدم أعمالا خالدة، ومهما مضت الأيام وتعاقبت السنوات لن تسقط أعماله من ذاكرة الجمهور.
في هذا التقرير ترصد "العين الإخبارية" الأسباب التي صنعت من أحمد زكي نجما حاضرا رغم الغياب، وجعلت أعماله أشبه ببصمات خالدة.
في البداية تحدث الناقد الفني المصري نادر ناشد لـ "العين الإخبارية" قائلا: "وصف أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي الفنان أحمد زكي بعد رحيله، بأنه ليس ممثلا جيدا ومقنعا وحسب، بل تخطى حدود العبقرية في الأداء، وقال إنه حالة نادرة في الفن المصري".
وأكد عكاشة في حديثه عن أحمد زكي أنه تأثر نفسيا كثيرا بسبب توحده مع الشخصيات إلى حد المرض، بصراحة شديدة رأي الدكتور أحمد عكاشة يلخص تكوين وطريقة تفكير أحمد زكي، فهذا يعني أنه كان شديد الإخلاص لفنه".
وواصل نادر ناشد حديثه قائلا: "لو تحدثت عن العوامل التي ساهمت في عبقرية أحمد زكي، سوف أقول بجانب كلام الدكتور عكاشة إنه كان فنانا مخلصا في عمله، وذكي جدا في اختيار النصوص، وأذكر أنه كان يعتمد على الشاعر صلاح جاهين، والكاتب على سالم في اختيار أعماله الفنية".
واستكمل الناقد نادر ناشد حديثه قائلا: "عندما نتأمل السجل الفني، للراحل أحمد زكي يتبين حجم التنوع في أعماله، والثراء في الشخصيات التي ارتدى ملابسها، ومن أهم أعماله "ناصر 56، أيام السادات، زوجة رجل مهم، البيه البواب، اضحك الصورة تطلع حلوة" وفاتني القول إن أحمد زكي كان شديد التواضع ومحب لزملائه، لإيمانه الكامل بأن الممثل الصغير إذا أخفق في القيام بدوره سيؤثر على العمل بشكل عام".
وفي السياق، تحدث الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين المصريين قائلا: "سيظل اسم وصورة أحمد زكي حاضران في وجدان الشعب المصري والعربي من المحيط للخليج، وأرى أن عبقريته تكمن في ثقته في موهبته، وإيمانه الكامل بأن الجمهور هو المؤشر الحقيقي للنجاح، فلم يهتم بجمع المال، ولكن اهتم فقط بالقضايا والمشكلات التي تحاصر المواطن، ومن الصعب أن تنسى دوره في فيلم "الحب فوق هضبة الهرم" والذي جسد خلاله شخصية الموظف الذي يعافر من أجل الدفاع عن حبه، وسط ظروف صعبة، ومفاهيم مقلوبة",
وأوضح أشرف زكي في حديثه عن عبقرية أحمد زكي في أعمال السيرة الذاتية قائلا: "تقمص الفتي الأسمر شخصيات مهمة منها عميد الأدب العربي طه حسين في مسلسل "الأيام" وحقق نجاحا كبيرا، وجسد شخصية السادات، وتقمص شخصية الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وبفضل أدائه الصادق، وتوحده مع الشخصيات استطاع العبور إلى وجدان الجمهور".
وعن سر توهج وبقاء تأثير أحمد زكي قال الناقد الفني أحمد سعدالدين لـ"العين الإخبارية": "عندما نتأمل مسيرة هذا الفنان الاستثنائي، نتأكد أنه عانى كثيرا، وبدأت رحلته من مدرسة الصنايع، وبسبب حبه للتمثيل، التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، واستطاع جذب الأنظار بمشهدين في مسرحية "هاللو شلبي" وبعدها مسرحية "مدرسة المشاغبين".
وواصل أحمد سعد الدين حديثه: "قبل سطوع نجم أحمد زكي، كانت هناك مواصفات خاصة للفتى الأول في السينما، منها مثلا أن يكون أبيض البشرة ويحمل قدرا كبيرا من الوسامة والقوة، ولذا رفض حسين الصباح وقوف أحمد زكي أمام سعاد حسني في فيلم "الكرنك" واستعان بالفنان نور الشريف.
لم يستسلم أحمد زكي، رغم كل التحديات التي واجهته، وظل يكافح ويعافر من أجل الوصول للجمهور.
من هو أحمد زكي؟
ولد في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1949 ولم يستسلم ليأس البدايات، وقرر أن يكافح أجل الوصول لحلمه الكبير.
في عام 1973 حصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية، وتم ترشيحه للمشاركة في عدد من الأعمال المسرحية منها "هاللو شلبي، مدرسة المشاغبين، العيال كبرت، أولادنا في لندن".
حققت هذه الأعمال نجاحا جماهيريا كبيرا، لكنها لم تشبع طموح أحمد زكي، صاحب الموهبة الاستثنائية، ولم يستمر عناد الحظ له كثيرا، إذ رشحه المخرج يحيى العلمي لتجسيد شخصية عميد الأدب العربي طه حسين في مسلسل "الأيام" إنتاج 1979، استثمر الفرصة جيدا وأعلن عن نفسه بشكل أبهر النقاد ودفع شركات الإنتاج للرهان عليه، وبعد ذلك بات نجما لامعا ولديه القدرة على الرفض والاختيار.