أظهرت الفيديوهات الواردة من داخل إيران، اليوم الاثنين، عددا كبيرا من المحتجين على انقطاع الغاز في تربت جام، شمال شرقي إيران، وهم يواصلون تجمعاتهم الاحتجاجية حتى في ساعات الليل، حيث يظهر المحتجون في مقاطع الفيديو وهم يقتحمون مقر الهلال الأحمر في المدينة.

كما ظهر المحتجون على "انقطاع الغاز" في مدينة "تربت جام"، شمال شرقي إيران، وهم يغلقون الشوارع بإشعال النار بعد تجمعهم أمام مبنى قائمقامية المدينة، وسط هتافات مناهضة للنظام، مثل: "الموت لللديكتاتور خامنئي".

ومع تزايد الاحتجاجات الشعبية بسبب عدم كفاءة سلطات النظام الإيراني لمواجهة مشكلة نقص الغاز، نظم أهالي تربت جام في خراسان رضوي تجمعاً احتجاجياً أمام مكتب قائمقام هذه المدينة.

وبحسب التقارير ومقاطع الفيديو التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، عقب انقطاع الغاز في تربت جام، فقد تجمع أهالي هذه المدينة في محيط مبنى القائمقامية، اليوم الاثنين. وكان أحد الشعارات التي رفعت في هذا التجمع: "لا نريد مسؤولاً غير كفء".

وقال بعض مواطني تربت جام في مقابلة مع وسائل إعلام محلية إنه بالتزامن مع انقطاع الغاز، ارتفعت أسعار أجهزة التدفئة الأخرى مثل المدفأة النفطية، بشكل حاد.

وأضاف أحد السكان أن مزاعم الحكومة بشأن انقطاع الغاز بشكل محدود هي مجرد أكاذيب، وأن السلطات المحلية تناور بدلاً من حل المشكلة في المدينة.

وأكد أحد سكان المدينة أنه بسبب الأزمة، عليه أن يقوم بتدفئة أطفاله في المنزل بمجفف شعر.

وفي غضون ذلك، تظهر مقاطع الفيديو التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" طابورًا طويلًا في تربت جام بمحافظة خراسان رضوي لشراء النفط.

وأعلن وزير النفط أن الغاز لا يزال مقطوعًا عن المدينة، وتم نشر مقاطع فيديو لطابور طويل في سبزوار لملء كبسولات الغاز السائل.

وفي وقت سابق، نشر جليل رحيمي جهان أبادي، ممثل تربت جام في البرلمان الإيراني، صورة لطوابير الغاز المسال. وكتب: "مركز الأزمات الذي لا يتنبأ بأزمة هو أزمة بحد ذاته".

كما أعلن حسن افتخاري، الرئيس التنفيذي لشركة خراسان رضوي للغاز، عن قطع إمدادات الغاز عن بعض المواطنين في مدن كاشمر، ونيشابور، وسبزوار، وبردسكن، وتربت جام، منذ صباح أول من أمس السبت.

وتسبب نقص الغاز، خاصة في المحافظات الثلاث، خراسان رضوي، وخراسان الجنوبية، وخراسان الشمالية، في خلق العديد من المشاكل للمواطنين.

وأعلن المتحدث باسم كهرباء خراسان رضوي، اليوم الاثنين: "في الوقت الحالي لدينا كهرباء محدودة، لكننا لم نواجه أي مشاكل بعد".

وأضاف: "من أجل توفير الغاز المنزلي، يتعين علينا قطع إمدادات الغاز الصناعي للمحافظة، لذلك ستكون هناك مشاكل في إنتاج الكهرباء أيضًا".

ومن أجل حل أزمة الغاز، لجأ النظام الإيراني إلى تقليل استهلاك الغاز بإغلاق المدارس والدوائر في طهران وبعض المدن الأخرى.

وقد أرسل أحد متابعي "إيران إنترناشيونال" مقطع فيديو من شارع دماوند بطهران، أمس الأحد 15 يناير (كانون الثاني)، قائلاً: "من المثير للسخرية أنهم أغلقوا دائرة الغاز في يوم ثلجي، حتى لو واجه المواطنون مشكلة، لن يردوا عليهم، لكن البنوك تُركت مفتوحة لجمع أموال الناس".

وقال الباحث في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، فريد صفري، لـ"إيران إنترناشيونال: "بسبب الافتقار إلى العلاقات الدولية المناسبة وافتقار النظام الإيراني إلى دبلوماسية الطاقة، نرى المواطنين يفتقرون للغاز في برد الشتاء".