رائد البصري

مثل يضرب في الدلالة على منزلة الأخ.. والحث على صلة الرحم بين الإخوة.. وأصل القصة كما يلي: يحكى أن الحجاج بن يوسف قبض على ثلاثة في تهمة وأودعهم السجن، ثم أمر بهم أن تضرب أعناقهم. وحين قدموا أمام السياف.. لمح الحجاج امرأة ذات جمال تبكي بحرقة.. فقال: أحضروها. فلما أن أحضرت بين يديه.. سألها ما الذي يبكيها؟ فأجابت: هؤلاء النفر الذين أمرت بضرب أعناقهم هم زوجي.. وشقيقي.. وابني فلذة كبدي.. فكيف لا أبكيهم؟! فقرر الحجاج أن يعفو عن أحدهم إكراماً لها، وقال لها تخيري أحدهم كي أعفو عنه.. وكان ظنه أن تختار ولدها.. خيم الصمت على المكان.. وتعلقت الأبصار بالمرأة فى انتظار من ستختار؟! فصمتت المرأة هنيهة.. ثم قالت أختار أخي وحيث فوجئ الحجاج من جوابها.. سألها عن سر اختيارها.. فأجابت: أما الزوج فهو موجود "أي" يمكن أن تتزوج برجل غيره، وأما الولد فهو مولود "أي أنها تستطيع بعد الزواج إنجاب الولد"، وأما الأخ.. فهو مفقود أي" لتعذر وجود" الأب والأم فذهب قولها مثلاً؛ وقد أعجب الحجاج بحكمتها وفطنتها... فقرر العفو عنهم جميعاً... وهناك،

كما يروى أيضاً في اليابان أثناء الحرب كان هذا الولد يحمل أخاه الميت على ظهره ليدفنه، لاحظه جندي وطلب منه أن يرمي هذا الطفل الميت حتى لا يتعب، ردّ عليه

هو ليس ثقيلاً، هذا أخي! إنه أخي.

فهم الجندي وأجهش بالبكاء.

منذ ذلك الوقت أصبحت هذه الصورة رمز الوحدة في اليابان. ليته يصبح شعارنا:

"ليس ثقيلا إنّه أخي... إنّها أختي". إذا وقع أرفعه، وإذا تعب أساعده، وإذا ضعف أسنده، وإذا أخطأ أسامحه

وإذا تخلى العالم عنه أحمله فوق ظهري فهو ليس ثقيلاً.

إذا نظرنا إلى تراثنا وجدناه غنياً بالمواقف والعبر الدالة على العطاء في واقعة الطف عند مقتل العباس ابن علي قال الإمام الحسين: الآن انكسر ظهري وشمت بي عدوي لفقد الأخ والعضيد.