واصل الاوكرانيون الاحد انتخاب رؤساء ومجالس بلدياتهم في اقتراع يشكل اختبارا للرئيس الموالي للغرب بترو بوروشنكو، وعكره الغاء التصويت في ماريوبول اخر مدينة كبرى تخضع لسيطرة كييف في الشرق الاوكراني الانفصالي الموالي لروسيا.ولم تفتح مكاتب الاقتراع ابوابها في هذا الميناء الاستراتيجي الذي يقطنه نصف مليون نسمة. واوضحت اللجنة الانتخابية ان بعض بطاقات التصويت كان يمكن ان تسهل التزوير.وطبعت هذه البطاقات في مصنع يملكه رينات احمدوف، رجل الاعمال الاوكراني والممول السابق للرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش الذي اطيح به في شباط/فبراير بعد تظاهرات موالية لاوروبا استمرت ثلاثة اشهر وتعرضت لقمع السلطات.ويظهر هذا الوضع الصعوبات التي تواجهها كييف في السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية الواقعة بين الحدود الروسية والقرم التي ضمتها موسكو في 2014 والتي تعرضت مرارا لهجمات الانفصاليين الموالين لروسيا.واكد الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو ان هذا الوضع "مرفوض تماما"، طالبا من البرلمان تحديد موعد لانتخابات جديدة اعتبارا من منتصف تشرين الثاني/نوفمبر.وتبادل تكتل بوروشنكو وتكتل المعارضة الموالية لموسكو والتي تحظى بشعبية كبيرة في ماريوبول، الاتهامات ب"تقويض الانتخابات".وردا على اسئلة فرانس برس، رفض مراقبو منظمة الامن والتعاون في اوروبا الادلاء باي تعليق.من جهته، اكد السفير الاميركي في اوكرانيا جيفري بيات اهمية اجراء انتخابات في مدن مثل ماريوبول لان في ذلك "فرصة للاظهار لسكان (حوض) دونباس انهم جزء من مجتمع ديموقراطي موحد".ولم تخف المتقاعدة اولينا خولودنكو (90 عاما) التي جاءت للتصويت فجرا لتكتل المعارضة وريث حزب المناطق الذي كان يتزعمه الرئيس السابق يانوكوفيتش خيبة املها. وقالت "امشي بصعوبة لكنني جئت لاصوت (...) احدهم يريد ان تبقى المدينة بدون سلطات".وتساءل تكتل المعارضة في بيان "ان لم تتمكن السلطة من تنظيم الانتخابات في مدينة تسيطر عليها فكيف ستنظمها في المناطق الخارجة عن سيطرتها؟".واعتبر المحلل السياسي الاوكراني المستقل اناتولي اوكتيسيوك ان هذا الفشل في ماريوبول "يلطخ سمعة السلطة الاوكرانية التي ستواجه صعوبات في تبريره لحلفائها الاوروبيين" ويمنح روسيا ذرائع اضافية في الجدل حول اجراء انتخابات في مناطق الانفصاليين.وانتخابات الاحد لم تجر في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون ومن المفترض ان تجري العام المقبل.وفي مؤشر الى هشاشة الهدنة الراهنة، اعلنت كييف انها ولدواع امنية قررت عدم اجراء الانتخابات في 122 بلدية تخضع لسيطرتها ولكن تقع على خط الجبهة.واضافة الى ماريوبول يعتبر الموالون لروسيا في موقع جيد لتحقيق اختراق في المنطقتين الصناعيتين خاركيف وجنيبروبتروفسك الحدوديتين مع الشرق الاوكراني المتمرد وكذلك في اوديسا على ضفاف البحر الاسود.ويشرف اكثر من 1500 مراقب دولي على هذه الانتخابات، ما يعكس اهميتها الكبيرة.والاحد، امل بوروشنكو الذي يتهمه خصومه بعدم بذل جهد كاف للتصدي للفساد، بان تتيح هذه الانتخابات تعزيز التحالف "الموالي لاوكرانيا لعدم ترك المعتدي (الروسي) يهدم البلاد من الداخل".وتوقفت المعارك في شكل شبه تام في شرق البلاد منذ ايلول/سبتمبر ولكن يبدو ان الحرب تحولت الى نزاع مجمد. واذا كان البعض يأخذ على الرئيس انه لم يف بوعده بوضع حد للحرب خلال ثلاثة اشهر، فان اخرين يعتبرون انه قبل بتقديم تنازلات مذلة للانفصاليين.واظهر استطلاع للرأي ان 71% من الاوكرانيون غير راضين على سياسة رئيسهم الذي فاز من الدورة الاولى باغلبية 54,7% من الاصوات قبل اقل من عامين.وفي لفيف الواقعة في الغرب، اعرب غالبية الناخبين لفرانس برس عن "خيبة املهم" من بوروشنكو.وقالت ايفانا ماننكو (59 عاما) التي يناهض نجلها الانفصاليين في الشرق "لقد بات اكثر ثراء والشعب اشد فقرا، ليس هذا ما كنا نتوقعه".