خرج الآلاف من الجماهير المغلوبين على أمرهم يوم الجمعة الماضي تلبية لنداء ممثل ولاية الفقيه في البحرين، بعد أن أطلق فتواه لحث الموالين لتياره على حضور المسيرة التي أطلقوا عليها لقب "التاريخية" بعد الفشل الذريع للفعاليات التي يقومون بها كل أسبوع، ومن يراقب حركتهم الأسبوعية وخط سير برنامجهم التكتيكي يجد أن الجماهير التي كانت "تزحف" بالآلاف منذ فترة بسيطة يجدها قد قلت في الآونة الأخيرة ذلك أن الشعور العام لدى هذه الجماهير تجاه أفعال "قادتهم" السياسيين قد طغى عليه الإحباط وعدم الثقة المتبادلة كما السابق.إن التحشيد الذي دعى إليه ممثل ولايه الفقيه في البحرين ولبى ندائه أتباعه قد إنطلق من منظور ديني بحت لايمت الى الديمقراطية والدولة المدنية التي ينادي بها "قادة إرهاب الشوارع" كل يوم، مما يظهر مجدداً حقيقة أهدافهم وأفكارهم الهدامة، التي تتخفى تحت عباءة التمدن والحرية والديمقراطية والتي يكفلها أصلاً الدستور البحريني، وخير مثال على ذلك هو إشادة الديوان الملكي بالحضارية في التعبير عن الرأي بمسيرتهم الأخيرة على شارع البديع، حيث أن هذه الإشادة تعتبر إعترافاً ضمنياً بحرية التعبير عن الرأي المطلقة للمواطن البحريني، وهو مايشكل طعنه في خصر من يصرخ ليلاً ونهاراً عبر وسائل الإعلام المختلفة بأن النظام يقمع المسيرات السلمية ولايحترم أبسط الحقوق الإنسانية في التعبير عن الرأي.باختصار.. الفتوى التي دعى فيها ممثل ولايه الفقيه في خطبته قبل المسيرة والتحشيد الذي دعت إليه الجمعيات السياسية والذي تحدثوا فيه بإسم الشعب كافه ضاربين عرض الحائط بأي حقوق وحريه رأي لأي مكون آخر هو تحشيد فاشل، لم يتصور قادته هذا الحضور المحدود والمخجل، حتى أن قنوات الكذب والفبركة التي تدعم التحركات الغوغائية في الشارع لم تجد مبرراً تصف فيه الحضور الضعيف بعدما كانت هذه القنوات تحشد في متابعيها المغلوب على أمرهم قبل أسبوع من المسيرة وتحثهم على المشاركة بإسم المدنية والمطالبة بالحقوق فضلاً عن الفتوى الدينية للمشاركة.