رئيس التحرير : إيهاب أحمد
مواجهة التهديدات ومكافحة الإرهاب ووقف تمويله
مليشيا الحوثي الإرهابية تنفذ مخططات طهران ولا بد من الحزم معها
البحرين حاضرة بقوة لردع المليشيا الإرهابية ضمن «التحالف العربي»
«جند حمد» يحملون مشاعل النور ولواء الخير لحفظ الأمن القومي العربي
تطوير عتادنا العسكري بالذكاء الاصطناعي وتحديث المنظومات الطبية
تدشين طائرات النقلِ الجوي C-130 والطائرات العمودية بل 412
تدشين سفن الدورية 35 متراً و55 متراً وسفينة الزبارة 81 متراً
أعلن القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة عن تدشين أحدث الطائرات المقاتلة بالعالم في ترسانة السلاح الجوي قريباً، حيث ستدشن قوة الدفاع الطائرات إف 16 بلوك 70 المطورة، والتي تُعد من أحدث الطائرات المقاتلة عالمياً، وطائرات الكوبرا الحديثة، مشيراً إلى أن صفقة إف 16 المطورة تُعد الكبرى في تاريخ قوة دفاع البحرين، وتمثل إضافة مهمة لسلاح الجو الملكي البحريني كونها الأحدث والأكثر تطوراً في الطائرات المقاتلة.

وأكد المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة في حوار شامل مع الصحافة المحلية أن قوة دفاع البحرين لا تألو جهداً للدفاع عن الوطن وسلامة أراضيه، وأن «جند حمد» يحملون مشاعل النور ولواء الخير لحفظ الأمن القومي العربي.

وعن النظام الإيراني وتهديداته، قال القائد العام: «لا نثق بالنظام الإيراني لما يظهره من تهديد وإرهاب مستمر لدولنا الخليجية»، مشدداً على ضرورة توقف إيران عن سياستها العدوانية وزعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة، ومؤكداً أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قادرة على التعامل مع إيران بمختلف الوسائل وأننا «جاهزون لكل الخيارات»، مشيراً إلى أن تدشين مقر القيادة العسكرية الموحدة لدول مجلس التعاون مؤخراً هو خير شاهد على قوة التنسيق الخليجي على الصعيد العسكري.

وقال «إن مليشيا الحوثي الإرهابية تنفذ مخططات إيرانية لدمار المنطقة ولا بد من الحزم معها»، مؤكداً أن البحرين حاضرة بقوة لردع المليشيا الإرهابية ضمن قوات التحالف العربي،

وفيما يأتي نص الحوار:

إلى أين وصلت قوة الدفاع ضمن خطة صناعة العتاد العسكري؟ وهل هناك توجه لتبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؟

- تسير عملية التخطيط الإستراتيجي في قوة دفاع البحرين جنباً إلى جنب مع عملية البناء الحضاري والإنساني التي تشهدها مملكة البحرين ضمن المسيرة التنموية الشاملة التي أرسى دعائمها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبمتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد

آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء، وبما يواكب التطورات والمستجدات، وينسجم مع الأولويات لحماية مكتسباتنا ومسيرتنا التنموية ونهضتنا في مواجهة أي تحديات أو تهديدات؛ فالتخطيط الاستراتيجي بقوة الدفاع متجدد، وتتعدد محطاته، وانطلاقاً من الإيمان الراسخ بأهمية الاكتفاء الذاتي في التصنيع الحربي الدفاعي، تم إنشاء المؤسسة العسكرية لتطوير التصنيع الحربي في قوة دفاع البحرين، بهدف تطوير التصنيع الحربي وتأسيس وتنظيم النشاطات الخاصة بالتصنيع الحربي في قوة دفاع البحرين بما يشمل القيام بتصميم وتطوير وتعديل الأنظمة، وإنشاء المصانع الخاصة بالأسلحة والذخائر والعتاد الحربي وتصنيع التقنيات الحديثة.

ومن أهم معالم التخطيط الإستراتيجي بقوة الدفاع الاستثمار في العنصر البشري من خلال بناء وتطوير الكوادر الوطنية المؤهلة، والنهوض والرقي بها علمياً لقيادة عملية البناء الحضاري، والاستمرار في خطتها المرسومة المتعلقة بالتقدم الإداري والبناء القتالي، وتطوير عتادنا العسكري وبالتالي فإن من أولوياتنا الاهتمام بالذكاء الاصطناعي الذي لم يُعد طموحاً بقدر ما هو هدف واضح نعمل على تطويره باستمرار.

إن الموقف الإستراتيجي في المنطقة يشير إلى مدى أهمية وخطورة التطور التقني على الأمن الوطني والدولي، وأثر التقدم في الذكاء الاصطناعي على حروب المستقبل والتهديدات التي تواجهنا، الأمر الذي يحتم علينا بذل كافة الجهود بكل عزيمة وإخلاص من أجل حفظ السلام والمشاركة في مواجهة التهديدات لإرساء دعائم الاستقرار والأمن الدوليين بالتعاون مع دول العالم الشقيقة والصديقة.

2610576


أظهرت جائحة كورونا ضرورة الاهتمام بالجانب الطبي، هل تتجه قوة الدفاع لتعزيز مساهمتها الطبية من خلال توسعة منظوماتها الطبية؟

- ساهمت قوة دفاع البحرين في ظل التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة، ودعم ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء، في الجهود الكبيرة المبذولة للتصدي للانتشار العالمي لجائحة فيروس كورونا ضمن فريق البحرين الواحد وقامت قوة دفاع البحرين بدورها الوطني البارز لمكافحة هذه الجائحة العالمية، وذلك من خلال المساهمات النبيلة والجاهزية الإدارية العالية للخدمات الطبية الملكية التي تضم منشآت مجهزة بأحدث المستلزمات الصحية العلاجية وتبنت تدابير وقائية ذات مستوى رفيع من خلال كوادرها الطبية المؤهلة والمتخصصة، كل ذلك كان خير معين لمواجهة هذه الجائحة العالمية.

2610574


وقد أولت قيادتنا الحكيمة جل اهتمامها للرقي بمستوى الفرد بقوة دفاع البحرين، والعملِ على توفير كافة المتطلبات الحياتية له، ومن هذه الجوانب الخدماتُ الطبيةُ الملكية التي تم توسيعها بإنشاءِ المستشفى العسكري الذي يشملُ أحدثِ الأقسام الطبية المتكاملة، فضلاً على وجودِ كتيبةٍ عسكريةٍ طبيةٍ ميدانية ذات مقدرةٍ وكفاءةٍ عاليتين، يضافُ إلى ذلك مركز الشيخ محمد بن خليفة

آل خليفة التخصصي للقلب، الذي يُعتبر من أحدثِ المراكز الطبية المتقدمة في علاج وجراحةِ القلب والذي يخدمُ جميعَ مواطني المملكة، وكذلك مستشفى الملك حمد الجامعي وهو من الصروحِ الطبيةِ الأكاديمية المتميزة في المنطقة، وهناك مركز البحرين للأورام ويُعد مركزاً طبياً متطوراً على مستوى المنطقة لعلاج الأورام السرطانية.

وكما أسلفنا فإن قوة دفاع البحرين تضم اليوم خمساً من أرقى المنظومات الطبية في مملكة البحرين وهي المستشفى العسكري، والكتيبة الطبية الميدانية، ومركز محمد بن خليفة بن سلمان

آل خليفة التخصصي للقلب، ومستشفى الملك حمد الجامعي، ومركز البحرين للأورام، وإننا نفخر بإنجازات هذه المنظومات الطبية بقوة دفاع البحرين على الصعيدين الوقائي والعلاجي، كما نعتز برقي خدماتها الطبية.

وكدأبهم يعكف القائمون على المنظومات الطبية الملكية بقوة دفاع البحرين من دون انقطاع على التقدم، والتحديث، وتحقيق نقلات تطويرية من أجل خدمات طبية أمثل بشقيها التشخيصي والعلاجي، إضافة إلى جانب الإعداد والتدريب الطبي، ولا شك في أن من أهمها ما جرى افتتاحه بالخدمات الطبية الملكية حديثاً وهو مبنى عيادات الخدمات الطبية الملكية المجهزة بتقنيات ومعدات طبية هي الأحدث من نوعها مع كوادر مؤهلة وخبرات عالية المستوى ذات قدرات واسعة، وهناك مركز ولي العهد للتدريب والبحوث الطبية الذي جعل الخدمات الطبية الملكية رائدة في مجال التعليم الطبي عالمياً، عن طريق توفير التكنولوجيا الحديثة عالية الجودة في التعليم الطبي القائم على المحاكاة، إضافة إلى كلية الخدمات الطبية الملكية للتمريض والعلوم الصحية، وأكاديمية الرعاية الصحية بمستشفى الملك حمد الجامعي.

معروف عنكم إلمامكم ومتابعتكم الدائمة للتطورات والمخططات الإستراتيجية بالمنطقة والعالم، فما تعليقكم على الأوضاع الحالية؟

- ارتبطت مملكة البحرين بحبل متين مع أشقائها بمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفي هذا الشأن تساهم مع القوات المسلحة لدول مجلس التعاون في الدفاع عن دول المجلس في إطار اتفاقية الدفاع المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى التعاون مع الدول العربية الشقيقة في إطار اتفاقية الدفاع العربي المشترك لجامعة الدول العربية، كما تشارك في تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة الأشقاء بالمملكة العربية السعودية، والتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، كما نسجت ووطدت مملكة البحرين علاقات تعاون وصداقة وثيقة مع الدول الصديقة والحليفة بالشرق والغرب على السواء في إطار اتفاقيات التعاون الثنائية والدولية لحماية الحدود الإقليمية، وجهود عمليات حفظ السلام والأمن الدولي، والعمليات الإنسانية ومكافحة الإرهاب تحت مظلة الأمم المتحدة، حيث تشارك المملكة في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، وقوة دفاع البحرين تعمل دائماً من خلال ذلك لكل ما من شأنه تعزيز ذلك التعاون وتقوية تلك الروابط، من لرفع مستوى التنسيق والتعاون المشترك وتبادل الخبرات مع البلدان الشقيقة والصديقة لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، لحفظ الاستقرار بالمنطقة والعالم.

إن الأصل في العمل العسكري هو التطور والسعي دائماً لرفع مستوى الجاهزية القتالية والاستعدادات الإدارية اللازمة وفق أعلى المستويات، ونحن في قوة دفاع البحرين نتطلع دائماً إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي أسس قوة الدفاع البحرين على نهج ثابت وقاعدة صلبة قوامها الجهوزية ومواكبة التطور والحداثة، وصولاً إلى التكامل العسكري المنشود، الذي يتحقق بعد توفير برامج وخطط قائمة على استراتيجيات مدروسة، وهي غاية يجب أن يوضع لتحقيقها أعلى أسس التخطيط والتنظيم المتقدمة.

المنطقة تمر بتطورات وأوضاع تتغير بسرعة وتحمل بالضرورة تحديات على مملكة البحرين وكل الدول العربية، فما رأيكم في ذلك؟

- تدرك مملكة البحرين، وخاصة بعد التطورات المتلاحقة في المنطقة حجم التحولات والتداعيات المتسارعة، والاحتمالات المختلفة المؤثرة في مستقبلها، وعليه فإن التنسيق والتعاون الدفاعي يحظى بأهمية قصوى، وكما أسلفت نحن نؤكد أهمية الأطر التي يشهدها التعاون والتنسيق المشترك بين مملكة البحرين والدول الشقيقة والحليفة والصديقة المتسقة مع عراقة هذه العلاقات والمتسمة بحيوتها وتناسبها مع مختلف المتغيرات، وهناك تقدم نوعي في هذه الأطر، ومنها الجهود لحفظ الأمن الإقليمي والتصدي للإرهاب والتطرف وتجفيف مصادر تمويله، ومجابهة المخاطر التي تحيط بمصالحنا المشتركة في المنطقة.

ويحتل التعاون الدفاعي الخليجي مكانة متقدمة من مجالات التعاون العسكري، حيث إنه مبني على الهدف والمصير المشترك، وحيث إن أسس هذا التعاون الدفاعي تقوم على التخطيط الجماعي، ونحرص بعناية بالغة على متابعة الأوضاع المتغيرة في المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بالاستهداف المتعمد للمياه الإقليمية للخليج العربي، والهجمات العدائية المتكررة للسفن التجارية، وفي هذا تهديد لأمن منطقتنا وخطوط المياه الدولية، لذلك فإن قوة دفاع البحرين تحرص على التنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والمحلية من أجل مكافحة قوى الإرهاب ووقف دعمها وتمويلها من أي طرف كان، ونعتز في هذا الصدد بالمسيرة الخليجية المباركة، ونتطلع جميعاً إلى تحقيق الأهداف النبيلة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بما تصبو إليه لتوحيد الصفوف وتقريب القلوب وتنمية المصالح المشتركة.

ما هو تقديركم للأوضاع والتطورات الإستراتيجية في المنطقة اليوم؟ وما هي تأثيراتها على البحرين والتحديات التي تحملها؟

- من المهم جداً متابعة الأوضاع في المنطقة بشكل مستمر، وبما يضمن استقرارها، ويحقق أمنها، وأعتقد يقيناً أن حوار المنامة الذي يرعاه صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء، يوفر منصة لتحقيق المتطلبات التي تحتاجها منطقتنا في الأوضاع الحالية، وخاصة مع ما تشهده هذه الفعالية من حضور لافت وكبير، من شخصيات مهمة في المجتمعين الإقليمي والدولي، وأيضاً شخصيات عسكرية لنا معها اجتماعات متواصلة لبحث تحقيق أطر السلام والاستقرار في المنطقة.

إن مثل هذه الملتقيات الدولية يتم من خلالها تبادل الرؤى والأفكار حيال التطورات والمستجدات الإقليمية ذات الأولوية، والتي ترسم الصورة المتكاملة للعمل الدولي المشترك في مواجهة التحديات الأمنية والدفاعية، ومملكة البحرين تجدد دائماً حرصها على الإسهام الإيجابي في هذه الملتقيات من خلال الاستضافة والمشاركة الفاعلة ضمن جهودها المستمرة في التنسيق مع الأشقاء والحلفاء الإستراتيجيين للتنمية وترسيخ الاستقرار في المنطقة والعالم ومواجهة الإرهاب.

2610573


ما هي رؤية وخطط قوة دفاع البحرين للتعامل مع هذه التحديات؟

- نستمد في قوة دفاع البحرين التوجيهات السديدة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورؤية جلالته الثاقبة في مواصلة العمل الجاد وبذل الجهود المضنية والكبيرة لمواجهة ما يلوح في الأفق من التحديات، والتي تدعونا دائماً إلى التكاتف مع الأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومملكة البحرين من أشد الداعمين والمؤازرين للتعاون العسكري المشترك في مواجهة أي تحديات.

ونؤكد للجميع أن قوة دفاع البحرين لا تألو جهداً في سبيل شرف الدفاع عن الوطن وسلامة أراضيه وأمنه، فهو دور رئيسي من أدوار ومهام قوة دفاع البحرين، ولدينا سواعد وطنية عسكرية هي محل فخر واعتزاز وثقة بالنسبة لنا، وتنسيقنا مستمر ودائم مع أشقائنا في دول المجلس والدول العربية والصديقة.

كما أننا نضع توجيهات جلالته نصب أعيننا وجل اهتمامنا في التأكيد على تحقيق رؤية جلالته في تطوير قوة دفاع البحرين، وبذل الجهود الجبارة لخدمة مليكنا ووطننا بكل إخلاص وتفانٍ، وهو ما يتطلب متابعة كبيرة لكل الخطط والرؤى التي تسهم في تأدية الواجب الوطني العسكري، والارتقاء برجالات قوة دفاع البحرين الذين لا يألون جهداً ليكونوا كما أراد حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة لهم، جنوداً أوفياء مخلصين لجلالته ولهذا الوطن العزيز، بارين بالقسم المقدس الذي قطعوه على أنفسهم، مدافعين عن حياض الوطن بكل عزم ومضاء.

تتحدثون باستمرار عن الحرص على تزويد قوة الدفاع بأحدث المعدات والأسلحة والارتقاء بها، ما هي المستجدات؟

- بالفعل، وهي ضمن التوجيهات السديدة لحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث نحرص على القيام بالعديد من الزيارات التفقدية لوحدات قوة دفاع البحرين للوقوف على جاهزيتها وإنجازات التطوير والتحديث فيها، والاطلاع على مراحل سير العمل بتلك الوحدات، ونحرص تمام الحرص على أن نكون في قوة دفاع البحرين محافظين دائماً وأبداً على صلابة هذه القوة الأبية، التي وصلت إلى هذا المستوى المشرف في التنظيم والتسليح والتدريب، منذ أن تكرم حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة بتأسيسها وتثبيت أركانها وإعلاء صرحها.

إن قوة دفاع البحرين تولي اهتماماً كبيراً للاستفادة من خبرات الدول المتقدمة في بناء قواتها المسلحة وتوفير أحدث منظومات التسليح، مع تهيئة كافة الظروف الملائمة للتدريب عليها لضمان استيعابها من قبل عناصرها، وتهيئ لرجالها فرص التدريب المتقدم على المستوى العالمي لكي يتعرفوا على أحدث النظريات العسكرية التي تشهدها تكنولوجيا المعلومات والثورة التقنية في الشؤون العسكرية والدفاعية، ولدينا معايير تقنية عالمية في اختيار الأسلحة الدفاعية أينما وجدت في مختلف دول العالم، وتنويع السلاح بذاته هو سياسة إستراتيجية وامتلاك الأسلحة لا ينتهي عند حد الشراء فقط بل هناك التدريب وقطع الغيار والذخائر والبحث المستمر من قبل المستخدم في هذا المجال مع نقل التقنية، مع أهمية أن تتنوع مصادر الأسلحة والتي بدورها سوف تنوع أيضاً من علاقاتنا الدولية، ونتاج للتنسيق والتعاون مع الدول الحليفة والصديقة تتحصل قوة دفاع البحرين على منظومات عسكرية متقدمة لتعزيز نظم الحماية والدفاع، علما أن منتسبي قوة الدفاع مؤهلون لما هو أصعب وأكثر تعقيداً من قيادة أحدث الطائرات وإدارة أحدث المنظومات القتالية.

كما تدأب قوة دفاع البحرين على عمليات تحديث مستمرة من خلال اختيار أفضل الأسلحة والمعدات الحديثة بالغة التطور والبحث عما هو أفضل في العالم للاستخدام في مختلف ظروف الطقس والأرض مع مراعاة الخصائص الفنية والمواصفات العملياتية لجميع المعدات التي تضع قواتنا المسلحة في مصافّ الدول والجيوش المتقدمة.

• حدثونا عن الخطط التطويرية القادمة لقوة الدفاع أو صفقات تسليحية مع الدول الشقيقة والصديقة، في ظل تسارع المخاطر في المنطقة، وتعرّض بلدين خليجيين شقيقين (السعودية والإمارات) لهجمات مباشرة من مليشيات الحوثي الإرهابية؟

- إن قوة دفاع البحرين ماضية في تنفيذ توجيهات حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة لتوفير أحدث التقنيات المتقدمة، والمعدات المتطورة للارتقاء بقواتنا المسلحة وبمنشآتنا العسكرية، ولا شك فإن عملية التطوير والتحديث في مختلف الصنوف البرية والجوية والبحرية مستمرة بكل عزيمة وإصرار وبكل اقتدار، وخاصة أن المنظومات العسكرية الحديثة، والتقنيات المتقدمة، والمعدات المتطورة تسهم بشكل دائم ومستمر في زيادة كفاءة العناصر البشرية، ورفع المستوى الاحترافي لها، لتأدية كافة المهام والواجبات بأعلى درجات الدقة والمهنية، رفعاً لمستوى الأداء والوصول به إلى التميز، بهدف مواجهة مختلف التحديات.

نحن نقوم بتطوير قدراتنا العسكرية باستمرار، وبناء القوات المسلحة مهمة مستمرة والمتطلبات العسكرية لا تتوقف، ونقوم بصفقات الأسلحة بحسب الحاجة ضمن إطار إستراتيجية قوة دفاع في استمرار تطوير وتحديث قدراتها العسكرية الجوية، حيث ستدشن قوة دفاع البحرين قريباً طائرات مقاتلة حديثة ومتطورة، منها الطائرات المقاتلة إف 16 بلوك 70 المطورة، والتي تُعد من أحدث الطائرات المقاتلة الموجودة في ترسانة السلاح الجوي في العالم، وطائرات الكوبرا الحديثة، ولقد دشنت قوة الدفاع مؤخراً طائرات النقلِ الجوي C-130، والطائرات العمودية بل 412، إضافة إلى عقود توريد قطع غيار ومستلزمات صيانة تلك الطائرات، وتُعد صفقة إف 16 المطورة الكبرى في تاريخ قوة دفاع البحرين، وهي تمثل إضافة مهمة لسلاح الجو الملكي البحريني؛ لأنها الأحدث والأكثر تطوراً في الطائرات المقاتلة.

كما دُشنت بقوة الدفاع مؤخراً سفن الدورية 35 متراً، و55 متراً، وسفينة الزبارة 81 متراً والتي تُعد إضافة جديدة لسلاح البحرية الملكي البحريني، وبذلك أصبح السلاحان قائمين على أحدث الأسس والأساليب والنظم العسكرية ومجهزين بمختلف الأسلحة والمعدات والمنظومات المتطورة، والعمل متواصل لتوفير كل المتطلبات المتقدمة والحديثة لجميع أسلحة ووحدات قوة دفاع البحرين.

وفيما يتعلق بمخاطر مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، وخاصة بعد اعتدائها على دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، واستمرار استهدافها للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، فإن هذه المليشيا لا يعدو استهدافها سوى عمل إرهابي جبان، وهذا ديدن هؤلاء المدعومين من نظام مارق وطائفي مثل النظام الإيراني، فمن يستهدف بيت الله الحرام لن يرده استهداف منشآت أو أرواح مدنية بريئة، وهو ما يستدعي عدم التهاون مع هؤلاء، ولا من يدعمهم أو يقف وراءهم في السر أو العلن، ونحن أعلم بهم، وهذه المليشيا الجبانة لا تريد حواراً ولا حلولاً سياسية، بل تسعى لدمار المنطقة، وتنفيذ مخططات إرهابية إيرانية، لذلك لا بد من الحزم معها.

ومملكة البحرين حاضرة بقوة لردع هذه المليشيا الإرهابية، من خلال تواجد قوة دفاع البحرين جنباً إلى جنب مع أشقائنا في قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، ولنا في ميادين القتال بطولات، وقدمت بلادنا شهداء أبطالاً في سبيل الواجب والأمتين العربية والإسلامية، نسأل الله أن يتقبلهم من أهل الجنان.

2610574


تواصل إيران تطوير الصواريخ الباليستية ونشر الطائرات المسيرة في المنطقة من خلال وكلائها، هل هناك توجه جماعي لدول الخليج العربي للتعامل مع هذه التهديدات المباشرة؟

- نعتز ونفخر في قوة دفاع البحرين بضباط وضباط صف وأفراد قوة الواجب لمملكة البحرين بمشاركتهم في عمليات التحالف العربي تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة، ضمن اتفاقية الدفاع المشترك مع أشقائنا في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وضمن الروابط الأخوية التاريخية الثابتة فيما بيننا ونشيد ونشد على يد رجال قوة دفاع البحرين البواسل من قوة الواجب لقيامهم بهذا العمل السامي بكل شجاعة وإقدام، وهؤلاء هم «جند حمد» كما نعهدهم دائماً، يضطلعون بأداء الواجب نصرةً للشقيق، وحمل مشاعل النور ولواء الخير للدفاع عن الحق، وتحمل المسؤولية والأمانة في حفظ الأمن القومي العربي، ومهمة الاستقرار الإقليمي.

إن مملكة البحرين تجدد موقفها ومطالبها دائماً بشأن ضرورة توقف إيران عن سياستها العدوانية في المنطقة، وإصرارها على زعزعة أمنها واستقرارها، عبر رعايتها للإرهاب والمليشيات الطائفية، ودعمها وتسليحها لمليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن، وإمدادها بالأسلحة والصواريخ الباليستية، والطائرات المسيرة، وهجماتها الإرهابية، وانتهاكاتها للسلامة الإقليمية، وتهديد أمن الملاحة البحرية والتجارة العالمية، بخلاف إساءة توظيفها وسائل الإعلام والمنصات الرقمية في بث سموم الفتن الطائفية والكراهية والعنصرية والتحريض على العنف والإرهاب.

تشكل الهجمات والحروب الإلكترونية هاجساً كبيراً لدى دول العالم، هل تحدثوننا عن استعدادات قوة دفاع البحرين للتعامل مع هذه المخاطر والحروب غير التقليدية؟

- إن هذا الأمر لم يكن ببعيد عن مملكة البحرين، بفضل توجيهات ورعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة، فقد جرى إعطاء هذا الجانب عناية شاملة لما يسهم فيه من توفير الحماية السيبرانية لكافة القطاعات التي ترفد المسيرة التنموية الشاملة بالمملكة من خلال إرساء دعائم الأمن السيبراني لحفظ الاستقرار ومحاربة الإرهاب، ومعالجة مشكلات مصادر التهديد الجديدة التي تستخدم فيها التقنيات الحديثة، فطبيعة الصراع المعاصر تتحول تدريجياً من جيوسياسية واقتصادية إلى جيوتكنولوجية، وبالتأكيد سوف تكون الحروب الإلكترونية والتكنولوجيات الجديدة العامل الحاسم في حروب المستقبل، وفي ضوء ذلك أصبح الاهتمام بتطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ركيزةً أساسية لمواجهة المخاطر السيبرانية، وقوة دفاع البحرين تولي هذا الشأن أهمية خاصة، لما له من دور كبير في توفير الحماية السيبرانية لمختلف التهديدات.

ولا شك فإن معرض البحرين الدولي للدفاع شكل منصة متقدمة، للاطلاع على آخر المستجدات، وأحدث التطورات التكنولوجية والأنظمة العسكرية، ومثل فرصة لدعم الاستثمار في المعرفة والتحول الرقمي، والصناعات العسكرية، وصولاً إلى توطين أحدث التقنيات والتكنولوجيات الدفاعية التي تلائم احتياجات ومتطلبات مملكة البحرين.

يظل التعاون العسكري الخليجي هو الأهم والأداة الأقوى في مواجهة مختلف التحديات، فهل هناك مبادرات لتطوير وتعزيز هذا التعاون، في ضوء ما صدر عن القمة الخليجية الأخيرة بالرياض، وما قبلها من بيان يتناسب مع طبيعة التحديات الراهنة والمستقبلية؟

- إن حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة يؤكد دائماً أن التمسك بالعمل والمصير المشترك لدول وشعوب مجلس التعاون الخليجي الشقيقة، هو من ثوابت مملكة البحرين الوطنية والقومية، وأياً كانت التحديات، فإن بلادنا تعتز بالمسيرة الخليجية المباركة، وتتطلع إلى أن يعود العمل ضمن مساره الطبيعي، تحقيقاً للأهداف النبيلة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بما تصبو إليه لتوحيد الصفوف وتنمية المصالح المشتركة.

لذلك جاء إعلان دول مجلس التعاون الخليجي بتدشين مقر «القيادة العسكرية الموحدة» في العاصمة السعودية الرياض، كأحد أبرز المكتسبات العسكرية في مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ورسالة سلام لمستقبل يسوده حماية أمن واستقرار دول المجلس، والحفاظ على مكتسباته، ومقدرات دولة، فوجود هذه القوة الموحدة بين دولة من شأنه الوقوف في وجه التهديدات التي تحدق بالمنطقة، والتي تكفل هذه القوات بردعها لحماية مواطنيها ومكتسباتها من أي تهديد خارجي يحاول النيل من أمنها واستقرارها.

فقد قطع التعاون العسكري الخليجي مراحل كبيرة حقق خلالها كثيراً من الإنجازات في إطار العمل البناء المثمر تأكيداً لحقيقة راسخة وثابتة وهي أن دول المجلس كيان واحد يعتمد بعد الله على قواته المسلحة للمحافظة على أمنه واستقراره، ولعل من أهم الإنجازات التي تم تحقيقها اتفاقية الدفاع المشترك، هذه الاتفاقية التي شكلت منعطفاً كبيراً وإنجازاً جديداً في مسيرة التعاون والتنسيق العسكري بين دول المجلس، كما أنها جاءت لتدعم هذا التعاون، ولعل من أهم إنجازات قوة درع الجزيرة مشاركتها في حرب تحرير دولة الكويت الشقيقة عام 1991، ومشاركتها في عملية صمود دولة الكويت عام 2003، ومشاركتها في حفظ أمن واستقرار مملكة البحرين في وقت عصيب مررنا به عام 2011، وذلك ضمن إطار اتفاقية الدفاع المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

نتابع عن كثب تطورات البرنامج النووي الإيراني، وما يثار عن قرب من امتلاك إيران للقنبلة النووية وما يحدث حالياً من مراوغات ومماطلات إيرانية في مفاوضاتها النووية مع الدول الكبرى، فهل هناك تصورات أو خطوات وتحركات مشتركة من قبل الدول الخليجية على الصعيدين الدفاعي والعسكري للتعامل مع هذا الملف؟

- الطريق الصحيح لضمان الاستقرار، وتحقيق السلام، والأمن هو جعل المنطقة خالية من الصراعات بما يتوافق مع الأهداف، والمبادئ التي كرستها مواثيق حسن الجوار، وقرارات الأمم المتحدة، والمؤتمر الإسلامي، وجامعة الدول العربية، وعلينا أن نحرص على العمل يداً واحدة؛ فالأمن القومي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يشكل عاملاً مهماً لاستقرار المنطقة، وأي تهديد له من شأنه إحداث هزات سلبية مؤثرة، ليس على النطاق الإقليمي فحسب، بل على العالم بأسره، وشواهد ذلك من التاريخ كثيرة.

نحن لا نثق بالنظام الإيراني؛ لأننا أعلم الناس به، وبما يضمره ويظهره أيضاً من خطر وتهديد وإرهاب مستمر على دولنا الخليجية، وله أذرع ووكلاء يوالونه وينفذون مخططاته في المنطقة، والشواهد على ذلك كثيرة، ومن يجهلها أو يتجاهلها فهو يخادع نفسه.

إن مماطلات هذا النظام في المفاوضات أمر غير مستغرب، بل هو ما يجيده ولكن مراوغاته تلك مكشوفة ونعلمها سلفاً ودول مجلس التعاون الخليجي لديها من القدرة ما تستطيع به التعامل مع إيران بمختلف الوسائل، وتدشين مقر القيادة العسكرية الموحدة بين دوله مؤخراً خير شاهد على قوة التنسيق الخليجي المشترك على الصعيد العسكري ونحن جاهزون لكل الخيارات.

متى سيتم فتح باب التطوع للمدنيين للالتحاق بالقوة الاحتياطية للمرحلة الثانية؟ وهل سيتم قبول النساء؟

- يأتي فتح المجال لأبناء البحرين المدنيين المتطوعين من القطاع المدني في القوة الاحتياطية للمواطنين من أقارب العاملين والمتقاعدين في قوة دفاع البحرين والحرس الوطني من العسكريين والمدنيين لتأهيلهم التأهيل العسكري الذي يُمكنهم من الدفاع عن وطننا الغالي، وذلك إيماناً وتنفيذاً لنهج وتوجيهات حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة، في أن يصبح هؤلاء المتطوعون درعاً داعماً لإخوانهم من منتسبي قوة دفاع البحرين، ولقد كان شعوراً بالغ الفخر والاعتزاز بما لمسناه من حماس وطني واستعداد كبير منهم للتضحية بالغالي والنفيس لهذا الوطن الغالي.

إن قوة دفاع البحرين تدرك جيداً أن الدفاع عن حياض الوطن العزيز لا يختص بالرجال فقط، بل هو شرف للنساء أيضاً اللواتي أثبتن في أكثر من مجال تفوقهن، وسيتم قبول النساء ضمن المجموعة الثانية التي تضم المتطوعين البحرينيين من المدنيين الذين يرغبون في الانضمام إلى القوة الاحتياطية وتتوافر لديهم شروط الالتحاق بالخدمة الاحتياطية طبقاً لقانون القوة الاحتياطية لسنة 1987.

وبدأت مراحل التطوع للمدنيين ضمن المجموعة الثانية على مرحلتين المرحلة الأولى وتضم المتطوعين المدنيين من أقارب منتسبي قوة دفاع البحرين والحرس الوطني العسكريين والمدنيين والمتقاعدين منهم وفي المرحلة الثانية ستضم المتطوعين المدنيين من باقي فئات المجتمع ذكوراً وإناثاً ونأمل أن يتم ذلك في القريب العاجل.

تتحدثون باستمرار عن الحرص على تزويد قوة الدفاع بأحدث المعدات والأسلحة والارتقاء بها، فما هي المستجدات؟

- بالفعل، وهي ضمن التوجيهات السديدة لحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث نحرص على القيام بالعديد من الزيارات التفقدية لوحدات قوة دفاع البحرين للوقوف على جاهزيتها وإنجازات التطوير والتحديث فيها، والاطلاع على مراحل سير العمل بتلك الوحدات، ونحرص تمام الحرص على أن نكون في قوة دفاع البحرين محافظين دائماً وأبداً على صلابة هذه القوة الأبية، التي وصلت إلى هذا المستوى المشرف في التنظيم والتسليح والتدريب، منذ أن تكرم حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة بتأسيسها وتثبيت أركانها وإعلاء صرحها.

إن قوة دفاع البحرين تولي اهتماماً كبيراً للاستفادة من خبرات الدول المتقدمة في بناء قواتها المسلحة وتوفير أحدث منظومات التسليح، مع تهيئة كافة الظروف الملائمة للتدريب عليها لضمان استيعابها من قبل عناصرها، وتهيئ لرجالها فرص التدريب المتقدم على المستوى العالمي لكي يتعرفوا على أحدث النظريات العسكرية التي تشهدها تكنولوجيا المعلومات والثورة التقنية في الشؤون العسكرية والدفاعية، ولدينا معايير تقنية عالمية في اختيار الأسلحة الدفاعية أينما وجدت في مختلف دول العالم، وتنويع السلاح بذاته هو سياسة إستراتيجية وامتلاك الأسلحة لا ينتهي عند حد الشراء فقط بل هناك التدريب وقطع الغيار والذخائر والبحث المستمر من قبل المستخدم في هذا المجال مع نقل التقنية، مع أهمية أن تتنوع مصادر الأسلحة والتي بدورها سوف تنوع أيضاً من علاقاتنا الدولية، ونتاج للتنسيق والتعاون مع الدول الحليفة والصديقة تتحصل قوة دفاع البحرين على منظومات عسكرية متقدمة لتعزيز نظم الحماية والدفاع، علماً أن منتسبي قوة الدفاع مؤهلون لما هو أصعب وأكثر تعقيداً من قيادة أحدث الطائرات وإدارة أحدث المنظومات القتالية.

كما دأبت قوة دفاع البحرين على عمليات تحديث مستمرة من خلال اختيار أفضل الأسلحة والمعدات الحديثة بالغة التطور والبحث عما هو أفضل في العالم للاستخدام في مختلف ظروف الطقس والأرض مع مراعاة الخصائص الفنية والمواصفات العملياتية لجميع المعدات التي تضع قواتنا المسلحة في مصافّ الدول والجيوش المتقدمة.

حدثونا عن الخطط التطويرية القادمة لقوة الدفاع أو صفقات تسليحية مع الدول الشقيقة والصديقة، في ظل تسارع المخاطر في المنطقة، وتعرّض السعودية والإمارات لهجمات مباشرة من مليشيات الحوثي الإرهابية؟

- إن قوة دفاع البحرين ماضية في تنفيذ توجيهات حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة لتوفير أحدث التقنيات المتقدمة، والمعدات المتطورة للارتقاء بقواتنا المسلحة وبمنشآتنا العسكرية، ولا شك فإن عملية التطوير والتحديث في مختلف الصنوف البرية والجوية والبحرية مستمرة بكل عزيمة وإصرار وبكل اقتدار، وخاصة أن المنظومات العسكرية الحديثة، والتقنيات المتقدمة، والمعدات المتطورة تسهم بشكل دائم ومستمر في زيادة كفاءة العناصر البشرية، ورفع المستوى الاحترافي لها، لتأدية كافة المهام والواجبات بأعلى درجات الدقة والمهنية، رفعاً لمستوى الأداء والوصول به إلى التميز، بهدف مواجهة مختلف التحديات.

نحن نقوم بتطوير قدراتنا العسكرية باستمرار، وبناء القوات المسلحة مهمة مستمرة والمتطلبات العسكرية لا تتوقف، ونقوم بصفقات الأسلحة بحسب الحاجة ضمن إطار إستراتيجية قوة دفاع في استمرار تطوير وتحديث قدراتها العسكرية الجوية، حيث ستدشن قوة دفاع البحرين قريباً طائرات مقاتلة حديثة ومتطورة، منها الطائرات المقاتلة إف 16 بلوك 70 المطورة، والتي تُعد من أحدث الطائرات المقاتلة الموجودة في ترسانة السلاح الجوي في العالم، وطائرات الكوبرا الحديثة، ولقد دشنت قوة الدفاع مؤخراً طائرات النقلِ الجوي 130-C، والطائرات العمودية بل 412، إضافة إلى عقود توريد قطع غيار ومستلزمات صيانة تلك الطائرات، وتُعد صفقة إف 16 المطورة الكبرى في تاريخ قوة دفاع البحرين، وهي تمثل إضافة مهمة لسلاح الجو الملكي البحريني؛ لأنها الأحدث والأكثر تطوراً في الطائرات المقاتلة.

كما دُشنت بقوة الدفاع مؤخراً سفن الدورية 35 متراً، و55 متراً، وسفينة الزبارة 81 متراً والتي تُعد إضافة جديدة لسلاح البحرية الملكي البحريني، وبذلك أصبح السلاحان قائمين على أحدث الأسس والأساليب والنظم العسكرية ومجهزين بمختلف الأسلحة والمعدات والمنظومات المتطورة، والعمل متواصل لتوفير كل المتطلبات المتقدمة والحديثة لجميع أسلحة ووحدات قوة دفاع البحرين.

وفيما يتعلق بمخاطر مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، وخاصة بعد اعتدائها على دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، واستمرار استهدافها للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، فإن هذه المليشيا لا يعدو استهدافها سوى عمل إرهابي جبان، وهذا ديدن هؤلاء المدعومين من نظام مارق وطائفي مثل النظام الإيراني، فمن يستهدف بيت الله الحرام لن يرده استهداف منشآت أو أرواح مدنية بريئة، وهو ما يستدعي عدم التهاون مع هؤلاء، ولا من يدعمهم أو يقف وراءهم في السر أو العلن، ونحن أعلم بهم، وهذه المليشيا الجبانة لا تريد حواراً ولا حلولاً سياسية، بل تسعى لدمار المنطقة، وتنفيذ مخططات إرهابية إيرانية، لذلك لا بد من الحزم معها.

ومملكة البحرين حاضرة بقوة لردع هذه المليشيا الإرهابية، من خلال تواجد قوة دفاع البحرين جنباً إلى جنب مع أشقائنا في قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، ولنا في ميادين القتال بطولات، وقدمت بلادنا شهداء أبطالاً في سبيل الواجب والأمتين العربية والإسلامية، نسأل الله أن يتقبلهم من أهل الجنان.

تواصل إيران تطوير الصواريخ الباليستية ونشر الطائرات المسيرة في المنطقة من خلال وكلائها، هل هناك توجه جماعي لدول الخليج العربي للتعامل مع هذه التهديدات المباشرة؟

- نعتز ونفخر في قوة دفاع البحرين بضباط وضباط صف وأفراد قوة الواجب لمملكة البحرين بمشاركتهم في عمليات التحالف العربي تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة، ضمن اتفاقية الدفاع المشترك مع أشقائنا في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وضمن الروابط الأخوية التاريخية الثابتة فيما بيننا ونشيد ونشد على يد رجال قوة دفاع البحرين البواسل من قوة الواجب لقيامهم بهذا العمل السامي بكل شجاعة وإقدام، وهؤلاء هم «جند حمد» كما نعهدهم دائماً، يضطلعون بأداء الواجب نصرةً للشقيق، وحمل مشاعل النور ولواء الخير للدفاع عن الحق، وتحمل المسؤولية والأمانة في حفظ الأمن القومي العربي، ومهمة الاستقرار الإقليمي.

إن مملكة البحرين تجدد موقفها ومطالبها دائماً بشأن ضرورة توقف إيران عن سياستها العدوانية في المنطقة، وإصرارها على زعزعة أمنها واستقرارها، عبر رعايتها للإرهاب والمليشيات الطائفية، ودعمها وتسليحها لمليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن، وإمدادها بالأسلحة والصواريخ الباليستية، والطائرات المسيرة، وهجماتها الإرهابية، وانتهاكاتها للسلامة الإقليمية، وتهديد أمن الملاحة البحرية والتجارة العالمية، بخلاف إساءة توظيفها وسائل الإعلام والمنصات الرقمية في بث سموم الفتن الطائفية والكراهية والعنصرية والتحريض على العنف والإرهاب.

تشكل الهجمات والحروب الإلكترونية هاجساً كبيراً لدى دول العالم، هل تحدثوننا عن استعدادات قوة الدفاع للتعامل مع هذه المخاطر والحروب غير التقليدية؟

- إن هذا الأمر لم يكن ببعيد عن مملكة البحرين، بفضل توجيهات ورعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة، فقد جرى إعطاء هذا الجانب عناية شاملة لما يسهم فيه من توفير الحماية السيبرانية لكافة القطاعات التي ترفد المسيرة التنموية الشاملة بالمملكة من خلال إرساء دعائم الأمن السيبراني لحفظ الاستقرار ومحاربة الإرهاب، ومعالجة مشكلات مصادر التهديد الجديدة التي تستخدم فيها التقنيات الحديثة، فطبيعة الصراع المعاصر تتحول تدريجياً من جيوسياسية واقتصادية إلى جيوتكنولوجية، وبالتأكيد سوف تكون الحروب الإلكترونية والتكنولوجيات الجديدة العامل الحاسم في حروب المستقبل، وفي ضوء ذلك أصبح الاهتمام بتطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ركيزةً أساسية لمواجهة المخاطر السيبرانية، وقوة دفاع البحرين تولي هذا الشأن أهمية خاصة، لما له من دور كبير في توفير الحماية السيبرانية لمختلف التهديدات.

ولا شك فإن معرض البحرين الدولي للدفاع شكل منصة متقدمة، للاطلاع على آخر المستجدات، وأحدث التطورات التكنولوجية والأنظمة العسكرية، ومثل فرصة لدعم الاستثمار في المعرفة والتحول الرقمي، والصناعات العسكرية، وصولاً إلى توطين أحدث التقنيات والتكنولوجيات الدفاعية التي تلائم احتياجات ومتطلبات مملكة البحرين.

يظل التعاون العسكري الخليجي هو الأهم والأداة الأقوى في مواجهة مختلف التحديات، فهل هناك مبادرات لتطوير وتعزيز هذا التعاون، في ضوء ما صدر عن القمة الخليجية الأخيرة بالرياض، وما قبلها من بيان يتناسب مع طبيعة التحديات الراهنة والمستقبلية؟

- إن حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة يؤكد دائماً أن التمسك بالعمل والمصير المشترك لدول وشعوب مجلس التعاون الخليجي الشقيقة، هو من ثوابت مملكة البحرين الوطنية والقومية، وأياً كانت التحديات، فإن بلادنا تعتز بالمسيرة الخليجية المباركة، وتتطلع إلى أن يعود العمل ضمن مساره الطبيعي، تحقيقاً للأهداف النبيلة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بما تصبو إليه لتوحيد الصفوف وتنمية المصالح المشتركة.

لذلك جاء إعلان دول مجلس التعاون الخليجي بتدشين مقر «القيادة العسكرية الموحدة» في العاصمة السعودية الرياض، كأحد أبرز المكتسبات العسكرية في مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ورسالة سلام لمستقبل يسوده حماية أمن واستقرار دول المجلس، والحفاظ على مكتسباته، ومقدرات دوله، فوجود هذه القوة الموحدة بين دوله من شأنه الوقوف في وجه التهديدات التي تحدق بالمنطقة، والتي تكفل هذه القوات بردعها لحماية مواطنيها ومكتسباتها من أي تهديد خارجي يحاول النيل من أمنها واستقرارها.

فقد قطع التعاون العسكري الخليجي مراحل كبيرة حقق خلالها كثيراً من الإنجازات في إطار العمل البناء المثمر تأكيداً لحقيقة راسخة وثابتة وهي أن دول المجلس كيان واحد يعتمد بعد الله على قواته المسلحة للمحافظة على أمنه واستقراره، ولعل من أهم الإنجازات التي تم تحقيقها اتفاقية الدفاع المشترك، هذه الاتفاقية التي شكلت منعطفاً كبيراً وإنجازاً جديداً في مسيرة التعاون والتنسيق العسكري بين دول المجلس، كما أنها جاءت لتدعم هذا التعاون، ولعل من أهم إنجازات قوة درع الجزيرة مشاركتها في حرب تحرير دولة الكويت الشقيقة عام 1991، ومشاركتها في عملية صمود دولة الكويت عام 2003، ومشاركتها في حفظ أمن واستقرار مملكة البحرين في وقت عصيب مررنا به عام 2011، وذلك ضمن إطار اتفاقية الدفاع المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

نتابع تطورات البرنامج النووي الإيراني، وما يثار عن قرب من امتلاك إيران للقنبلة النووية وما يحدث حالياً من مراوغات ومماطلات إيرانية في مفاوضاتها النووية مع الدول الكبرى، فهل هناك تصورات أو خطوات وتحركات مشتركة من قبل الدول الخليجية على الصعيدين الدفاعي والعسكري للتعامل مع هذا الملف؟

- الطريق الصحيح لضمان الاستقرار، وتحقيق السلام، والأمن هو جعل المنطقة خالية من الصراعات بما يتوافق مع الأهداف، والمبادئ التي كرستها مواثيق حسن الجوار، وقرارات الأمم المتحدة، والمؤتمر الإسلامي، وجامعة الدول العربية، وعلينا أن نحرص على العمل يداً واحدة؛ فالأمن القومي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يشكل عاملاً مهماً لاستقرار المنطقة، وأي تهديد له من شأنه إحداث هزات سلبية مؤثرة، ليس على النطاق الإقليمي فحسب، بل على العالم بأسره، وشواهد ذلك من التاريخ كثيرة.

نحن لا نثق بالنظام الإيراني؛ لأننا أعلم الناس به، وبما يضمره ويظهره أيضاً من خطر وتهديد وإرهاب مستمر على دولنا الخليجية، وله أذرع ووكلاء يوالونه وينفذون مخططاته في المنطقة، والشواهد على ذلك كثيرة، ومن يجهلها أو يتجاهلها فهو يخادع نفسه.

إن مماطلات هذا النظام في المفاوضات أمر غير مستغرب، بل هو ما يجيده ولكن مراوغاته تلك مكشوفة ونعلمها سلفاً ودول مجلس التعاون الخليجي لديها من القدرة ما تستطيع به التعامل مع إيران بمختلف الوسائل، وتدشين مقر القيادة العسكرية الموحدة بين دوله مؤخراً خير شاهد على قوة التنسيق الخليجي المشترك على الصعيد العسكري ونحن جاهزون لكل الخيارات.

متى سيتم فتح باب التطوع للمدنيين للالتحاق بالقوة الاحتياطية للمرحلة الثانية؟ وهل سيتم قبول النساء؟

- يأتي فتح المجال لأبناء البحرين المدنيين المتطوعين من القطاع المدني في القوة الاحتياطية للمواطنين من أقارب العاملين والمتقاعدين في قوة دفاع البحرين والحرس الوطني من العسكريين والمدنيين لتأهيلهم التأهيل العسكري الذي يُمكنهم من الدفاع عن وطننا الغالي، وذلك إيماناً وتنفيذاً لنهج وتوجيهات حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة، في أن يصبح هؤلاء المتطوعون درعاً داعماً لإخوانهم من منتسبي قوة دفاع البحرين، ولقد كان شعوراً بالغ الفخر والاعتزاز بما لمسناه من حماس وطني واستعداد كبير منهم للتضحية بالغالي والنفيس لهذا الوطن الغالي.

إن قوة دفاع البحرين تدرك جيداً أن الدفاع عن حياض الوطن العزيز لا يختص بالرجال فقط، بل هو شرف للنساء أيضاً اللواتي أثبتن في أكثر من مجال تفوقهن، وسيتم قبول النساء ضمن المجموعة الثانية التي تضم المتطوعين البحرينيين من المدنيين الذين يرغبون في الانضمام إلى القوة الاحتياطية وتتوافر لديهم شروط الالتحاق بالخدمة الاحتياطية طبقاً لقانون القوة الاحتياطية لسنة 1987.

وبدأت مراحل التطوع للمدنيين ضمن المجموعة الثانية على مرحلتين المرحلة الأولى وتضم المتطوعين المدنيين من أقارب منتسبي قوة دفاع البحرين والحرس الوطني العسكريين والمدنيين والمتقاعدين منهم وفي المرحلة الثانية ستضم المتطوعين المدنيين من باقي فئات المجتمع ذكوراً وإناثاً ونأمل أن يتم ذلك في القريب العاجل.