"اليوم زففناه عريسا الى مثواه الأخير" هكذا عبر سعيد آل مرضمة رئيس النادي الادبي في نجران بعد الانتهاء من مراسم دفن والده الشهيد آل مرضمه, والذي فقد حياته بعد محاولته في التصدي للانتحاري "سعد الحارثي" قبل تفجير حزامه النساف في مسجد مشهد بنجران جنوب السعودية.وقال سعيد آل مرضمه في حديث مع "العربية نت":" لم يصب جسد الوالد بأي تشوهات في الجسم رغم التحامه مع الانتحاري ", مضيفا بعد ذهابي الى المسجد فور سماع نبأ التفجير ذهبت للبحث عن والدي ووجدته مستلقيا على يمنيه نائما بهدوء لم يصب جسده باي أذى رغم تقطع الانتحاري الداعشي وتمزق جسده في أرجاء المسجد المتنافرة هنا وهناك".الشهيد آل مرضمه وبحسب حديث ابنه كان وقبل وقوع الحادث قد شعر بدون أجله , حيث أطلع ابنه بصورة خاصة على ديونه وسلمه مبالغ مالية للاحتفاظ بها في حساب خاص ,الا أنه لم يكن يعلم أنه سيكون أحد ضحايا التفجيرات الانتحارية التي أخذ تنظيم "داعش" بتنفيذها في السعودية بداية بالأحساء والقطيف شرق السعودية, والذي وصف منفذيها حينها لدة متابعة الأخبار بـ"المجانين".وقال آل مرضمه:" كان يتعجب والدي عند سماعه أنباء وقوع التفجيرات ويصفهم بالمجانين تساءلا عن سبب سقوط ضحايا بعدد كبير من الأحزمة الناسف", وأضاف " عرف والدي الآن كيف يموت الشهيد".لم يتوقع ابن الشهيد ال مرضمه بعد تواتر أنباء المصابين والضحايا أن يكون والده هو من تصدى بنفسه للانتحاري وقال:" علمنا أن هناك ضحية واحدة قتلت جراء الانفجار بسبب وقوفه بوجه الانتحاري ولم أتوقع أن يكون والدي البالغ من العمر 95 عاما أن يكون هو من آثر نفسه وتمكن من ايقاف الانتحاري ومنعه من الدخول الى وسط المسجد", موضحا ان بعد اعاقة والده لدخول الانتحاري الى المسجد بعد أن اثار شكه وريبته حاول الانتحاري سعد الحارثي الفكاك من الشهيد آل مرضمه وايجاد مخرج له الا ان آل مرضه سارع الى الصاقه بصدره حتى أن دفع بالانتحاري الارضا وكان حينها الانفجار".ووصف رئيس النادي الأدبي تصرف والده انما هو لقوة الحق على الباطل وان كان فتيا نضا بالشباب الا أن رجلا تجاوز التسعين من عمره استطاع في التصدي له وذلك بحسب آل مرضمه" لجبنه وخوفه".لم يكن الشهيد ال مرضمه هو الضحية الوحيدة فكأن الأقدار شاءت أن تصطفي معه صديقه القديم الذي توفي اليوم أثناء اجراء عملية له بحسب ما أكده سعيد آل مرضمه, واللذان كانا حيناها يصليان جنبا الى جنب بعد افطارهما.ودع ئريس النادي الأدبي والده قائلا:" والدي وضعت فخرا لنا ولأبناء نجران والسعودية بأجمعها نفاخر بك وأنت تبلغ 95 من العمر كل ذلك بقوة ايمانك". وأضاف ابن الشهيد ال مرضمه:" فقدت اليوم أمي حبيبها وشريك عمرها ووسادتها الا أنها متماسكة وصابرة عزاءنا ما تركه والدنا من فخر".