العنود والمشهد.. شاب وشيخ يضحيان بنفسيهما حماية للمصلينالرياض - (وكالات): كشف المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي أن «منفذ الهجوم الانتحاري على مسجد المشهد بنجران جنوب السعودية قرب الحدود مع اليمن أمس الأول هو «سعودي يدعى سعد سعيد سعد الحارثي، يبلغ من العمر 35 عاماً»، مضيفاً أنه «من مدينة الطائف، وقد دخل الأراضي السعودية بطريقة غير نظامية عائداً من سوريا، عقب تغيبه عن أسرته ما يقارب 4 أعوام قضاها مع تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي في سوريا».وقد عثرت وزارة الداخلية السعودية على «سيارة الانتحاري وبها رسالة موجهة إلى أهله».وكان والده قد تقدم إلى الجهات الرسمية قبل 4 أعوام، ببلاغ عن تغيب ابنه سعد وخروجه من السعودية إلى لبنان ومنها إلى سوريا. واستشهد شخصان وأصيب عدد آخر في التفجير الإرهابي.وصرح المتحدث الأمني أنه «بعد انتهاء المصلين بمسجد المشهد بحي الدحظة بمدينة نجران من أداء صلاة المغرب وعند شروعهم في الخروج أقدم شخص يرتدي حزاماً ناسفاً بالدخول إلى المسجد وتفجير نفسه بينهم». وأكد المصدر أن أحد المصلين استشهد على الفور في حين استشهد آخر متأثراً بجروحه لاحقاً. وقال المصدر إن عدداً لم يحدده من المصلين أصيب ونقلوا إلى المستشفى. وكتبت وزارة الداخلية السعودية على حسابها على تويتر «العثور على سيارة تعود للانتحاري الذي فجر نفسه بين المصلين بمسجد المشهد بنجران تحتوي على رسالة لوالديه عن ارتكابه للجريمة النكراء».ووصف بيان وزارة الداخلية تفجير نجران بأنه جريمة إرهابية. وتبنت «ولاية الحجاز» الفرع المحلي لتنظيم الدولة «داعش» التفجير الإرهابي. وأعاد سيناريو تفجير مسجد المشهد للأذهان حادثة تفجير مسجد الإمام حسين في حي العنود بمدينة الدمام شرق السعودية الذي وقع في 29 مايو الماضي وذهب ضحيته 4 أشخاص. وجه التشابه بين التفجيرين هو في الطريقة الشجاعة لمواطنين سعوديين في التضحية بأرواحهم حينما أبطلوا مخططات تنظيم «داعش» الإرهابية من خلال مواجهة أحزمة الانتحاريين الناسفة بأجسادهم منقذين بذلك عشرات الأرواح من الموت المحقق. ففي حادثة مسجد العنود قام الشابان عبدالجليل الأربش ومحمد العيسى بمنع الانتحاري خالد الشمري المتلفع بالعباءة النسائية من التسلل إلى داخل المسجد وقاما بدفعه بهدف إبعاده عن محيط المسجد، فما كان منه إلا أن قام بتفجير حزامه الناسف متسبباً باستشهاد الشابين وشخصين آخرين كانا قرب مكان التفجير.وفي تفجير مسجد المشهد كان المسن الثمانيني علي آل مرضمة في طريقه للخروج من المسجد حينما اشتبه بالانتحاري سعد سعيد سعد الحارثي الملقب بـ «أبو إسحاق الحجازي» الذي كان يرغب في استغلال ثغرة خروج المصلين والتغلغل إلى داخل المسجد وتفجير الحزام الناسف وقتل أكبر عدد من المصلين، كما كان يخطط. شجاعة آل مرضمة، الشيخ الثمانيني، وقفت في طريق الانتحاري الحارثي حينما منعه من الدخول ما أجبره على تفجير نفسه. هذه الشجاعة لقيت صداها سريعاً في أوساط المجتمع السعودي الذي احتفى في وسائل التواصل الاجتماعي ببسالة آل مرضمة كما فعل سابقاً مع الشابين الأربش والعيسى مؤكدين على وقوف المجتمع صفاً واحداً في وجه مخططات داعش الشريرة.وبالرغم من فارق العمر بين الشابين الأربش والعيسى والشيخ آل مرضمة إلا أنهم قاموا بالعمل البطولي نفسه، وضحوا بأرواحهم وحموا بقية المصلين. وقال سعيد آل مرضمة نجل الشهيد الثمانيني»لم يصب جسد الوالد بأي تشوهات في الجسم رغم التحامه مع الانتحاري»، مضيفاً «بعد ذهابي إلى المسجد فور سماع نبأ التفجير ذهبت للبحث عن والدي ووجدته مستلقياً على يمينه نائماً بهدوء لم يصب جسده بأي أذى رغم تقطع الانتحاري الداعشي وتمزق جسده في أرجاء المسجد المتنافرة هنا وهناك».