عائشة البوعينين - مدرب تربوي وكوتش - أخصائي سعادة ومرشد أسري
الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، فنحن عندما خلقنا الله عز وجل خلقنا اجتماعيين وجعل بيننا التعارف والتواصل لتسمو تلك العلاقات، وجعل ميزان التفاضل فيها التقوى الذي يعتمد على نحو أساسي على مكارم الأخلاق وفضائل القيم، حيث قال سبحانه: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير».
ولا تنفك المهارات الحياتية عند تلك القيم. أطفالنا عندما يولدون يكتسبون العديد من المهارات الاجتماعية التي ينبغي أن نعلمها لهم ونستطيع أن نستغل المواقف الحياتية التي تمر عليهم وكذلك القصص الاجتماعية التي تحدث لغيرنا. حادثة الزلزال المدمر الذي مازال إخواننا في الدول المجاورة يعيشون تحت أنقاضه ينبغي ألا تمر مرور الكرام على أطفالنا فنشاركهم الحديث عنه وعن آثاره بما يناسب مرحلتهم العمرية. هنا نستطيع أن نعلم أطفالنا مهارة التعاطف الذي يقصد به الشعور بالآخرين وتقدير مشاعرهم مع تحويله إلى مبادرات ومساعدات فعلية، فالتعاطف من أهم وأبرز القيم التي ينبغي أن نغرسها في نفوس أطفالنا.
لو سألني شخص لماذا نعلم أطفالنا التعاطف؟ أجيبه وأقول بأننا نحن عندما نعلم أطفالنا التعاطف فإننا ندربهم على تنظيم انفعالاتهم ونساعدهم على التعرف على مشاعرهم لتقدير ردود أفعالهم بطريقة صحيحة، وبهذا الأسلوب نمكنهم من وضع أنفسهم في موضع أشخاص آخرين مختلفين عنهم، فنغرس عندهم ثقافة تقبل الآخرين والانسجام معهم.
نستطيع تعليم أطفالنا مهارة التعاطف من خلال تدريبهم أولاً على التعبير عن مشاعرهم بالطريقة الصحيحة، مع تعليمهم مسمى كل شعور، ويمكننا الاستعانة ببطاقات المشاعر الموجودة على الإنترنت، كذلك ينبغي مراقبة الشاشات ومتابعة كل ما يعرض على أطفالنا لنحافظ على سلامة أفكارهم وتوجهاتهم. تعد المواقف الحياتية من أفضل الفرص التي نستطيع من خلالها مناقشة أطفالنا وتدريبهم على وضع أنفسهم مكان الآخرين والشعور بهم، ولابد من معاملتهم كأشخاص مستقلين لهم أفكارهم ومشاعرهم الخاصة.
همسة أس
سر العلاقات اللطيفة هو التعاطف الذي يقوم على الاحترام والمساعدة والمبادرة، اغرس في نفس طفلك العطاء، علمه قول الكلمة اللطيفة لأنه تحبب شعوره الذي سيضعه في قلب غيره، علمه أن مساعدة الآخرين جزء من حاجته للشعور بتقدير الذات، علمه أن العلاقات الطيبة ليست بالمساومة وإنما بجميل العشرة وطيب الأثر ولطف الود.