أكد مشاركون في حوار المنامة بنسخته الـ 11 على أن مملكة البحرين نجحت في احتضان هذا الحدث الدولي المتميز على مر أكثر من عقد من الزمن بفضل حرصها على المشاركة الفاعلة على الساحتين الاقليمية والدولية بغية إيجاد حلول ناجعة للازمات التي تعصف بها منطقة الشرق الاوسط.واجمع المشاركون في تصريحات خاصة لوكالة انباء البحرين "بنا" على ان الملف السوري والأطماع الإيرانية في المنطقة والتطرف قد طغت على مداولات جلسات حوار المنامة، نظرا لما لها من آثارها السلبية ليس فقط على دول المنطقة، بل لتصل مداها الكارثي الى القارة الأوروبية والعالم أجمع من حيث تدفق اللاجئين وإرهاب "داعش".فمن جانبه، أكد رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبدالعزيز بن صقر ان المملكة العربية السعودية مازالت متمسكة بموقفها الرافض ان يكون هناك مجال مفتوح لبشار الاسد، ولابد من تحديد التوقيت لتنفيذ مقررات جنيف وسحب السلطات من الاسد ونقل الحكم الى هيئة حكم مشتركة جديدة تتولى المهام وفترة انتقالية.وبين بن صقر ان الموقف السعودي مصر على اعتبار كل من روسيا وايران دول محتلة لسوريا.ويرى بن صقر ان روسيا لن تستطيع ان تستمر كثيرا في هذا التمادي على الساحة السورية، خاصة وانها ستصل لمرحلة تتعامل مع الواقع، الى جانب توحيد جهود المقاومة السورية مع بعضها البعض.واكد بن صقر ان التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" الارهابي قد حقق الكثير على الارض في دحر تطرفه، ولكن بحاجة في الوقت الحاضر الى كيفية التعامل معه بقوة وصلابة أكبر من اي وقت مضى.من جهته، قال غانم الجميلي السفير العراقي السابق لدى المملكة العربية السعودية ان حوار المنامة يأتي في وقت في غاية الاهمية بالنسبة للعديد من الملفات اقليميا وعالميا، معربا عن امله في ان يتم توضيح صورة ما يحدث بالمنطقة وتحقيق اضافة نوعية من حيث الحلول السياسية والأمنية، والتواصل مع المسؤولين مباشرة عن هذه الملفات.ويرى الجميلي ان جميع الملفات سواء سوريا او العراق مترابطة مع بعضها كثيرا، ولابد من تحقيق تقدم في اي ملف لينعكس مباشرة ايجابا على الملفات الاخرى.وذكر ان الملف السوري هو اهم ملف في المنطقة والعالم اجمع الآن، وينبغي ان تنصب كل الجهود لبحث حلول مجدية بين كافة الاطراف ذات الصلة، معربا كذلك عن امله بحدوث انفراجة في الملف العراقي قريباً.وقال لاسي هيس بيرغ، ضابط نرويجي في القوات البحرية، ان مشاركته الاولى في حوار المنامة تحمل الكثير من الاهتمام بقضايا الشرق الاوسط وبخاصة ازمة سوريا.وأضاف ان طريق تحقيق السلام في المنطقة شائكاً لكثرة تعقيدات الملفات الاقليمية، معربا عن امله في ان تساهم الجهود الدولية في احراز تقدم ايجابي في المستقبل المنظور.وأكد بيرغ ان الحل لازمة سوريا يجب ان يكون سياسيا في نهاية المطاف وليس عسكريا، لافتا الى ان بلاده النرويج بدأت تعاني من ازمة اللاجئين والذين يتدفقون بعشرات الالاف الى اوروبا الفارين من ويلات الحرب وبطش "داعش" الارهابي.وبين بيرغ ان النرويج حالها كحال دول اوروبا غير قادرة على استيعاب هذا القدر الكبير من اللاجئين، وبالتالي يجب ان يكون هناك حل دولي موحد ومساع دولية اكبر لإيجاد حل جذري سياسيا واغاثيا.كما اكد على دور السوريين ايضا في ايجاد حل نهائي للازمة بمساندة المجتمع الدولي.واكد بيرغ ان حوار المنامة سيساهم بشكل كبير في ايجاد صيغ سياسية وامنية مناسبة لحل الازمات التي تعاني منها المنطقة.