عائشة البوعينين
يحرص الوالدان في كل بيت، على أن يكون أطفالهما مثاليين كاملين يعرفون كل ما يحدث معهم وما يواجهون من أحداث يومية، لكن البعض يشعر بأن بينهم وبين أبنائهم حاجزاً لا يستطيعون الوصول إلى الأفكار التي تدور في رأسهم أو المشكلات التي يعيشونها.

ويروي أحد الآباء بأن ابنته البالغة سبع سنوات تعرضت للتنمر حيث أخذت منها زميلتها طعام الفسحة لكنها لم تخبره بذلك حيث وصله الخبر عن طريق أحد زملائه، ومع مرور الوقت لاحظ أنها لا تخبره إلا بالأمور الإيجابية. هنا نتأمل وضع هذه الطفلة هل هي تخبئ الأمور السلبية لأنها تخاف من اللوم أو العتاب؟ أو هل تشعر بأن الطرف الثاني يعاقبها فيعطي الأمور أكبر من حجمها فتضطر إلى الكذب لتشعر بالأمان؟ هل هناك مشكلة في التواصل بين الوالدين بسبب ضعف مهارات الاستماع؟ وقد يكون أيضاً بسبب التنمر من أفراد الأسرة أنفسهم على البنت فهي متعودة على هذا النوع من التعامل فتعتبره اعتيادياً.. من خلال هذا التحليل لنضع أنفسنا كوالدين في هذا الموقف وننظر للأمور بعين ثاقبة. هل نحن السبب في وصول أطفالنا لمرحلة الكتمان؟

وهناك قصة أخرى يرفض الطفل الكلام ومع التحري والمتابعة اكتشف الوالدان أن صمته اختياري بسبب استهزاء إخوته الأكبر منه عندما يتكلم. لابد من التحري ومعرفة السبب وما هو الدافع وراء الكتمان ومع مرور الوقت ستصلح الأحوال مادام الطفل لا يعاني من أمراض عضوية.

لا تيأس في التعامل مع طفلك فهناك العديد من الطرق لتشجيع طفلك الكتوم على إفراغ ما بداخله من مشاعر وأحداث:

أولاً: لا توجه له تنبيهات وتحذيرات كأنه أخطأ في هذا السلوك وإنما أشعره بالأمان وقل له «يبدو أنك مرتاح الآن.. لكن يسعدني أن أسمع صوتك وأعرف أخبارك متى أردت».

ثانياً: افتح حوارات معه وابدأ بالكلام عن نفسك وذكرياتك وآرائك بالمواقف وأعطه فرصة ليبدي رأيه ولا تغضب منه في حال صمته، فقط ابتسم له وأشعره بأنه مهم.

ثالثاً: كوّن بيئة اجتماعية صحية تحيط بطفلك بعيداً عن صخب الحياة.. ولا تجبره على اللعب أو التفاعل وابدأ بتعويده على اللعب مع طفل واحد ومع مرور الوقت خطوة خطوة تتطور مهارات طفلك الاجتماعية.

رابعاً: احرص على المناسبات ومن خلالها درّب طفلك على المهارات الحياتية مثل شكر الآخرين والسلام عليهم، كذلك الحضور المبكر للمناسبات معه ليلاحظ دخول الناس خطوة خطوة، فلا تشكل ضغطاً عليه بمجرد الالتقاء بالناس.

همسة أس

أخطر أنواع الأطفال هو الطفل الهادئ المسكين الذي لا يتكلم، وكلما طلبنا منه حاجة سمع كلامنا ونفذ تعليماتنا بحذافيرها.. احذر منه!!!

* مدرب تربوي وكوتش أخصائي سعادة ومرشد أسري