سكاي نيوز عربية

رغم تضارب الأرقام حول نسبة الأمية في العراق، لكن الثابت وفق المصادر والإحصاءات المحلية الرسمية والدولية، أن ثمة ملايين من العراقيين يعانون منها، وفي أحدث المواقف حول هذه المسألة، أعلنت وزارة التخطيط العراقية عن انخفاض مؤشرات الأمية في البلاد، مشددة على أن إجراءات وزارة التربية أسهمت في خفض نسبة الأمية.

وقال المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي لوكالة الأنباء العراقية (واع) إن "نسبة الأمية في العراق تبلغ حوالي 12% بين السكان بعمر 15 سنة فما فوق"، لافتا إلى أن "هذه النسبة ترتفع بين النساء إلى حوالي 18% مقابل 9% بين الرجال، وترتفع في الريف أيضا إلى حوالي 20% فيما تنخفض في المدن إلى 11% تقريبا”.

وكشف الهنداوي أن "هذه المؤشرات تعد منخفضة مقارنة بما كانت عليه قبل 10 سنوات"، منوها إلى أن "الانخفاض في معدلات الأمية يعود لأمرين اثنين، الأول ارتفاع نسبة الالتحاق الصافي في الدراسة الابتدائية إلى حوالي 94%، والأمر الثاني هو سياسات وزارة التربية في فتح مراكز لتعليم الكبار أسهمت في خفض نسبة الأمية في العراق".

وفيما ترى الحكومة العراقية بمختلف وزاراتها المعنية وعلى رأسها وزارة التربية، أن الأمية في تراجع في البلاد، يرى نقاد وخبراء أن النسبة التي أعلنت عنها وزارة التخطيط هي كبيرة ومدعاة قلق، تستدعي وضع خطط طارئة وحاسمة لرفع وتيرة مواجهة خطر الأمية الذي يعصف بملايين العراقيين .

يقول المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية كريم السيد، في لقاء مع موقع سكاي نيوز عربية :

* كوزارة لدينا الكثير من الخطط لمكافحة الأمية والحد منها، من أبرزها سعينا لتعديل تشريعي يستهدف توسيع نطاق محو الأمية والوصول لأكثر قدر ممكن من المعنيين ببرامج مكافحة الأمية وهو ما يتطلب توفير مراكز أكبر وأكثر ومبان مستقلة حيث إن العديد من المراكز هي مدمجة مع مدارس.

* المستهدف حاليا هو تأمين الحصول على التعليم الابتدائي لمن يعانون من الأمية، لكننا نطمح فيما بعد لحصولهم على الشهادتين المتوسطة والثانوية.

* كما أن العمل على توسيع الدعم المجتمعي لبرامج محو الأمية هو هدف أساسي لنا، حيث نسعى خاصة لاجتذاب النساء والفتيات ضمن مراكز محو الأمية، ولا سيما في المناطق النائية والفقيرة، وعلاوة على تعليمهن الأساسي يتم العمل على تعليمهن الحرف والمهارات المختلفة مثل الخياطة والطبخ وغيرها، ويحصلن بذلك علاوة على الشهادة الابتدائية على مهنة حرفية تساعدهن مهنيا وحياتيا .

* يهمنا تقليص هذه النسبة للأمية أكثر، ونحتاج لمخصصات أكبر في هذا السياق، حيث أن العراق وهو البلد الذي اخترع الكتابة وكان رائدا في محو الأمية، بسبب الظروف القاهرة التي مر بها في مراحل معينة ارتفعت فيه نسبة الأمية بشكل طفيف، لكن وزارة التربية وجهاز محو الأمية يسعيان بشكل حثيث وعبر خطط وبرامج بناءة لتقليص نسبة الأمية بالبلاد وصولا للقضاء عليها .

من جهته يقول الكاتب والباحث بالشأن العراقي علي البيدر، في حوار مع موقع سكاي نيوز عربية :

* هذه نسبة مهولة في بلد علم العالم الكتابة وخط الحرف الأول في الأبجدية، حيث نحن نتحدث هنا عن أكثر من 5 ملايين مواطن عراقي أمي، من أصل نحو 42 مليون نسمة، وهو ما يستدعي خططا ومعالجات فورية وجذرية.

* وبلا شك فإن عوامل ارتفاع هذه النسبة معقدة ومتداخلة، أبرزها الفساد وغياب التخطيط وسوء الإدارة والحروب والصراعات والاضطرابات التي عصفت بالبلاد داخليا وخارجيا، على مدى عقود علاوة على تفشي الفقر والعوز وهو ما قاد لبروز ظاهرة تسرب الطلاب، وعدم إدخالهم للمدارس أصلا في العديد من المناطق ولا سيما في البيئات الطرفية والمهمشة، ما ألحق ضررا فادحا بقطاع التربية والتعليم.

حلول مبتكرة

* معالجة هذا الداء يجب أن تتجاوز الحلول التقليدية التي تنتهجها وزارة التربية، ورغم وجود جهاز خاص بمحو الأمية، لكن درجة الاهتمام الحكومي بهذه القضية الملحة ضعيفة جدا، حيث لا توفر الميزانيات الكافية ولا الكوادر اللازمة للارتقاء بعملية مكافحة الأمية، فضلا عن غياب آليات الترغيب التي تجذب ملايين الناس ممن حرموا من حق التعلم ولا يجيدون القراءة والكتابة.

* حيث أن مراكز محو الأمية يمكن مثلا تحويل الدراسة فيها لمسائية أو حتى عن بعد، ذلك أن كثيرين من الراغبين في الالتحاق بها وبفعل ارتباطهم بأعمالهم ومشاغلهم الحياتية والمهنية والأسرية، لا يستطيعون المواظبة في تلك المراكز.