أكدت رئيسة جامعة البحرين جواهر المضاحكة أن التجربة الثرية للناقد والأكاديمي وأستاذ النقد الأدبي الحديث سابقاً في جامعة البحرين إبراهيم غلوم تضيء الطريق للباحثين الشباب، منوهةً بعطائه العلمي والأكاديمي الذي امتد أكثر من أربعة عقود، وبعكوفه طويلاً على الاشتغال في مختلف الفنون الأدبية.
جاء ذلك خلال ندوة تكريمية في جامعة البحرين أقيمت أمس للاحتفاء بالناقد والأكاديمي إبراهيم غلوم، نظمتها اللجنة الثقافية والاجتماعية بكلية الآداب بالجامعة، بمشاركة لفيف من الأكاديميين، والفاعلين الثقافيين، وطلبة الجامعة.
وشهدت الندوة تدشين كتاب: "الجهود الفكرية والنقدية للأستاذ الدكتور إبراهيم غلوم: أعمال ثلة من الأساتذة الباحثين"، الذي أنجز بإشراف وتحرير رئيسة قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في الجامعة د. ضياء الكعبي.
وأشادت رئيسة الجامعة بالجهود المبذولة في الكتاب الصادر عن جامعة البحرين، الذي يلقي الضوء على جوانب من المنجز النقدي والفكري والإبداعي للدكتور غلوم، ودوره التأسيسي في مجال النقد، وإسهاماته الأكاديمية والثقافية والفنية، وخصوصاً في مجال المسرح الذي يعد أبو الفنون.
وقالت: "يسر الجامعة الاحتفاء بعلامتها النقدية وأستاذها الذي لم يدخر جهداً سنين متطاولة في خدمة جامعته ووطنه والفكر الإنساني"، مؤكدة أن هذا الإصدار أقل ما يمكن تقديمه عرفاناً بالأدوار الخيرة للناقد الكبير.
ومن ناحيته، أشار عميد كلية الآداب عبدالعزيز محمد بوليلة، في كلمة خلال الاحتفالية، إلى أن المنجز النقدي والإبداعي للأستاذ الدكتور غلوم؛ يحكي عن مشروع بدأ منذ حوالي خمسة عقود، حيث بداياته الإبداعيّة الأولى في نصوصه المسرحيّة المنشورة في جرائد بحرينيّة وكويتية مروراً بمسيرته النقدية الحافلة التي تميَّزت بالتأسيس، والتطبيق على النصوص المحلية والخليجيّة.
وأضاف: "بالشغف الكبير الذي يصدر عن العميد السابق للكلية، وبحجم وعيه المؤسسي وانتمائه العميق لجامعة البحرين، ورغبة التطوير الكبيرة التي تسكنه". وقال: "بالرغم من ظرفه الصحي فإنَّه قاوم المرض بالاستمرار في مشاريعه النقدية، وفي إنجاز الجديد الذي يُضاف إلى رصيده النقدي والفكري المؤسِّس والمغاير".
ومن ناحيتها، توقفت رئيسة قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية وأستاذة السرديات والنقد الأدبي الحديث المشارك بكلية الآداب بجامعة البحرين ضياء الكعبي عند الجانب التأسيسي في سيرة د. غلوم.
وقالت: "نحتفل اليوم بتكريم قامة نقدية وإبداعية لها حضورها الرصين المنهجي الباذخ ليس محلياً فقط وإنما على الصعيد العربي كذلك"، مؤكدةً أنه واحد من أهم الأسماء النقدية على مستوى المشهد النقدي العربي تنظيراً منهجياً وإضافة إبداعية نقدية رصينة.
ورأت أن هاجس "تأصيل البدايات الإبداعية الخليجية وتوثيقها، وإخضاعها لمقاربات سوسيولوجية عن النظريات النقدية الغربية هو الهاجس الكبير الذي شكَّل وعي أ.د. غلوم".
وعرضت مادة فلمية عن سيرة صاحب الاحتفالية قبل أن يلقي أستاذ النقد الحديث السابق في جامعة البحرين علوي الهاشمي شهادته بالمناسبة، مشيداً برفيق دربه وبالوفاء الأكاديمي الذي أبداه قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في الجامعة بتنظيم هذه الاحتفالية. وقال: "الدكتور غلوم مفكر وإنسان مكتنز بالمحبة والخير؛ فهو المؤسس للعديد من المشاريع والبدايات منذ انطلاقه في معهد المعلمين مروراً بجميع المؤسسات التي اشتغل فيها".
وتلاه في شهادة أخرى الناقد أحمد المناعي الذي تحدث عن العلاقة التي تربطه "بالمبدع وصديق العمر ورفيق الروح الدكتور غلوم"، مشيراً إلى "ما يتمتع به من موهبة وإمكانات نقدية" جعلته المبادر في المحافل الأدبية والمؤسسات الثقافية. وأشار إلى دوره الكبير في إثراء الحركة المسرحية من خلال وعيه النقدي الذي أسهم في تطوير العمل المسرحي. كما تحدث عن مناقبه أيضاً رئيس أسرة الأدباء والكتاب مبارك نجم، وشكرت زوجة المحتفى به د. فوزية الصالح في كلمة لها هذه المبادرة التي قامت بها الجامعة، مستعرضة بعضاً من أهم المحطات في حياته.
وكرّمت رئيسة الجامعة عائلة المحتفى به، حيث تسلمت زوجته عضو هيئة التدريس السابقة في جامعة البحرين فوزية الصالح درعاً بالمناسبة ونسخة من الكتاب. كما كرمت الرئيسة المشاركين في تحرير الكتاب، وبعض المساهمين فيه، وكذلك المشاركين في الندوة العلمية، وهم: رئيس قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية ضياء الكعبي، وعضو هيئة التدريس في القسم نفسه خليفة بن عربي، والكاتبة المسرحية العمانية آمنة الربيع، والكاتبة أنيسة السعدون.
ويصدر كتاب"الجهود النقدية والفكرية للأستاذ الدكتور إبراهيم عبدالله غلوم، أعمال ثلة من الأساتذة الباحثين"، بصورة مشتركة بين جامعة البحرين ودار الروافد الثقافية ناشرون في طبعته الأولى 2023. وشارك في الكتاب نخبة من النقاد والباحثين البحرينيين والعرب وعددهم ثمانية وعشرون ناقدًا وأكاديميًا ومثقفًا.
ومما يجدر ذكره أن أ.د. إبراهيم عبدالله غلوم، بدأ كتاباته منذ بدايات السبعينات من القرن الماضي، ونشر العديد من الدراسات في نقد القصة القصيرة والمسرح والرواية والموروث الشعبي غير المادي، والدراسات الثقافية والفكرية، وله العديد من المؤلفات الأدبية والنقدية. وأ.د. غلوم حاصل على دكتوراه دولية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة التونسية في العام 1983م، كما أنه حاصل على وسام الكفاءة من الدرجة الأولى سنة 2012م، وعلى قلادة تكريم المبدعين في دول مجلس التعاون في العام 2012م. وأشرف على العديد من الأطروحات في مرحلة الدراسات العليا، وقام بتحكيم العديد من البحوث العلمية، والعروض المسرحية، والأعمال الأدبية، وشارك في الكثير من الفعاليات والمؤتمرات العلمية الأدبية. وشغل العميد السابق لكلية الآداب في جامعة البحرين عضوية العديد من الأطر الثقافية والأكاديمية، ونشط في نقد أجناس أدبية مختلفة، غير أن المسرح البحريني والخليجي حظي بالكثير من اهتمامه ودعمه.