عائشة البوعينين - مدرب تربوي وكوتش أخصائي سعادة ومرشد أسري


تعودنا في كل مرة يقوم بها أطفالنا بسلوك إيجابي أو ينجحون في شيء ما نقدم لهم العطايا والهدايا، ومع مرور الوقت يكبر الطفل فيفقد الحافز الداخلي لأنه تعود أن يكون حافزه من الخارج، وإذا مر عليه يوم ونجح في شيء ما من متطلبات الحياة ولم يحصل على المقابل يصاب بخيبة الأمل والإحباط.

أنا أعترف أني مارست هذا الخطأ التربوي مراراً وتكراراً وأنا اليوم أقدم أفكاراً وحلولاً لكم ولنفسي لنتعامل مع أطفالنا ونغرس بداخلهم التحفيز الذاتي، فهو عبارة عن مهارة نستطيع تدريب أطفالنا عليها، فالأطفال عادة ما يكون لديهم ضعف في هذه المهارة فيصابون بالملل بسرعة عند القيام بأنشطتهم الحياتية فنقوم نحن بتشجيعهم من خلال المحفزات المادية لنقنعهم بإنجاز فروضهم المدرسية أو القيام بواجباتهم الأخرى دون تذمر أو صعوبات.

لابد من الاقتناع بفكرة أن التربية لا تقوم على المكافأة، لذلك لا تعطِ طفلك هدية أبداً فهو إن نجح فلنفسه وإن درس فلنفسه ومستقبله، وإن حرص على عباداته فهذا طاعة لربه وأجور يحصدها لنفسه، ولهذا نستطيع أن نوظف التحفيز المعنوي كبديل ممتاز عن الماديات. واحرص على مدح طفلك مباشرة وحدد المدح بدقة للفعل الذي تمدح ولابد من أن يكون مدحك بأسلوب حماسي مع الحضن والشعور بالفخر.

كذلك أقنع طفلك بأنه ذكي وجميل ومتميز فهو شخص مجتهد ويتحمل المسؤولية لجميع تصرفاته، فالتشجيع عبارة عن كلمات وليست عطايا لأنها تفقد بريقها في عيون أطفالنا بمجرد أن نشتريها لهم وتقل قيمتها لديهم، لكن الذي لا يفقد لمعانه عندهم ويزداد مع مرور الوقت هو المحفز المعنوي، فكلما حفظ الطفل جزءاً من القرآن افتخر بنفسه وكلما نجح وتفوق صار يطمح لنجاح أفضل، هذه المشاعر لا تنطفئ أبداً، فمن وجهة نظري أن تحتفل بطفلك بكعكة مع أفراد الأسرة أفضل من هدية تفقد رونقها مع مرور الوقت.

واحرص كل الحرص على تقبل عيوب أطفالك وأخفض سقف توقعاتك وابتعد عن المثالية والكمال قدر المستطاع لتساعدهم على الإنجاز بأريحية دون معايير صارمة، وابتعد كل البعد عن العنف والتهديد عندما تطلب منهم ما تريد واطلبها منه بطريقة إبداعية، تذكر دائماً أن طفلك يحب الاعتقاد أن ما يقوم به من اختياره وليس فرضاً عليه.

همسة أس

تحدث مع طفلك بطريقة بناءة وفعالة لإقناعه بما تريد منه القيام به، أظهر لطفلك تعاطفك وتفهمك لمشاعره ودعمك الدائم في حال عدم قدرته على القيام بأي شيء، ساعده ليشعر بالأمان والراحة فيتقدم ويبهرك أنت والجميع.