اقتحم عشرات المستوطنين، الثلاثاء، المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، في أول أيام "عيد المساخر" اليهودي، فيما اعتقلت قوات إسرائيلية ثلاثة فلسطينيين من مدن متفرقة بالضفة الغربية المحتلة.
ونقلت وكالة أنباء "وفا" الفلسطينية عن دائرة الأوقاف، أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدَّوا طقوساً تلمودية، بحماية من قوات الاحتلال، وتم التدقيق في البطاقات الشخصية والتضييق على الوافدين إلى المسجد.
من جانبها، حذرت رابطة "علماء فلسطين" من تنظيم قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه اقتحاماً واسعاً للمسجد الأقصى خلال الأسبوع الحالي، كما أُطلقت دعوات للتصدي لاقتحامات المستوطنين.
وكانت "منظمات الهيكل" المزعوم، دعت إلى تنظيم اقتحامات جماعية مكثفة لساحات المسجد الأقصى يومي الثلاثاء والأربعاء، تزامناً مع عيد "المساخر".
اعتقالات ومواجهات
في سياق متصل، أفاد بيان للجيش الإسرائيلي بأن عناصر من الجيش وجهاز الأمن (الشاباك) وحرس الحدود اعتقلت ليل الاثنين، ثلاثة فلسطينيين من الضفة.
وأضاف البيان أنه تم اعتقال فلسطينيين اثنين في قرية بيت عنان شمال غربي القدس، وسط اندلاع مواجهات، فيما تم اعتقال فلسطيني آخر في قرية قراوة بني حسان في سلفيت. بدوره، أفاد "نادي الأسير" الفلسطيني بأن قوات الاحتلال نفذت أيضاً حملة اعتقالات في بلدة تقوع في محافظة بيت لحم، طاولت سبعة فلسطينيين.
وكان وزير الأمن الداخلي في إسرائيل إيتمار بن جفير، أمر قوات بلاده، الاثنين، بمواصلة عمليات هدم لوحدات سكنية لفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة خلال شهر رمضان، فيما أدانت فلسطين هذا القرار، محذّرة من أنه سيؤدي إلى "إشعال الصراع".
وجاءت تصريحات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، قبيل زيارة مرتقبة لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى إسرائيل، بعد زيارة الأردن، حيث أكد ضرورة "خفض التصعيد" في المنطقة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلي "مكان"، أن تحرّك بن جفير يأتي على الرغم من اتخاذ قرار بمنع هدم الأبنية غير القانونية، بحسب القانون الإسرائيلي، في القدس الشرقية المحتلة، خصوصاً خلال رمضان، لمنع إثارة التوتر خلال الشهر.
وأشارت إلى أن بن جفير أصدر أمراً بإلغاء هذا القرار، وأن الشرطة ستنفذ هذا التوجيه على الرغم من "المخاطر الأمنية"، التي ينطوي عليها.
ونقلت الهيئة عن مصادر وصفتها بأنها "مطلعة"، قولها إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أجرى مؤخراً محادثات مع رؤساء الأجهزة الأمنية، أفضت إلى إجماع المؤسسة الأمنية على وقف عملياً تطبيق القانون.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية تصريحات الوزير الإسرائيلي، التي وصفتها بأنها " تحرض على المزيد من تصعيد الأوضاع في ساحة الصراع، خاصة ما تفاخر به بشأن عمليات هدم منازل المواطنين الفلسطينيين في القدس حتى خلال شهر رمضان".