عقب ثورة يناير مباشرة توارت الأعمال التلفزيونية الاجتماعية، وأصبح للسوق الدرامى متطلبات أخرى تعتمد على الأكشن والإيقاع السريع والتقليد الأعمى للمسلسلات التركية، فلم نعد نرى فى رمضان جيل رواد الكتابة المصرية الذين أثروا الشاشة بأعمالهم على مدار أعوام طويلة، وفى مقدمتهم: يسرى الجندى صاحب (جحا المصرى، وجمهورية زفتى، والطارق، وسقوط الخلافة). وبشير الديك مؤلف (الناس فى كفر عسكر، حرب الجواسيس، وأماكن فى القلب)، ومحمد جلال عبد القوى كاتب (المال والبنون، سوق العصر، غوايش، الليل وآخره، حضرة المتهم أبى)، يأتى ذلك فى الوقت الذى لجأ فيه صنّاع الأعمال الدرامية إلى الوجوه الشابة فى عالم التأليف منهم: محمد أمين راضى، ومحمد صلاح العزب وعمرو سمير عاطف وأحمد محمود أبو زيد وهشام هلال.. هذا باستثناء وحيد حامد ويوسف معاطى. هؤلاء الكتاب مازال فى جعبتهم الكثير.. إذ هناك 3 مسلسلات تأجّلت للكاتب الكبير يسرى الجندى هي: "همس الجذور"، و"شجرة الدر" و"الشيطان يدخل المدينة" بسبب الأزمات المالية التى تلاحق الجهات المنتجة، لأنها تحتاج إلى إنتاج ضخم. وتوقف أيضًا مسلسلان للكاتب بشير الديك هما "الرقصة الأخيرة" الذى يتناول قصة الحب التى جمعت بين فريد شوقى وهدى سلطان، وكذلك مسلسل "رغم الفراق" الذى تدور أحداثه فى إطار اجتماعى، ويسرد الظروف الاجتماعية والنفسية للمرأة، وأيضا أعمال للكاتب محمد جلال عبد القوى منها "هز الهلال يا سيد" الذى توقف تصويره منذ فترة. ويبدو أن عصر ما بعد ثورة يناير لم يتسع لاستيعاب أعمال وفكر كبار الكتاب، التى مازال يهرع إليها الجمهور كلما عرضت تاركا الأعمال الجديدة التى تعرض لأول مرة، خصوصا فى فصل الشتاء.