أنهيت مقالتي السابقة بالاستشهاد بمقالة الراحل غازي القصيبي، رحمه الله، والذي أبدع رغم الحسرة في التعبير عما نعيشه اليوم من تغييرات جوهرية طالت أعظم أشهر الله، وأكثرها دعوة للبذل والعطاء والتقرب إلى الله تبارك وتعالى عبر تزكية النفس وتنقية الروح.
وفي ذات المقالة يقول: «في رمضان القديم كان الطلاب يذهبون إلى مدارسهم كالمعتاد، وكان الموظفون يمارسون عملهم كالمعتاد، أما في رمضان الجديد فقد أصبحت دراسة الأطفال عقوبة جسدية ومعنوية قاسية لا مبرر لها، أما دوام الموظفين فقد تحول إلى «وصلة» نوم وخمول واستجمام من سهر الليلة السابقة واستعداد «لملاحم» الليلة القادمة».
وللأسف الشديد فإن كل التغييرات قامت وتضاعفت بأيدينا نحن، عبر موجات من المطالبات التي تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي كل عام تطالب بمنح إجازة خلال الشهر الفضيل للطلبة بحجة صعوبة الدراسة والتركيز أثناء الصيام، دعاتها آباء وأمهات وشخصيات عامة، ما يوحي بأن الطلبة مقبلون على معركة، وليس على موسم روحاني. أما بالنسبة للموظفين فحدث ولا حرج، فإذا قادك حظك العاثر لزيارة دائرة أو مؤسسة، أو حتى تواصلت عبر الهاتف لإنهاء معاملة أو إجراء معين، فتوقع أن ترى بأم عينك مشاهد الكسل والخمول والعصبية، بحجة أن الموظف «صايم»، هذا عدا مشاهد انشغال بعض الموظفين بقراءة القرآن الكريم أثناء الدوام، فإذا تحدثت إلى أحدهم وطلبت منه الاهتمام بخدمة العملاء يحولك في غمضة عين إلى أحد الكفار.
هذا على المستوى العام، أما على المستوى الشخصي والعائلي، فرمضان قد تحول إلى ماراثون لا ينتهى من المشتريات والطبخ والمسلسلات والسهرات، وكأن الأسابيع السابقة لرمضان كافية لكثير من ربات البيوت في التجهيز والتحضير، حتى تحول رمضان إلى التبذير، حيث تشير بعض الدراسات والأرقام الصادرة عن عديد من المنظمات والجمعيات المحلية والعالمية إلى أن نسبة التبذير في رمضان، وخصوصاً في المواد الغذائية، تفوق الأشهر الأخرى، وهو ما يتناقض مع قيم وأهداف شهر الخير.
وأخيراً.. أكرر وأعيد أريد رمضاننا دون تبذير وإسراف، أريد رمضاننا ذا القيم والأهداف النبيلة.. أريد رمضاننا شهر الرحمة والتواصل والمودة والخير.. أريد رمضاننا دون عصبية وتكاسل وخمول.
لنتوقف جميعاً عن تشويه وجه هذا الشهر الفضيل.
إضاءة
«نؤكد عزمنا على المضي قدماً في رعاية الشباب البحريني والوقوف إلى جانبهم وتلبية احتياجاتهم ودعم مشروعاتهم والعمل على تمكين الشباب البحريني حتى يتبوؤوا مكانتهم الحقيقية، ويحققوا آمال البحرين وتطلعاتها في البناء والنمو والأمل لمملكة البحرين». «سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة».
وفي ذات المقالة يقول: «في رمضان القديم كان الطلاب يذهبون إلى مدارسهم كالمعتاد، وكان الموظفون يمارسون عملهم كالمعتاد، أما في رمضان الجديد فقد أصبحت دراسة الأطفال عقوبة جسدية ومعنوية قاسية لا مبرر لها، أما دوام الموظفين فقد تحول إلى «وصلة» نوم وخمول واستجمام من سهر الليلة السابقة واستعداد «لملاحم» الليلة القادمة».
وللأسف الشديد فإن كل التغييرات قامت وتضاعفت بأيدينا نحن، عبر موجات من المطالبات التي تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي كل عام تطالب بمنح إجازة خلال الشهر الفضيل للطلبة بحجة صعوبة الدراسة والتركيز أثناء الصيام، دعاتها آباء وأمهات وشخصيات عامة، ما يوحي بأن الطلبة مقبلون على معركة، وليس على موسم روحاني. أما بالنسبة للموظفين فحدث ولا حرج، فإذا قادك حظك العاثر لزيارة دائرة أو مؤسسة، أو حتى تواصلت عبر الهاتف لإنهاء معاملة أو إجراء معين، فتوقع أن ترى بأم عينك مشاهد الكسل والخمول والعصبية، بحجة أن الموظف «صايم»، هذا عدا مشاهد انشغال بعض الموظفين بقراءة القرآن الكريم أثناء الدوام، فإذا تحدثت إلى أحدهم وطلبت منه الاهتمام بخدمة العملاء يحولك في غمضة عين إلى أحد الكفار.
هذا على المستوى العام، أما على المستوى الشخصي والعائلي، فرمضان قد تحول إلى ماراثون لا ينتهى من المشتريات والطبخ والمسلسلات والسهرات، وكأن الأسابيع السابقة لرمضان كافية لكثير من ربات البيوت في التجهيز والتحضير، حتى تحول رمضان إلى التبذير، حيث تشير بعض الدراسات والأرقام الصادرة عن عديد من المنظمات والجمعيات المحلية والعالمية إلى أن نسبة التبذير في رمضان، وخصوصاً في المواد الغذائية، تفوق الأشهر الأخرى، وهو ما يتناقض مع قيم وأهداف شهر الخير.
وأخيراً.. أكرر وأعيد أريد رمضاننا دون تبذير وإسراف، أريد رمضاننا ذا القيم والأهداف النبيلة.. أريد رمضاننا شهر الرحمة والتواصل والمودة والخير.. أريد رمضاننا دون عصبية وتكاسل وخمول.
لنتوقف جميعاً عن تشويه وجه هذا الشهر الفضيل.
إضاءة
«نؤكد عزمنا على المضي قدماً في رعاية الشباب البحريني والوقوف إلى جانبهم وتلبية احتياجاتهم ودعم مشروعاتهم والعمل على تمكين الشباب البحريني حتى يتبوؤوا مكانتهم الحقيقية، ويحققوا آمال البحرين وتطلعاتها في البناء والنمو والأمل لمملكة البحرين». «سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة».