في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها اليمن واختفاء المواد الأساسية والتموينية من الأسواق وانعدام المشتقات النفطية، تدور أحاديث عن الفساد الذي يمارسه الحوثيون واستغلالهم لهذا الوضع، وهو ما أدى إلى انتعاش السوق السوداء التي تجعل المواطن اليمني يشتري احتياجاته منها بأضعاف سعرها الرسمي.وأصبح الحديث عن الفساد ودور جماعة الحوثي في محاربته أشبه بأسطوانة مشروخة يرددها زعيم المتمردين في خطاباته التي أصابت المستمعين بالملل، خاصة أن الواقع على الأرض يتنافى مع ما يطرحه من مواعظ وحديث مزعوم عن محاربة جماعته للفساد.وفتح قيادي سابق في جماعة الحوثي النار على بعض من "زملاء الأمس"، ممن قال إنهم استغلوا نفوذ الانقلابيين وسلطة الحوثيين في المؤسسات الحكومية لجني أرباح شخصية مهولة خلال فترة قصيرة جداً.ووجه علي البخيتي في منشور له على موقع "فيسبوك" خطاباً شديد اللهجة إلى عبدالملك الحوثي زعيم الانقلابيين، منبهاً إلى أن فساد المخلوع صالح احتاج إلى فترة طويلة ليظهر، بينما فساد القيادات المحسوبة على جماعته ظهر سريعاً وخلال أشهر فقط، مستشهداً بما حدث مع شقيق مسؤول ما يسمى بـ "الرقابة الثورية" الذي يبدو أن رقابة ما يجنيه شقيقه من أرباح قد فاتته.وتأتي اتهامات القيادي المنشق لزملائه السابقين في وقت يدور فيه الحديث عن فساد تمارسه جماعة الحوثي، ببيعها المشتقات النفطية في السوق السوداء بأسعار مضاعفة، بالإضافة إلى استغلال نفوذها لاستقطاع الأموال بحجة ما تسميه بـ "المجهود الحربي".ورأى البخيتي في رسالته إلى زعيم المتمردين أن جماعته هي الأولى والأحوج إلى خطبه ومواعظه التي يرددها عن الأخلاق.