عاد الحديث مجددا عن سعر 100 دولار لبرميل برنت خلال وقت لاحق من العام الجاري، بعد قرار أعضاء من تحالف "أوبك+"

خفض الإنتاج طوعاً بإجمالي 1.66 مليون برميل يوميا.

والأحد الماضي، أعلن 9 أعضاء في تحالف "أوبك+" بشكل منفصل عن خفض طوعي في إنتاج كل بلد، اعتبارا من مايو/أيار المقبل، حتى نهاية العام الجاري، بسبب اضطراب الأسواق العالمية.

وأدى التخفيض المفاجئ للإنتاج من قبل أوبك وحلفائها إلى ارتفاع أسعار النفط، بمقدار 6 دولارات بالمتوسط، في وقت يقول المحللون إن كبار مستوردي النفط مثل الهند واليابان وكوريا الجنوبية، سيشعرون بأكبر قدر من الألم إذا وصلت الأسعار إلى 100 دولار للبرميل.

ونقل موقع شبكة "CNBC" الأمريكية عن بافيل مولتشانوف، العضو المنتدب لبنك الاستثمار الخاص ريموند جيمس: "ليست الولايات المتحدة هي التي ستشعر بأكبر قدر من الألم من نفط 100 دولار، بل ستكون الدول التي ليس لديها موارد بترولية محلية".

وستخفض كل من المملكة العربية السعودية وروسيا إنتاج النفط بمقدار 500 ألف برميل يوميا حتى نهاية هذا العام، في حين أن أعضاء آخرين في أوبك مثل دولة الإمارات والكويت وسلطنة عمان والعراق والجزائر وكازاخستان، سيخفضون إنتاجهم بكميات متباينة بناء على كميات الإنتاج.

قال مدير مجموعة أوراسيا، هينينج جلويستين، "إن المناطق الأكثر تضررا من خفض المعروض النفطي والقفز المرتبط به في أسعار النفط الخام، هي تلك التي تتمتع بدرجة عالية من الاعتماد على الواردات، وحصة عالية من الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة بها".

الهند

الهند هي ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم، وكانت تشتري النفط الروسي بخصم كبير منذ فرض العقوبات على روسيا رداً على الحرب في أوكرانيا.

وفقا لبيانات حكومية متطابقة مع بيانات لأوبك، ارتفعت واردات الهند من النفط الخام بنسبة 8.5% في فبراير مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، إلى أكثر من 4.4 مليون برميل يوميا.

اليابان

النفط هو أهم مصدر للطاقة في اليابان ويمثل حوالي 40% من إجمالي إمدادات الطاقة. وقالت وكالة الطاقة الدولية: "نظرا لعدم وجود إنتاج محلي ملحوظ، تعتمد اليابان بشكل كبير على واردات النفط الخام، حيث يأتي ما بين 80% إلى 90% من منطقة الشرق الأوسط".

وبحسب بيانات منظمة أوبك، يتجاوز استيراد اليابان من النفط الخام يوميا، نحو 2.6 مليون برميل، وصعد في فترات ما قبل تفشي جائحة كورونا إلى قرابة 3 ملايين برميل يوميا.

كوريا الجنوبية

وبالمثل بالنسبة لكوريا الجنوبية، يشكل النفط الجزء الأكبر من احتياجاتها من الطاقة، وفقا لشركة الأبحاث المستقلة Enerdata، فكوريا الجنوبية تعتمد أكثر من 75% على النفط المستورد.

في المقابل، تظهر بيانات وكالة الطاقة الدولية، أن أوروبا تعتمد ككل بشكل أساسي على الطاقة النووية والفحم والغاز الطبيعي بدلاً من الوقود الأحفوري في مزيج الطاقة الأولية.

أما بعض الأسواق الناشئة التي "لا تملك القدرة بالعملات الأجنبية لدعم واردات الوقود ستتأثر سلبا بسعر 100 دولار، ومثال ذلك، دول الأرجنتين وتركيا ومصر وجنوب أفريقيا وباكستان.

ومع ذلك، فإنه في حين أن 100 دولار للبرميل قد تكون في الأفق، فإن نقطة السعر الأعلى قد لا تبقى لفترة طويلة، بالنظر إلى استمرار المخاطر المحدقة بالاقتصاد العالمي.