ما تزال نتائج الانتخابات التي جرت في تركيا في مطلع نوفمبر الحالي تلقي بظلالها على المشهد السياسي، خصوصا بعد الخسارة التي منيت بها أحزاب المعارضة مجتمعة، بحسب تقرير لقناة "العربية"، اليوم الثلاثاء.ونجح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات، وأحكم قبضتـه على السلطة التنفيذية بعد أن اختل توازنـه، وكاد يفقد الغلبة التي تمتـع بها على مدى 13 عاما خلت.اليوم، ينتظر الشارع التركي أن تتـضح حقيقة الوعود الحكومية، هل ستتحقـق أم ستستمر وعود داود أوغلو مرور الكرام؟ والخشية لدى البعض منهم أن يلتفت الحزب الحاكم لاستكمال قبضته على الحكم قبل كل شيء.ويقول حسني تونا، مستشار قانوني سابق لحزب العدالة، إن "الدستور الحالي جاء بعد الانقلاب العسكري في الثمانينات، والذي مكن الجيش والشرطة والقضاء من التدخل في الحياة الديمقراطية، وحاليا الجيش والشرطة يستخدمان صلاحياتهما للتدخـل في النظام الديمقراطي".النظام الرئاسي سيقلل من تدخلات هذه المؤسسات في النظام السياسي وسيعزز الديمقراطية. ويعول حزب العدالة والتنمية كثيرا على ضعف المعارضة والانشقاقات التي قد تصيبها بسبب خسارتها الانتخابات لكي يحصل على النسبة الكافية ليجري استفتاء شعبيا لتغيير النظام من برلماني إلى رئاسي أو عبر البرلمان.وإن كانت المعارضة متمثلة بأهم حزب سياسي مؤسس للدولة التركية الحديثة ترى أنها قادرة على تغيير الأوضاع في الفترة المقبلة لمصلحتها.ويؤكد باريش ياركداش، نائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، أن "السبب الأساسي لخسارتنا ليس قيم أتاتورك المؤسس، المشكلة الأساسية أننا لا نستطيع أن نكسب ثقة الأتراك، لكن خلال السنوات الأربع القادمة سنعيد الهيكل التنظيمي للحزب، وسنركز على صوت المرأة وعلى الأرياف الذين ذهبت أصواتهم للعدالة والتنمية".ورغم حصول أحزاب المعارضة مجتمعة على نسبة تقترب من 60% في المئة في الجولة الأولى من الانتخابات فإنها فشلت في توحيد صفوفها، فيما مدد حزب العدالة والتنمية قصة نجاحه إلى عام 2019.وذكر باكير أباجان، محلل سياسي، أن "حزب العدالة خسر حوالي 15% من قوته رغم حصوله على الأغلبية، مع ذلك لا يجب أن نعول كثيرا على المعارضة لأنها ضعيفة".صراع قديم في تركيا يعلو فيه التاريخ وتتنازع فيه الهوية، وفي النهاية يختار الشارع التركي، المسيّس بامتياز، من هو أقرب إليه في ذلك كله.على صعيد السياسة الخارجية، يتوقع أن تتأقلم تركيا مع أي موقف دولي يخص الملف السوري، وستكون أكثر مرونة في مواقفها الخارجية، ربما لأن معركة أردوغان السياسية الداخلية ستكون لها الأولوية، فرؤية أردوغان هي تركيا برئيس قوي وصلاحيات تنفيذية.
International
أردوغان يبحث عن تحالف صوب النظام الرئاسي
10 نوفمبر 2015