الطرفان تبادلا الاتهامات بخرق الهدنة مع استمرار الاشتباكات
على وقع تبادل الاتهامات بين طرفي الصراع في السودان باختراق هدنة لم تلبث أن بدأت حتى انتهت، أكد الجيش السوداني أن قواته دحرت عناصر الدعم السريع من مطار مروي.
وأضاف في بيان الثلاثاء، أن قواته أجبرت عناصر الدعم السريع على الانسحاب من المطار.
كما اتهم الجيش قوات الدعم السريع بعدم الالتزام بالهدنة التي تم الإعلان عنها اليوم لمدة 24 ساعة.
وقال المتحدث الرسمي باسمه إن عناصر الدعم السريع "لم تتوقف مناوشاتهم" في محيط القيادة العامة ومطار الخرطوم، موضحاً أنها هربت من مطار مروي بعد ما تم التعامل معها بالقوات الجوية وتكبيدها خسائر فادحة.
وأشار إلى أنه تم اليوم البدء بالمرحلة الثانية لعملية تأمين المناطق المحيطة بالقيادة العامة وصولا إلى وسط الخرطوم.
اتهامات بتورط أطراف إقليمية ومحلية
كما تابع أن قواته تصدّت لمحاولة اقتحام الدعم السريع للفرقة الخامسة غرب الأبيض.
وكشفت عن امتلاكه ما يشير إلى تورط أطراف إقليمية ومحلية مع الدعم السريع، مؤكداً أنه سيكشف عنها لاحقا.
وقال إنه يملك معلومات دقيقة عن "عملية التآمر"، وإنه سيفصح عنها في الوقت المناسب.
هدنة لم تبدأ لتكتمل
أتت هذه التطورات بينما دخلت الهدنة المتفق عليها في السودان، حيز التنفيذ لمدة 24 ساعة منذ مساء الثلاثاء الساعة 6 بالتوقيت المحلي - 7 بتوقيت السعودية-بعد موافقة كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وذلك وسط تصعيد كبير وعلى وقع إطلاق النار في سماء الخرطوم.
إلا أن هذه الهدنة لم تكتمل، فبعد مرور ساعات قليلة عليها، اشتعلت الاشتباكات مجدداً بين الطرفين وسط تبادل الاتهامات حول من خرقها.
كما شهد محيط القيادة العامة بالخرطوم تصعيدا كبيرا في الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم، رغم بدء الهدنة المقررة.
وسُمعت أصوات انفجارات وأسلحة ثقيلة، وفق مراسل "العربية/الحدث".
كما رصدت كاميرا "العربية"، إطلاق مضادات جوية وقذائف أسلحة ثقيلة في الخرطوم، كما سمعت أصوات طيران حربي في العاصمة السودانية.
في حين لا تزال الاشتباكات تتواصل لليوم الرابع على التوالي في الخرطوم، بين القوتين، مع ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين إلى 185 و1800 مصاب وفق المفوض الأممي لحقوق الإنسان.
وقد انطلقت تلك الاشتباكات الدامية أواخر الأسبوع الماضي، بعد أيام من دفع قوات الدعم السريع بنحو 100 آلية نحو قاعدة مروي في الولاية الشمالية، فضلاً عن بعض الآليات بمراكزها بالخرطوم، ما استفز الجيش الذي أكد أن تلك التحشيدات غير قانونية، وتمت دون تنسيق معه. لكن قوات الدعم السريع أكدت أنها نسقت مع القوات المسلحة، رافضة سحب تلك الآليات، ليندلع القتال لاحقا، في بلد لا يزال منذ 2019 يحاول تلمس طريقه نحو حكم ديمقراطي جديد، يطوي صفحة الرئيس المعزول عمر البشير.