أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، أن التدخلات الخارجية بشؤون الدول العربية تؤثر سلباً على الأمن والسلم الدوليين، لافتاً إلى أن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي تفرض تحركاً فاعلاً لحماية الشعب الفلسطيني.وقال جلالته في كلمة سامية وجهها إلى القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية المنعقدة في الرياض أمس، إن دول التحالف العربي لن تتخلى عن دورها في استعادة أمن اليمن واستقراره، مضيفاً «ندعم أية جهود تحفظ للأشقاء في سوريا وليبيا حرية اختيار مستقبلهم». ودعا جلالته إلى تطوير الاجتماعات الرسمية بين المجموعتين العربية والأمريكية الجنوبية، لمنتدى موسع يتناسب وحجم المشتركات التاريخية والحضارية بينها، ودعوة السياسيين ورجال الأعمال لحضوره لتحقيق خطوة فارقة بمسيرة التعاون بين الجانبين، مؤكداً وجود تقارب عربي أمريكي جنوبي كبير إزاء القضايا الإقليمية والدولية.وأبدى جلالته ثقته أن تحقق القمة أهدافها في تمتين وتكثيف العمل بمختلف المجالات، لافتاً إلى أن الفرصة سانحة لتشكيل تجمع اقتصادي قوي بين الدول العربية والأمريكية الجنوبية، في ظل فرص التعاون المتاحة في قطاعات الصناعة والزراعة والطاقة والسياحة.ونصت الكلمة «إنه لمن دواعي سرورنا أن نشارككم اليوم في هذه القمة المهمة، تلبية لدعوة كريمة من أخينا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة، معربين عن جزيل شكرنا على حفاوة الاستقبال وحسن الوفادة وكرم الضيافة التي نحظى بها دائماً كلما حللنا على هذه الأرض الطيبة.ونغتنم هذه المناسبة أيضاً للتعبير عن تقديرنا البالغ لرئيس بيرو الصديقة أولانتا هومالا، على الجهود الحثيثة التي بذلها خلال ترؤسه للفترة السابقة، وكان لها الأثر الكبير في تقدم مسيرة التعاون المشترك بيننا.أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..لقد شكلت القمة الأولى بيننا والتي استضافتها البرازيل عام 2005، الانطلاقة الأولى للعلاقات متعددة الأطراف بين المجموعتين، وحددت الخطوط العريضة والأطر الرئيسة لاستثمار ما يربط دولنا وشعوبنا من علاقات تاريخية عريقة، وقواسم مشتركة عديدة وتقارب كبير في وجهات النظر والمواقف إزاء العديد من القضايا المطروحة على المحافل والمنظمات الإقليمية والدولية التي ننتمي إليها.واليوم وبعد مرور عقد على إنشاء هذا التجمع المهم، فإننا على ثقة تامة أن هذه القمة ستحقق الأهداف المرجوة منها في تمتين وتكثيف العمل بيننا في مختلف المجالات، خاصة أننا قطعنا أشواطاً لافتة في مسيرة التعاون المشترك خلال القمتين التاليتين في الدوحة وليما، تعد بمثابة أساس راسخ للارتقاء نحو المزيد من التعاون المثمر.أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..إن ما تموج به منطقتنا العربية من صراعات معقدة وما تشهده من أزمات متفاقمة أساسها التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول العربية، وتمتد بتأثيراتها الخطيرة وإفرازاتها السلبية إلى مختلف دول العالم، وتؤثر بشكل مباشر على الأمن والسلم الدوليين، يتطلب جهوداً أكبر وتعاوناً أقوى لمواجهتها وحلها.فما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة من اعتداءات وانتهاكات متواصلة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، هو أمر يفرض تحركاً أكثر فاعلية لمنع تردي الأوضاع إلى مستويات أكثر خطورة، ولتوفير الحماية الكافية للشعب الفلسطيني، والحفاظ على الأماكن الدينية في مدينة القدس.وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة ووقف الاستيطان، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو عام 1967، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مقدرين عالياً مواقف دول أمريكا الجنوبية الداعمة للقضية الفلسطينية. أما الأوضاع في اليمن، فهي تسير بخطى ثابتة نحو ما يصبو إليه الشعب اليمني الشقيق، ولن تتخلى دول التحالف العربي للدفاع عن الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية عن دورها الذي تقوم به حتى يتم استعادة الأمن والاستقرار في اليمن، وإنهاء كافة صور التدخل الخارجي، وإيجاد حل سياسي طويل الأمد بين جميع الأطراف يضمن تحقيق تطلعات الشعب اليمني الشقيق في التنمية والتقدم، مؤكدين بأننا ملتزمون بواجبنا في تقديم مختلف أنواع المساعدات الإنسانية وندعو المجتمع الدولي لتكثيف جهوده المبذولة في هذا المجال.كما إننا نؤكد على أحقية الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في استعادة سيادتها على جزرها الثلاث المحتلة من قبل إيران، وندعم كافة الجهود التي تحفظ للأشقاء في سوريا وليبيا الحرية في اختيار مستقبلهم من خلال المشاركة والاتفاق على بناء نظامهم السياسي المستقل للمحافظة على وحدة واستقلال دولهم، وحماية أراضيها من الإرهاب والتطرف، والعمل من أجل التنمية والتقدم والرخاء.أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..إننا نتطلع إلى زيادة وتيرة التعاون في المجال الاقتصادي والتجاري بين الجانبين العربي والأمريكي الجنوبي، وخاصة أن إنجاز هذا الهدف لن يساهم فقط في تدفق المبادلات التجارية والاستثمارات بينهما ولكنه سيؤدي كذلك إلى انبثاق تجمع اقتصادي قوي يتمتع بقدرات هائلة ومقومات كبيرة على المنافسة الدولية.وإن الفرصة سانحة لقيام هذا التكتل الاقتصادي في ظل ما شهدته العلاقات الاقتصادية بين دولنا من طفرة كبيرة وارتفاع معدل التبادل التجاري بين كثير من الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية إلى مستويات مبشرة، إضافة إلى إمكانيات ومجالات وفرص التعاون والتكامل الكبيرة المتاحة في العديد من القطاعات بين دول المجموعتين، ومن بينها قطاعات الصناعة والزراعة والطاقة والسياحة والخدمات المالية والتدريب والتعليم وغيرها.أصحاب الجلالة والفخامة و السمو...إيماناً منا بأن العلاقات الإنسانية بين الشعوب تعد ركناً أساسياً في ترسيخ العلاقات وتعزيز المصالح المشتركة، وانطلاقاً من أن العلاقات بيننا قد بدأت وارتكزت على الترابط والتواصل بين شعوبنا، فإننا نرى أهمية أن تتطور اجتماعاتنا الرسمية لتكون ضمن منتدى موسع يتناسب مع حجم المشتركات التاريخية والحضارية بيننا، ليشمل كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، ويشارك فيه الجميع من سياسيين ورجال أعمال ومثقفين ومفكرين، كي يستند عملنا الرسمي المتقدم والمتطور على إطار شعبي متسع يحقق دفعة نوعية وخطوة فارقة في مسيرة التعاون المشترك ويضمن استدامة العلاقات فيما بيننا.في الختام نؤكد أن تعظيم مكتسبات شعوبنا وتحقيق المزيد من التنمية والرخاء سيكون أمراً قائماً وبقوة بارتقاء التعاون بيننا لمجالات وآفاق أوسع، معربين مجدداً عن ثقتنا التامة في نجاح هذه القمة في الوصول إلى الأهداف المرجوة منها، بما يحقق مصالحنا المشتركة ويلبي تطلعاتنا وآمالنا في مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». ولدى وصول جلالة الملك المفدى إلى مركز الملك عبدالعزيز للمؤتمرات، حيث بدأت أعمال الجلسة الافتتاحية للقمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، كان في استقباله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة.وفي بداية الجلسة ألقى خادم الحرمين الشريفين كلمة، تلتها كلمة الرئيس المصري رئيس القمة العربية عبدالفتاح السيسي، بينما ألقى وفد الرئاسة المؤقتة لاتحاد أمريكا الجنوبية كلمة بالجلسة.
Bahrain
الملك: التدخلات بالشؤون العربيـــــــــــــــــة تؤثـر سلباً على الأمن الدولي
11 نوفمبر 2015