أعلن فريق من العلماء في كلية الثالوث (trinity university) في دبلن، عن تطور هام نحو علاج جديد للغلوكوما.
ويتأثر نحو 80 مليون شخص على مستوى العالم بالغلوكوما، مع زيادة متوقعة إلى أكثر من 110 مليون بحلول عام 2040.
وفي حين أن قطرات العين الموضعية ضرورية لمنع تطور المرض، يصبح ما يصل إلى 10% من المرضى مقاومين للعلاج، ما يعرضهم لخطر الخسارة الدائمة للرؤية.
ما هي "الغلوكوما" ومن هم المعرضون للإصابة بها؟
ويعرف ارتفاع ضغط العين بأنه عامل الخطر الرئيسي لمرض الغلوكوما (أو الزرق أو الماء الأزرق). ويمكن أن تؤدي الزيادات الخطيرة في الضغط في كرة العين إلى تلف خطير في رأس العصب البصري الذي ينقل الإشارات الضوئية إلى الدماغ للسماح لنا بالرؤية.
وينتج هذا الضغط المرتفع عن تراكم البروتينات غير المرغوب فيها ما يتسبب في انسداد قنوات الصرف التي يمكن أن تتسبب بمرور الوقت في تراكم السوائل وزيادة الضغط.
وأظهر الفريق في معهد سمورفيت للوراثة، بالتعاون مع شركة التكنولوجيا الحيوية Exhaura Ltd، أن النهج القائم على العلاج الجيني يمكن أن يقلل ضغط العين في نماذج ما قبل السريرية من الغلوكوما.
ويمكن أن تؤدي حقنة واحدة من ناقل فيروسي - وهو في الأساس فيروس اخترقه العلماء بغرض استخدامه لإيصال تعليمات محددة إلى خلايا الجسم - إلى زيادة تدفق السائل المائي من مقدمة العين وبالتالي تقليل الضغط في عين.
والتعليمات الأساسية للخلايا لإنتاج إنزيم ماتريكس (metalloproteinase-3، أو MMP-3) تساعد في دفع هذه العملية إلى حالة تأهب.
وقال البروفيسور ماثيو كامبل، أستاذ علم الوراثة في جامعة الثالوث: سمح لنا هذا المشروع المثير بسد الفجوة بين الأوساط الأكاديمية والصناعة والعمل عن كثب مع شركة العلاج الجيني لتطوير علاج متطور نعتقد أنه يحمل وعدا كبيرا للمرضى في المستقبل.
والأهم من ذلك، استخدم العمل نماذج متعددة للمرض بالإضافة إلى الاستفادة من عيون المتبرعين البشريين لفحص الفعالية العلاجية لنهج العلاج الجيني. وهذا يجعل النتائج المبهرة واعدة أكثر.
وشهدت العلاجات الجينية تقدما هائلا في السنوات الأخيرة، مع اعتماد العديد من الأدوية الآن من قبل كل من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ووكالة الأدوية الأوروبية (EMA). ومع ذلك، حتى الآن، فإن جميع العلاجات الجينية المعتمدة مخصصة لعلاج الحالات النادرة أو النادرة للغاية.
ونظرا لأن فهمنا للآلية الأساسية للأمراض الشائعة أصبح أكثر تطورا الآن، أصبح مفهوم استخدام العلاج الجيني للأمراض الشائعة ممكنا الآن.
وأضاف الدكتور جيفري أوكالاجان، زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في جامعة الثالوث والمؤلف الأول للدراسة: "إن نهجنا الجديد في علاج الغلوكوما باستخدام العلاج الجيني هو تتويج لأكثر من سبع سنوات من البحث. ونأمل الآن أن يمهد هذا العلاج الطريق إلى تطوير علاجات لأشكال أخرى من أمراض العيون المسببة للعمى".
وأجرى الدراسة فريق متعدد التخصصات من علماء الوراثة وأطباء العيون وعلماء الأحياء متعددي التخصصات.
نُشرت النتائج في مجلة Science Advances.