لم يشهد السودان منذ استقلاله عام 1956 من الاحتلال البريطاني قيام الدولة المدنية الحديثة، وذلك بسبب تعاقب الأنظمة العسكرية على حكمه، ورغم أن السودان فيه الكثير من الثروات الطبيعية وخاصة المحاصيل الزراعية وما يكفي منها لغذاء كل دول العالم فالسودان كما تسمى (سلة الغذاء العالمي) ولكن عدم الاستقرار السياسي فيها لكثرة الأحزاب السياسية والدينية فيه والصراعات فيما بينها لم يعطِ الفرصة للاستفادة من كل ذلك، وكان آخر نظام عسكري سياسي حكم السودان هو نظام عمر البشير الذي تم إسقاطه بعد ثورة سنة 2019 ومنذ ذلك الوقت لم يتم التوافق على حكومة مدنية إلا حكومة عبد الله حمدوك فقط التي استقالت وما ترتب على ذلك من تعليق العمل بالوثيقة الدستورية، وفرض حالة الطوارئ في البلاد، وتجميد عمل لجنة إزالة تمكين نظام الإنقاذ.
وكان من أخطر الآثار المترتبة على هذه الصراعات المسلحة والسياسية ظهور الجماعات الإرهابية، حيث كان السودان ولا يزال وكراً «للجماعات السياسية والدينية المتطرفة» مثل جماعة القاعدة التي كان يقودها أسامة بن لادن وجماعة الإخوان المسلمين في السودان التي كان يقودها حسن الترابي، وهي التي أوصلت عمر البشير إلى السلطة عبر انقلاب عسكري على حكومة الأحزاب الديمقراطية السودانية التي كان يقودها الصادق المهدي، وبعد فترة انقلب البشير على حسن الترابي، ولذا ما يعمق الصراع الدائر الآن بين الجيش الوطني وقوات الردع السريع في السودان هو الانتماءات القبلية والأحزاب السياسية والدينية، وخاصة الإخوان المسلمين، وهذا أعاق العملية السياسية الرامية إلى نقل السلطة إلى المدنيين بعد ثورة 2019م ولذا توجد الآن خشية عند القوى السياسية في السودان من عودة الإخوان المسلمين إلى السلطة، ولذا فإن الحرب الدائرة بين الجيش الوطني والمليشيات العسكرية والتي تسمى بقوات الردع السريع التي يرأسها «حميدتي» هي حرب صار من الصعب حسمها في وقت قصير، وأخطر من ذلك هي مرشحة أن تكون حرباً أهلية بسبب الولاءات القبلية والحزبية للطرفين ويصبح الوصول إلى السلام وقيام الحكم المدني من الصعوبة بمكان.
ومما يؤكد صعوبة حسم الصراع بين المعسكرين الآن هو أنه رغم مناشدة كثير من الدول والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة للطرفين بوقف الصراع فإن ذلك لم يجد آذاناً صاغية؛ فالحرب مستمرة والمتضرر الرئيس منها هو الشعب السوداني الذي أصبح لا يجد الماء والمسكن أو الأمن له في بلاده.
لذا من الواجب على الجامعة العربية بشكل خاص أن يكون لها دور رئيسي في منع انزلاق السودان إلى حرب أهلية؛ لأنه بذلك سوف يكون الدولة العربية الخامسة بعد سوريا والعراق واليمن وليبيا التي لم تستقر فيها الأوضاع السياسية بشكل المطلوب، وكذلك على الاتحاد الإفريقي دور في الوساطة، وأيضا على المجتمع الدولي مثل الأمم المتحدة والدول الكبرى مثل أمريكا وروسيا والصين ودول الناتو الضغط على أطراف الصراع المسلح في السودان لوقف الصراع كما فعلت أمريكا ودول الناتو في تدخلها في الحرب الدائرة الآن بين أوكرانيا وروسيا وإلا فإن عدم نهاية هذا الصراع في السودان يترتب عليه آثار كبيرة على الأمن والسلم العالميين، وخاصة أن الجماعات الإرهابية سوف توجد في السودان بيئة حاضنة يكون خطرها ليس على السودان فحسب إنما في قارة إفريقيا ويؤثر ذلك بدوره على الأمن والسلم العالميين.
وكان من أخطر الآثار المترتبة على هذه الصراعات المسلحة والسياسية ظهور الجماعات الإرهابية، حيث كان السودان ولا يزال وكراً «للجماعات السياسية والدينية المتطرفة» مثل جماعة القاعدة التي كان يقودها أسامة بن لادن وجماعة الإخوان المسلمين في السودان التي كان يقودها حسن الترابي، وهي التي أوصلت عمر البشير إلى السلطة عبر انقلاب عسكري على حكومة الأحزاب الديمقراطية السودانية التي كان يقودها الصادق المهدي، وبعد فترة انقلب البشير على حسن الترابي، ولذا ما يعمق الصراع الدائر الآن بين الجيش الوطني وقوات الردع السريع في السودان هو الانتماءات القبلية والأحزاب السياسية والدينية، وخاصة الإخوان المسلمين، وهذا أعاق العملية السياسية الرامية إلى نقل السلطة إلى المدنيين بعد ثورة 2019م ولذا توجد الآن خشية عند القوى السياسية في السودان من عودة الإخوان المسلمين إلى السلطة، ولذا فإن الحرب الدائرة بين الجيش الوطني والمليشيات العسكرية والتي تسمى بقوات الردع السريع التي يرأسها «حميدتي» هي حرب صار من الصعب حسمها في وقت قصير، وأخطر من ذلك هي مرشحة أن تكون حرباً أهلية بسبب الولاءات القبلية والحزبية للطرفين ويصبح الوصول إلى السلام وقيام الحكم المدني من الصعوبة بمكان.
ومما يؤكد صعوبة حسم الصراع بين المعسكرين الآن هو أنه رغم مناشدة كثير من الدول والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة للطرفين بوقف الصراع فإن ذلك لم يجد آذاناً صاغية؛ فالحرب مستمرة والمتضرر الرئيس منها هو الشعب السوداني الذي أصبح لا يجد الماء والمسكن أو الأمن له في بلاده.
لذا من الواجب على الجامعة العربية بشكل خاص أن يكون لها دور رئيسي في منع انزلاق السودان إلى حرب أهلية؛ لأنه بذلك سوف يكون الدولة العربية الخامسة بعد سوريا والعراق واليمن وليبيا التي لم تستقر فيها الأوضاع السياسية بشكل المطلوب، وكذلك على الاتحاد الإفريقي دور في الوساطة، وأيضا على المجتمع الدولي مثل الأمم المتحدة والدول الكبرى مثل أمريكا وروسيا والصين ودول الناتو الضغط على أطراف الصراع المسلح في السودان لوقف الصراع كما فعلت أمريكا ودول الناتو في تدخلها في الحرب الدائرة الآن بين أوكرانيا وروسيا وإلا فإن عدم نهاية هذا الصراع في السودان يترتب عليه آثار كبيرة على الأمن والسلم العالميين، وخاصة أن الجماعات الإرهابية سوف توجد في السودان بيئة حاضنة يكون خطرها ليس على السودان فحسب إنما في قارة إفريقيا ويؤثر ذلك بدوره على الأمن والسلم العالميين.