انطلقت اليوم، أعمال المؤتمر الإقليمي العربي الثالث تحت شعار " قوة التطوع: استدامة.. شراكة.. تأثر"، بمشاركة 550 باحثاً ومشاركاً من ذوي الخبرة في مجال العمل التطوعي من البحرين والدول الخليجية والعربية والعالم، برعاية محافظ محافظة العاصمة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة.ويناقش المتحدثون بالمؤتمر، الذي تعقده منظمة الجهود التطوعية، على مدار ثلاثة أيام، خمسة محاور تتمثل في "استدامة العمل التطوعي على مستوى الدول والأفراد"، و"إدارة المتطوعين للأفراد والمؤسسات"، و"قياس أثر العمل التطوعي"، و"التعريف بالريادة الاجتماعية وأهميتها"، و"العمل التطوعي لدى الشركات التجارية"، من خلال جلسات علمية وندوات وحلقات نقاشية تطرح العديد من القصص والتجارب المختلفة من المختصين والمتطوعين والشباب المشاركين بالمؤتمر.ويهدف المؤتمر لإبراز الجهود التطوعية في الوطن العربي وتكوين حلقة وصل للتعاون بين المؤسسات والجهات المهتمة بالعمل التطوعي وتحسين الوعي بالتطوع.من جانبه، أكد محافظ محافظة العاصمة الشيخ هشام بن عبدالرحمن ال خليفة أن العمل التطوعي سمة من سمات تقدم الأمم وازدهارها، فالدول كلما ازدادت في التقدم والرقي ازداد انخراط مواطنيها في أعمال التطوع، كما بات الانخراط فيه مطلب من متطلبات الحياة الحديثة.وأشار إلى أن المؤتمر يعد من المؤتمرات المهمة التي تنظم في البحرين لأول مرة بعد أن تم تنظيمه في الإمارات عام 2013 وفي عمان 2011، وتناول مسيرة انطلاق العمل التطوعي في العالم، ولكنه هذه المرة يلقي الضوء على مسيرة العمل التطوعي في البحرين والمنطقة العربية وتبيان أهميته وأثره على الدول والمجتمعات، ويستعرض التجربة المحلية البحرينية والتي استطاعت أن تحقق إنجازات عديدة في المنطقة بفضل جهود البحرين وشبابها.وأكد أن النجاحات التي حققتها تجربة العمل التطوعي في البحرين تدل دلالة واضحة على قوة الشباب البحريني في مجال العمل التطوعي والخيري، والذي ينطلق من مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف التي تدعو وتحث على الخير والعطاء، وهو ما حقق للتجربة البحرينية التطور والانتشار وجعل من معطيات العمل التطوعي الشبابي في البحرين معطيات إنسانية واسعة، وهذا ما شجع المنظمة العالمية للجهود التطوعية أن تختار البحرين مقراً لإقامة المؤتمر.وبين أن المؤتمر سيكون منصة للتعريف بالعمل التطوعي الشبابي في البحرين ودول مجلس التعاون، وأيضاً إلقاء الضوء على جهود الشباب في هذا الجانب لتكون منطقتنا وشبابنا قدوة يقتدي بها العالم ويضعها إلى جانب الدول المتقدمة في مجال العمل التطوعي.وأعرب عن تقديره لمركز شباب المستقبل للدراسات والبحوث والتطوير وكافة المساهمين والداعمين على إقامة وتنظيم المؤتمر والذي نفتخر فيه بشبابنا وجهودهم الرائعة والمتواصلة في هذا الجانب.من جهته، أعرب رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر عبدالله شريفي في كلمة له لدي انطلاق أعمال المؤتمر عن تقديره للشيخ هشام بن عبدالرحمن ال خليفة على رعايته للمؤتمر ودعمه الدائم، للبرامج التطوعية والشبابية لكل من ساهم في إنجاح المؤتمر.وأوضح أن مشاركة خبراء التطوع والمسؤولين والمهتمين بالعمل التطوعي من المؤسسات الحكومية والاجتماعية من مختلف الدول العربية بالمؤتمر تضيف أبعاداً إيجابية وتشكل فرصة كبيرة للاستفادة من التجارب والخبرات المتنوعة.وفي السياق نفسه، أكدت المختصة بالمنظمة الدولية للجهود التطوعية كيلي بتس أن المنظمة تأسست في عام 1970 من مجموعة من المتطوعين من مختلف أنحاء العالم وجعلت من العالم التطوعي وسيلة للتواصل عبر البلدان والثقافات لتصبح الآن شبكة عالمية من المتطوعين والمنظمات التطوعية ومراكز التطوع في أكثر من 70 بلد.وقالت إن المنظمة التي تعمل على تعزيز وتقوية وتطوير العمل التطوعي في جميع أنحاء العالم هي المنظمة الوحيدة التي تعمل في هذا المجال اختارت البحرين لتكون مقراً لإقامة مقرها الثالث من خلال التطور في التجربة البحرينية في هذا الجانب على مستوى البحرين والمنطقة وخصوصاً من خلال العمل الشبابي والجمعيات الشبابية الفاعلة في هذا الجانب والتي استطاعت أن تحقق تقدما وتطوراً على المجال العالمي.وأضافت أن المؤتمر سيكون استدامة لما حققته المنظمة خلال تاريخها الطويل وفرصة لإلقاء الضوء على الإنجازات البحرينية في هذا الجانب ومن خلال ثقافة العمل التطوعي في البحرين.وأفادت أن المؤتمر سيكون فرصة لتبادل التجربة والخبرات للمشاركين فيه والخروج بتوصيات تدعم العمل التطوعي في العالم.وعلى جانب متصل، أعربت الممثل الإقليمي للمنظمة الدولية للجهود التطوعية باتريسيا نبتي عن سعادتها لعقد المؤتمر الإقليمي العربي الثالث في البحرين كون تجربة العمل التطوعي بالمملكة تعد من التجارب المهمة في دول مجلس التعاون والمنطقة.ونوهت إلى أن انعقاد المؤتمر بالبحرين دليل على أهمية المؤتمرات كفرص للتعليم والمشاركة والتواصل مع قادة العمل التطوعي في العالم.وأكدت باتريسيا أن الشباب المتطوعين في مختلف أنحاء العالم عملوا من أجل تطوير العمل التطوعي في دول الخليج والمنطقة.وأشارت إلى أن البحرين ستصبح محوراً ومركزاً للتنسيق بين العالم للعمل التطوعي من خلال تعزيز وتسهيل العمل التطوعي، وأن المنظمة تعمل بجد لتطوير هذا العمل في كافة بلدان العالم.ويتضمن برنامج المؤتمر اليوم عدداً من الجلسات والمحاضرات التي يشارك بها العديد من المتحدثين تتناول التطوع في المؤسسات الحكومية، وإدارة المتطوعين في المنظمات غير الربحية في الوطن العربي، إضافة لحلقات نقاشية وورش عمل متزامنة حول الريادة الاجتماعية، بينما يتضمن اليوم الختامي للمؤتمر يوم بعد غد السبت محاضرات وورش وجلسات حول العديد من العناوين منها: استدامة العمل التطوعي، أمراض العقل الجمعي، وندوة حول "الإعلام والتطوع.. التأثير والاستدامة" وحلقات نقاشية وورش عمل متزامنة وإلقاء الضوء على العديد من التجارب للدول المشاركة في المؤتمر والمبادرات التطوعية المهمة.