مع دخول الصراع في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أسبوعه الثالث، وسط توقف العديد من المرافق الصحية عن العمل لاسيما في العاصمة الخرطوم، أطلقت نقابة الأطباء تحذيراً جديداً، منبهة إلى وضع القطاع الصحي الكارثي.
وقال عطية عبدالله عطية، سكرتير "نقابة أطباء السودان"، في مقابلة مع العربية/الحدث اليوم الثلاثاء إن ما يحدث بحق القطاع الصحي جريمة إنسانية، وفق تعبيره.
كما أوضح أن كل المستشفيات العامة في الخرطوم توقفت عن العمل. وأضاف أن مستشفيات جديدة خرجت خلال الأيام الماضية من الخدمة في العاصمة، بسبب عدم توفر الوقود.
الحل الوحيد
فيما أشار إلى أن خدمات غسيل الكلى لن تكون متوفرة للمرضى سوى لـ5 أيام فقط.
كذلك، لفت إلى وجود نقص في الأكسجين في مشافي ولايات سودانية عدة ومن بينها الخرطوم.
إلى ذلك، أكد أن الحل الوحيد للوضع الإنساني هو وقف القتال في الحال.
أما عن الوضع الصحي في الجنينة بإقليم دارفور، فأوضح أيضا أنه كارثي.
على شفا كارثة
وكانت الأمم المتحدة حذرت مرارا وتكرارا خلال الأيام الماضية من أن البلاد على شفا كارثة حقيقية، منبهة إلى وضع القطاع الصحي، فضلا عن مسألة النزوح الكثيف.
ورأى المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة شرق المتوسط، أحمد المنظري، أن الأزمة الصحية التي كان يعانيها السودان قبل اندلاع القتال تحولت حاليا إلى "كارثة بكل معنى الكلمة". وأوضح المنظري أنه حتى قبل المعارك الأخيرة "مرّ النظام الصحي السوداني كما هو معروف بسنوات من الأزمات المختلفة، ما عرّضه للكثير من الهشاشة والضعف الحقيقي، بكل ما تعنيه الكلمة من حيث البنى التحتية، أي المستشفيات أو مراكز رعاية صحية أولية بمختلف مستوياتها في عموم البلاد"، مضيفا أن الصراع واندلاع القتال فاقم الوضع سوءاً.
إلى ذلك، اعتبرت الأمم المتحدة على لسان أكثر من مسؤول أنّ "الوضع الإنساني يقترب من نقطة اللاعودة" في بلد كان يعدّ من الأكثر فقرا في العالم حتى قبل تفجر النزاع الأخير. وأمس حذّر المفوض السامي لشؤون اللاجئين أيضا من أنّ "أكثر من 800 ألف شخص" قد يفرّون من السودان.
يشار إلى أن القتال الذي اندلع بين القوتين العسكريتين الأكبر في البلاد يوم 15 أبريل 2023، أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 528 قتيلًا و4599 جريحا، وفق أرقام أحد أرقام أعلنتها وزارة الصحة السودانية، في حصيلة يرجح أن تكون أعلى.
كما أدى إلى نزوح الآلاف من السودان وولايات أخرى إلى مناطق أكثر أمناً داخلياً، فضلا عن التوجه إلى بلدان مجاورة ومنها مصر وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وغيرها.