قليلة هي تلك الكتب التي يتكلم فيها صاحبها عن حياته وتجاربه بالحياة فتجد نفسك مشدوداً إلى الآخر للانتهاء منها وإكمالها ومنها كتاب بورغيلد دال – أردت أن أبصر.
ولدت بورغيلد بعين ضعيفة للغاية وأخرى مشوهة، وعاشت قرابة الخمسين سنة من حياتها وهي على هذه الحال حتى أتيحت لها الفرصة لعمل جراحة للعين السليمة لتبصر وترى الجمال الذي في الواقع.
عاشت حياتها وهي تقرأ وتتعلم وتكافح لتحيا مثل بقية البشر، ولم تنزوِ أو تنعزل عن العالم بسبب مشاكل عينها، بل سعت ونالت أعلى الدرجات العلمية والشهادات وألفت العديد من الكتب وتحدثت بالإذاعة وأثرت في حياة العشرات من الطلبة وهي على هذه الحال.
لا أخفي أن سبباً من أسباب نجاحها في التغلب على هذه الصعوبات هو الدعم الكبير والرعاية الفريدة التي نالتها من والدتها حيث حرصت على تعليمها كل ما يحتاجه الإنسان المبصر من أمور حتى الخياطة على ضعف عينيها ولم تكن تعذرها على التقصير.
وكذلك البيئة المحيطة من أسرة تقبلت ما عندها من نقص وقدمت لها الرعاية والدعم الكبيرين، وكذلك كان المجتمع من حولها في ذلك الوقت إلا من قلة قليلة ستجد ذكرها في الكتاب.
ومما كتبته المؤلفة في ختام كتابها بعد أن استطاعت الإبصار بعد الثانية والخمسين قولها: «بدأت ألعب برغوة الصابون في حوض غسيل الصحون، أغمس يدي فيها، وألاحق الفقاعات الصغيرة فألتقطها. أحملها أمام الضوء وفي كل منها أشاهد الألوان المدهشة لأقواس قزح الصغيرة المنمنمة فيها، وأهمس قائلة: يا ربنا الذي في السموات، الشكر لك، الشكر لك».
وفي الكتاب رسالة لأولئك المحبطين والمنهزمين أمام مشكلات صغيرة في الحياة ضخموها بعقولهم ومخيلاتهم فباتت كالجدار المنيع بينهم وبين الحياة، فأقول لهم انظروا إلى من هو أشد حالاً منكم ومن عاش في ظروف أصعب منكم وكيف استطاعوا التغلب عليها.
وأختم بعبارات جميلة خطها مترجم الكتاب الدكتور ساجد العبدلي قال فيها: «لعلي لا أبالغ لو قلت إن تسعين في المئة من حياة المرء تسير غالباً على ما يرام، وعشرة في المئة هي المتعثرة، ومع ذلك فإنه يصرف عقله وتفكيره ومزاجه ونفسه وسائر روحه في الانشغال بهذه العشرة في المئة متناسياً ذلك الجزء الجميل الأعظم من حياته.
يا صاحبي؛ دع عنك القلق واستمتع بالحياة، ولا تشعر بالإحباط أبداً لأنك لا تملك حذاءً، فهناك العشرات ممن لا يمتلكون قدمين!».
ولدت بورغيلد بعين ضعيفة للغاية وأخرى مشوهة، وعاشت قرابة الخمسين سنة من حياتها وهي على هذه الحال حتى أتيحت لها الفرصة لعمل جراحة للعين السليمة لتبصر وترى الجمال الذي في الواقع.
عاشت حياتها وهي تقرأ وتتعلم وتكافح لتحيا مثل بقية البشر، ولم تنزوِ أو تنعزل عن العالم بسبب مشاكل عينها، بل سعت ونالت أعلى الدرجات العلمية والشهادات وألفت العديد من الكتب وتحدثت بالإذاعة وأثرت في حياة العشرات من الطلبة وهي على هذه الحال.
لا أخفي أن سبباً من أسباب نجاحها في التغلب على هذه الصعوبات هو الدعم الكبير والرعاية الفريدة التي نالتها من والدتها حيث حرصت على تعليمها كل ما يحتاجه الإنسان المبصر من أمور حتى الخياطة على ضعف عينيها ولم تكن تعذرها على التقصير.
وكذلك البيئة المحيطة من أسرة تقبلت ما عندها من نقص وقدمت لها الرعاية والدعم الكبيرين، وكذلك كان المجتمع من حولها في ذلك الوقت إلا من قلة قليلة ستجد ذكرها في الكتاب.
ومما كتبته المؤلفة في ختام كتابها بعد أن استطاعت الإبصار بعد الثانية والخمسين قولها: «بدأت ألعب برغوة الصابون في حوض غسيل الصحون، أغمس يدي فيها، وألاحق الفقاعات الصغيرة فألتقطها. أحملها أمام الضوء وفي كل منها أشاهد الألوان المدهشة لأقواس قزح الصغيرة المنمنمة فيها، وأهمس قائلة: يا ربنا الذي في السموات، الشكر لك، الشكر لك».
وفي الكتاب رسالة لأولئك المحبطين والمنهزمين أمام مشكلات صغيرة في الحياة ضخموها بعقولهم ومخيلاتهم فباتت كالجدار المنيع بينهم وبين الحياة، فأقول لهم انظروا إلى من هو أشد حالاً منكم ومن عاش في ظروف أصعب منكم وكيف استطاعوا التغلب عليها.
وأختم بعبارات جميلة خطها مترجم الكتاب الدكتور ساجد العبدلي قال فيها: «لعلي لا أبالغ لو قلت إن تسعين في المئة من حياة المرء تسير غالباً على ما يرام، وعشرة في المئة هي المتعثرة، ومع ذلك فإنه يصرف عقله وتفكيره ومزاجه ونفسه وسائر روحه في الانشغال بهذه العشرة في المئة متناسياً ذلك الجزء الجميل الأعظم من حياته.
يا صاحبي؛ دع عنك القلق واستمتع بالحياة، ولا تشعر بالإحباط أبداً لأنك لا تملك حذاءً، فهناك العشرات ممن لا يمتلكون قدمين!».