موراليدهاران: 2 مليار دولار التجارة الثنائية بين البحرين والهند العام الجاري

محمد نصرالدين

كشف وزير الدولة للشؤون الخارجية الهندي شري موراليدهاران، عن ارتفاع التجارة الثنائية بين مملكة البحرين والهند إلى رقم قياسي جديد وغير مسبوق بقيمة تصل إلى 2 مليار دولار خلال العام الجاري.

وقال الوزير موراليدهاران خلال حفل استقبال أقامته الجالية الهندية وجمعية أصدقاء الهند في البحرين، بمناسبة زيارته الرسمية الحالية إلى المملكة، إن العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البحرين والهند تشهد نمواً كبيراً ومتزايداً بشكل متواصل، وقد حطمنا الأرقام القياسية في حجم التجارة الثنائية، فبينما وصلت التجارة الثنائية رقماً قياسياً بلغ 1.65 مليار دولار العام الماضي، "يسعدني الإعلان اليوم أننا تجاوزنا بالفعل هذا الرقم خلال العام الحالي، لتصل تجارتنا الثنائية رقماً جديداً وغير مسبوق بقيمة تبلغ 2 مليار دولار".



وأضاف أن الاستثمارات الثنائية المتبادلة بين البحرين والهند زادت أيضاً في الاتجاهين، وتعتبر الهند حالياً سادس أكبر مستثمر في البحرين. كما نمت الاستثمارات البحرينية، بما في ذلك استثماراتها في المحافظ الاستثمارية في الهند.

وأعرب الوزير عن سعادته بزيارة مملكة البحرين للمرة الثانية في أقل من عامين، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين باتت قوية للغاية وتتميز بتبادلات سياسية منتظمة رفيعة المستوى، مشيراً إلى أن الزيارة التاريخية التي قام بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الملك المعظم إلى الهند في عام 2014، قد عززت العلاقة الثنائية إلى أعلى أفق وبشكل لم يسبق له مثيل، فضلاً كذلك عن زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الهامة إلى مملكة البحرين عام 2019.

وأشاد الوزير بما تلقاه الجالية الهندية في البحرين من احتضان ورعاية كبيرة حيث يرحب الجميع بالجالية الهندية بأذرع مفتوحة لبناء شراكة تخدم تطلعات البلدين، متوجهاً بجزيل الشكر والامتنان إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين المعظم، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على دعمهم الدائم لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلاً عن رعاية واحتضان الجالية الهندية بالمملكة وتقديم كافة الخدمات وضمان الحريات الدينية والاجتماعية والثقافية بما يعكس ما تتمتع به مملكة البحرين من بالانفتاح والتحضر وقد باتت المملكة نموذجاً بالتسامح والتعايش السلمي، مشيراً إلى أن الجالية الهندية تعتبر أكبر جالية أجنبية في المملكة. وهم يعملون جنباً إلى جنب مع أصدقائهم البحرينيين من أجل تنمية المملكة. وقد رحبت البحرين على الدوام بحرارة بالجالية الهندية.



وقال إن معبد شريناثجي الذي يبلغ عمره 200 عام في المنامة وتخصيص الأرض لبناء معبد بابس سوامينارايان يمثل شهادة على حرية المعتقد في المملكة وسياساتها الليبرالية وروح التسامح والتعايش الكبيرة التي تتسم بها.

وحول اللقاءات التي أجراها خلال زيارته الحالية إلى البحرين، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الهندي إنه عقد فور وصوله لقاءات هامة ومثمرة مع وزير المالية والاقتصاد الوطني الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة ووزير العمل جميل حميدان وعدد من كبار المسؤولين، وجرت خلالها مباحثات ومناقشات جيدة للغاية عكست دفء العلاقة بين البلدين، وقد لمس خلال هذه اللقاءات جميعها الثناء الكبير على إسهامات الجالية الهندية في مملكة البحرين والتقدير لدورهم وجهودهم.

وقال إن البحرين والهند يجمع بينهما روابط صداقة تاريخية وعميقة الجذور، والعلاقات التجارية بين البلدين تعود إلى حضارات دلمون ووادي السند، وبينما احتفل البلدان باليوبيل الذهبي لتأسيس العلاقات الدبلوماسية عام 2022، فإن الصداقة بين الشعبين وروابط الحضارتين ممتدة منذ آلاف السنين.

ونوه الوزير موراليدهاران بأهمية الزيارات المتبادلة على مستوى كبار المسؤولين مشيراً إلى أن وزيري الخارجية في كلا البلدين قاما بزيارات متبادلة، وفي وقت مبكر من هذا العام، قام رئيس مجلس النواب الهندي لوك سابها بزيارة إلى البحرين، كما قام وفد بحريني رفيع المستوى ضم وزيري الصناعة والتجارة والمواصلات والاتصالات بزيارة رسمية إلى الهند في مارس الماضي، مؤكداً أن هذه الزيارات المتبادلة والمشاورات المستمرة والتعاون الدائم يسهم بدفع العلاقات الثنائية إلى الأمام وتنويعها بمجالات جديدة وناشئة.

وقال إن البلدين يحرصان على المشاركة في منصات تعاونية جديدة لتعزيز مسارات التعاون المستقبلية، حيث انضمت البحرين إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسية ومقره الهند، فيما انضمت الهند إلى القوة البحرية المشتركة، التي يقع مقرها الرئيس في البحرين كشريك مشارك.

كما أعرب عن اعتزاز الهند بمشاركة البحرين لبلاده في العديد من التجمعات الدولية متعددة الأطراف، فقد استضافت الهند قمة صوت الجنوب في يناير 2023 بمشاركة أكثر من 120 دولة بما في ذلك مملكة البحرين، وخلال رئاسة الهند لمنظمة شنغهاي للتعاون، انضمت البحرين كشريك حوار للمنظمة.

وقال إن التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين يتوسع بشكل متواصل من المجالات التقليدية إلى المجالات الأكثر حداثة، مؤكداً أن هناك الكثير من الإمكانات للتعاون بمجالات تكنولوجيا المعلومات والفضاء والتكنولوجيا المالية والشركات الناشئة والأمن الغذائي والطاقة المتجددة، كما أن هناك تعاوناً متزايداً في قطاعات التعليم والغذاء والزراعة والصحة والأدوية.

وقال "أتيحت لي خلال الزيارة الحالية الفرصة ليس فقط لمقابلة الجالية الهندية، ولكن أيضاً مع أصدقائنا المقربين في البحرين. المجتمع البحريني له تاريخ طويل من التواصل الوثيق مع الهند. ويسافر الكثيرون بانتظام إلى الهند للتجارة والتعليم والسياحة أو لمجرد تجديد العلاقة الوثيقة التي تربطهم بالهند".

وحول زيارته إلى المملكة العربية السعودية مؤخراً، قال الوزير إنه قام بزيارة رسمية إلى مدينة جدة السعودية للإشراف على عملية كافيري لإجلاء رعايا الهند من السودان، مشيراً إلى نجاح المهمة بإجلاء حوالي 3500 من المواطنين الهنود من منطقة الصراع في السودان، متوجهاً بالشكر إلى المملكة العربية السعودية على جهودها ودورها الهام لإنجاح هذه المهمة.